تعدُّ حملة التسويق الفعالة عبر وسائل التواصل الاجتماعي أمراً ضرورياً لنجاح أي شركة صغيرة على الأمد القريب والبعيد، واليوم، أكثر من أي وقتٍ مضى، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي إحدى أهم الأدوات للتواصل مع المستهلكين.
أدوات إدارة وسائل التواصل الاجتماعي هي عنصر أساسي هام لكل صاحب مشروع صغير ورائد أعمال مُبتدئ؛ كونها تساعدهم على تأسيس علامتهم التجارية واستقطاب العملاء وتعزيز المبيعات.
مع ذلك، أصبحت الأمور اليوم أعقد ممَّا كانت عليه قبل عدة سنوات، وقد تحوَّلت إدارة وسائل التواصل الاجتماعي إلى وظيفة بدوام كامل تتطلب من أرباب الأعمال الصغيرة ورواد الأعمال تكريس الموارد اللازمة لإنشاء حملات وسائل التواصل الاجتماعي القابلة للتنفيذ وتطبيقها، إضافة إلى حسن إدارة وقتهم لإنشاء محتوى جديد ونشره.
تكلفة إدارة وسائل التواصل الاجتماعي:
غالباً ما يكون الاستثمار في إدارة وسائل التواصل الاجتماعي أحد أفضل القرارات التي يمكن لأيِّ رب عمل أو رائد أعمال اتخاذها، ومع ذلك، قد يؤدي توظيف الشخص أو الفريق المناسب إلى رفع تكاليف بدء التشغيل الأولية، وهذا يمثل مشكلة للشركات الناشئة التي لا تستطيع تحمُّل تكلفة هذه الخدمات.
تشير عدة مصادر إلى أنَّ متوسط تكلفة الإعلان على وسائل التواصل الاجتماعي تتراوح بين 15 و200$ في اليوم، وقد تكلف الإدارة الفاعلة لحسابات وسائل التواصل الاجتماعي الشركات 12500$ شهرياً في المتوسط، ويعد هذا المبلغ صغيراً مقارنة بالشركات والمؤسسات الأكبر حجماً التي قد يصل إنفاقها على إدارة وسائل التواصل الاجتماعي إلى 50000$ شهرياً.
تشمل التكاليف الأخرى: إنشاء المحتوى 7,950$ شهرياً، وإدارة المنصة 5000$ شهرياً، والإعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي التي قد تكلف في المتوسط 5000$ شهرياً، يرى بعض الخبراء أنَّ الشركات الصغيرة تحتاج إجمالاً إلى تخصيص ما لا يقل عن 500$ إلى 5000$ شهرياً لإدارة وسائل التواصل الاجتماعي.
قد تكون هذه المبالغ خارج الإمكانات المادية للشركات الصغيرة، خاصة في مرحلة بدء التشغيل، وإضافة إلى ذلك، يغفل أرباب العمل عن عوامل هامة أخرى، مثل: حسن تخطيط حملاتهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وفهم جمهورهم المستهدف، والاستفادة من البيانات المتاحة.
مع أنَّ بعض أرباب الأعمال الصغيرة ورواد الأعمال قادرون على إدارة هذه المسؤوليات بأنفسهم، عندما يبدأ العمل في التوسع ويتطلب منهم الإشراف على واجبات أساسية أخرى، تتراجع قدرتهم على إدارة وسائل التواصل الاجتماعي بأنفسهم، وهذا قد يؤثر على الأمد الطويل في تفاعل العملاء وشعبية العلامة التجارية.
حسن إدارة الوقت عبر الإنترنت:
بصفتك رب عمل جديداً، ربما تشرف بالفعل على العديد من الجوانب الحيوية لعملك، ويتطلب ذلك جدولاً زمنياً مفصلاً ومخططاً بدقة لضمان تحقيق أهدافك وإكمال المشاريع الهامة قبل الانتقال إلى المهمة التالية.
بوصفه جزءاً من تخطيطك، قد يساعدك تخصيص الوقت الكافي لإدارة وسائل التواصل الاجتماعي والنشاطات الأخرى عبر الإنترنت على فهم آلية عمل حملات وسائل التواصل الاجتماعي ومعرفة أي الجوانب من استراتيجيتك على وسائل التواصل الاجتماعي تتطلب مزيداً من التعديل.
بدلاً من قضاء كثير من الوقت على الإنترنت وعدم تحقيق النتائج التي تريدها، إليك 8 نصائح لإدارة حملتك على وسائل التواصل الاجتماعي:
1. حدِّد الغاية من حضورك على وسائل التواصل الاجتماعي:
يتطلب بناء أي عمل إنشاء علامة تجارية يمكن تمييزها بسهولة بين المنافسين المحتملين. تمثل علامتك التجارية أو صوت علامتك التجارية ما يقدمه عملك، وتُميزك عن الآخرين في سوق العمل.
بمجرد أن يكون لديك تصوُّر عن علامتك التجارية، يمكنك تحديد كيفية توافق استراتيجية وسائل التواصل الاجتماعي مع أهدافك الشاملة، ويساعدك تخصيص الوقت الكافي لإنشاء صوت للعلامة التجارية قبل أي شيء آخر على تحديد الغاية من حضورك على وسائل التواصل الاجتماعي وإعلام جمهورك بها.
2. ضع الأهداف الرئيسة لوسائل التواصل الاجتماعي:
الخطوة التالية هي التفكير في أهداف محددة لوسائل التواصل الاجتماعي تريد تحقيقها في مدة زمنية محددة، ويجب أن تتوافق أهداف وسائل التواصل الاجتماعي مع استراتيجية العمل العامة، مثل تعزيز تفاعل العملاء أو زيادة شعبية متجرك عبر الإنترنت.
يساعدك استخدام هذه المقاييس على وضع خطة مستقبلية للتأكد من تحقيق هذه الأهداف مع تقدم الحملة؛ لنفترض، على سبيل المثال، أنَّك تتطلع إلى زيادة شعبية متجرك عبر الإنترنت، باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي بوصفها أداة تسويقية رئيسية، عليك التفكير في نوع المحتوى الذي تحتاج إليه، مثل مقاطع الفيديو أو الصور، والمنصات التي ستروج متجرك عليها.
بعد ذلك، يمكنك البدء في تحديد عدد المرات التي تحتاج فيها إلى نشر محتوى جديد، واعتماداً على المحتوى المتوفر لديك، يمكنك البدء في تصميم استراتيجية نشر، مثل النشر كل يوم على مدار الأيام الخمسة التالية، حتى تصل إلى عدد مشاهدين محدد أو عدد محدد من التفاعلات.
يساعدك فهم كيفية توافق أهداف العمل مع أهداف وسائل التواصل الاجتماعي على تصميم استراتيجية شاملة تضمن عدم إضاعة الوقت في المنشورات أو الحملات التي لا تحقق النتائج التي تريدها.
3. اعرف جمهورك المستهدف:
يمكنك أيضاً توفير كثير من الوقت والموارد القيِّمة بمعرفة جمهورك المستهدف أو الأشخاص الذين تحاول الوصول إليهم، وتضمن معرفة المكان الذي ينشط فيه عملاؤك عبر الإنترنت مقابلتهم في كل فرصة تواصل تفيدك وتفيد عملك.
كما تساعدك معرفة جمهورك المستهدف على تحديد نوع المحتوى الذي تحتاج إلى إنشائه وكيفية عرضه على وسائل التواصل الاجتماعي، فاعلم أنَّ البحث عن الجمهور المستهدف هو أحد المكونات الرئيسة لبناء استراتيجية ناجحة لوسائل التواصل الاجتماعي والتسويق، وهذا يضمن أيضاً نجاح أهداف عملك على الأمد القصير.
ضع جمهورك المستهدف في الحسبان عند صياغة محتوى جديد، فإنَّ فهم شرائح العملاء، والتحديات العرضية التي تواجههم، واهتماماتهم كلها عناصر أساسية في استراتيجيتك.
4. اختر المنصة التي تريد استخدامها:
بدلاً من قضاء ساعات طويلة في محاولة إدارة العديد من منصات التواصل الاجتماعي المختلفة، استخدم منصة مألوفة لك، واحرص على استخدام منصة تزوِّدك بالأدوات التحليلية التي تساعدك على فهم أفضل لمدى فاعلية حملتك، وما إذا كنت بحاجة إلى إجراء أي تغييرات مع تقدُّم حملتك.
بعد تذليل العقبات، ومعرفة كيفية التعامل مع جمهورك المستهدف، ابدأ في تصميم استراتيجية جديدة لمنصة ثانية أو ثالثة.
خذ عملك في الحسبان وتوثَّق من توافق منصة وسائل التواصل الاجتماعي التي تستخدمها مع نوع المنتجات والخدمات التي تقدمها لجمهورك المستهدف.
5. أتمِت نشاطات محددة:
أصبح تفاعل العملاء الآن مسؤولية تتطلب اهتمامك على مدار الساعة، ولسوء الحظ، هذا غير ممكن، وفي بعض الأحيان تنسى الرد على استفسار عميل أو الرد على رسالة مباشرة.
على الرغم من أنَّ تفويت بعض الإجابات لن يشوِّه سمعة عملك، فإنَّ عدم توافر الوقت الكافي للرد المناسب على أسئلة الجميع قد يسبب لك مشكلات على الأمد القصير.
في بعض الأيام، قد لا يتسنى لك الوقت لنشر محتوى جديد أو حتى مشاركة الأخبار عن منتج جديد، وفي أيام أخرى، قد تكون خارج المكتب وليس لديك من يتولى الرد على الأسئلة وإدارة وسائل التواصل الاجتماعي.
يوفر لك استخدام أدوات الأتمتة المناسبة كثيراً من الوقت، ويضمن بقاء حساباتك على وسائل التواصل الاجتماعي نشطة على مدار الساعة حتى في غيابك، فيمكن لأدوات الأتمتة الرد على الرسائل والمساعدة في حل مشكلات العملاء وجدولة المنشورات ونشرها تلقائياً على حساباتك في وسائل التواصل الاجتماعي؛ لذا تعرَّف إلى جميع أدوات الأتمتة الحالية وميزاتها التي تخفف عبء التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وتزودك بالحلول عند الطلب.
6. أنشئ تقويماً رقمياً:
توجد طريقة أخرى لتتبع كل شيء وهي إنشاء تقويم رقمي لوسائل التواصل الاجتماعي يمكِّنك من مراقبة كل ما يحدث في عملك؛ بدءاً من طلب سلع جديدة إلى الموعد المتوقع للتسليم، وتنظيم الأحداث الهامة، وحتى المساعدة على إدارة وسائل التواصل الاجتماعي.
باستخدام التقويم الرقمي، يمكنك مزامنة النشاطات المختلفة لضمان بقائك على اطلاع دائم وعدم تفويت أي شيء أبداً، ويمكنك تحديد الأيام أو الأوقات الأساسية التي عليك النشر فيها على وسائل التواصل الاجتماعي لضمان حصولك على أفضل تفاعل.
يمكنك أيضاً تعيين رسائل تذكير بموعد إعادة استخدام منشور قديم بعد عدة أسابيع أو أشهر لتقليل الحاجة إلى إنشاء محتوى جديد باستمرار، فيساعدك التقويم الرقمي على تتبع أيام الأسبوع التي حصل فيها محتواك على معدلات تفاعل أعلى، وعلى ضبط استراتيجيتك بحيث لا تنشر إلا في هذه الأيام.
بدلاً من أن يكون لديك تقويم واحد مكتظ بالنشاطات، يساعدك إنشاء تقويم مخصَّص لوسائل التواصل الاجتماعي على تنظيم جميع الأحداث والتواريخ الهامة ويضمن لك عدم تفويت أي أحداث قد تتطلب اهتمامك.
7. خصِّص وقتاً لإطلاق حملات جديدة:
بوصفه جزءاً من جدولك الزمني، عليك تخصيص وقت كافٍ في أسبوعك لإطلاق حملات جديدة على وسائل التواصل الاجتماعي، فتحتاج إلى تخصيص ساعة أو ساعتين من يومك لإجراء التعديلات اللازمة قبل إطلاق حملتك.
يجب أن يكون في جدولك الزمني متسع من الوقت للتخطيط والتنفيذ، على الرغم من أنَّ هذا قد لا يبدو الجزء الأكثر أهمية في يومك أو عملك عموماً، فإنَّه من المفيد قضاء بعض الوقت لفهم أداء خطتك، وجمهورك المستهدف، ونوع الأهداف التي تحاول تحقيقها بهذه الإجراءات.
8. خصِّص وقتاً لمسؤوليات التسويق الأخرى:
على أهمية وسائل التواصل الاجتماعي في خطة التسويق الشاملة، عليك أيضاً جدولة الوقت للتركيز على نشاطات التسويق الأخرى.
عليك تخصيص أيام في الأسبوع أو ساعات محددة في يومك للتركيز على استراتيجيات التسويق الأخرى، مثل: إنشاء قائمة تسويق عبر البريد الإلكتروني، أو صياغة رسائل إخبارية جديدة، أو تصميم حملات جديدة، أو التواصل مع العملاء أو الموردين المحتملين.
مع أنَّ كثيراً من عمليات التسويق تحدث على وسائل التواصل الاجتماعي، اعلم أنَّها ليست الخيار الوحيد للتسويق الرقمي، فتحتاج إلى عدة تقنيات أخرى لضمان إطلاق حملة تسويقية تحقق النتائج والتفاعل اللذين تسعى إلى تحقيقهما.
أهمية إدارة وسائل التواصل الاجتماعي باستخدام التقويم الرقمي:
باستخدام الأدوات المناسبة والأهم من ذلك التقويم الرقمي، يمكنك مراقبة عملك عبر الإنترنت وفي نفس الوقت ابتكار أساليب جديدة لزيادة تفاعل العملاء وتعزيز شعبية العلامة التجارية.
تشمل المزايا الأخرى لاستخدام التقويم الرقمي لتنظيم واجباتك على وسائل التواصل الاجتماعي ما يأتي:
1. حُسن إدارة الوقت:
بدلاً من قضاء الوقت بلا هدف على وسائل التواصل الاجتماعي أو عبر الإنترنت، يمكنك الآن استخدام التقويم الرقمي الذي يساعدك على تخطيط وتنظيم كل ما تحتاج إلى تتبعه في مكان واحد.
2. الأتمتة:
تساعدك مزامنة التقويم الرقمي مع حساباتك على وسائل التواصل الاجتماعي على أتمتة كثير من النشاطات، مثل النشر أو الرد على استفسارات العملاء أو تعيين إشعارات تذكِّرك بوقت نشر محتوى جديد.
3. الجدوى الاقتصادية:
يعد استخدام التقويم الرقمي مع التخطيط لوسائل التواصل الاجتماعي طريقة مجدية اقتصادياً تضمن حصولك على النتائج الضرورية وزيادة التفاعل مع عملائك في جميع الأوقات دون إضاعة وقتك الثمين أو مواردك عبر الإنترنت.
4. البقاء على اطلاع
بدلاً من جهل ما يحدث، ستعرف كل شيء عند حدوث تطورات جديدة أو عندما تحتاج إلى تعديل استراتيجيتك على وسائل التواصل الاجتماعي.
في الختام:
تعدُّ الإدارة المناسبة لوسائل التواصل الاجتماعي أداة تسويقية فعالة تحتاج إليها أي شركة للتميز عن منافسيها وتحقيق التفاعل مع عملائها، ومع ذلك، دون الأدوات المناسبة، قد تكون إدارة وسائل التواصل الاجتماعي مهمة شاقة لأي رب عمل، وهذا يؤدي إلى مشكلات طويلة الأمد تؤثر في قدرته على توسيع أعماله.
يساعدك استخدام التقويم لتتبع استراتيجية إدارة وسائل التواصل الاجتماعي على إنشاء محتوى أكثر جاذبية واستثمار وقتك على الوجه الأمثل، وباستخدام التقويم الرقمي، تتمكَّن من البقاء على اطلاع بأي تغييرات، والأهم من كل ذلك أنَّه يتيح لك عندما تريد نشر محتوى جديد تخصيص الوقت اللازم للتخطيط وإطلاق أي حملات جديدة دون التضحية بوقتك.