لقد تحدَّثنا في الجزء الأول من المقال عن خطوتين من خطوات زيادة عدد الزيارات إلى موقع الويب عبر تحسين محركات البحث، وسنتابع الحديث في هذا الجزء الثاني والأخير منه عن بقيَّة الخطوات.
3. تحليل صفحات نتائج البحث:
كما ذكرنا في بداية المقال، تغيَّرت صفحات نتائج البحث تغيراً ملحوظاً، ويرجع ذلك أساساً إلى تضمين المقتطفات المميزة.
لدى أكثر من 40% من إجمالي استفسارات البحث الآن مقتطف مميز في صفحة نتائج البحث تتموضع فوق نتائج البحث المجاني، وتوجد أيضاً لوحة المعرفة على الشريط الجانبي، ومربعات "يسأل الأشخاص أيضاً" تتموضع أيضاً فوق نتائج البحث المجاني.
قد لا يضمن ظهور هذا المقتطف المميز زيادة عدد الزيارات إلى موقعك، ومع ذلك، قد تكون فرصة جيدة للعلامة التجارية وقد تساعد في حملة تحسين محركات البحث العامة.
قد تساعد بعض فرص المقتطفات المميزة على تحقيق أهداف تحسين محركات البحث، على سبيل المثال، إذا كنت صاحب شركة محلية، فإنَّ تحسين جوجل ماي بزنس (Google My Business) والظهور في نتائج خرائط جوجل (نوع من المقتطفات المميزة للاستعلامات المحلية)، قد يساعد إلى حد بعيد على تعزيز زيارات المتجر ومعدلات التحويل، وهو ما قد يكون هدفك في المقام الأول.
يمكنك استخدام أدوات البحث عن الكلمات المفتاحية مثل أهريفس للمساعدة على العثور على الكلمات المفتاحية التي تتمتع بمعدل نقر عال من البحث المجاني، وثمة كلمات مفتاحية تتمتع بمعدل نقر عال من البحث المجاني حتى في حالة وجود مقتطف مميز، وهذه هي الكلمات المفتاحية التي عليك استهدافها.
4. تحليل المنافسين:
بعد ذلك، حلل الكلمات المفتاحية التي تستهدفها للتعرف إلى المواقع المنافسة، ويمكنك إجراء بحث سريع على جوجل عن كل كلمة مفتاحية يدوياً، أو استخدام أدوات البحث عن الكلمات المفتاحية المختلفة لهذه الخطوة.
تفقَّد المواقع التي حصلت على تصنيف بفضل هذه الكلمات المفتاحية (ومن ذلك المواقع التي تُصنَّف بوصفها مقتطفاً مميزاً)، هدفك الأساسي هنا هو التغلب على هؤلاء المنافسين من خلال:
- إنشاء محتوى أكبر وأفضل وأكثر تفصيلاً من هؤلاء المنافسين.
- استهداف الكلمة المفتاحية باستخدام محتوى متميز عن منافسيك.
في معظم الحالات، يكون التفرُّد هو النهج الأسهل عموماً، ولكن هذا لا ينجح دائماً لأنَّه إذا كانت الكلمة المفتاحية تنافسية جداً، فإنَّ كونك أفضل قليلاً لا يكفي، كما قد ينشر الآخرون محتوى أفضل.
على سبيل المثال، لنفترض أنَّ الكلمة المفتاحية المُستهدَفة هي "أفضل أدوات التسويق الرقمي"، فقد تعرض الصفحة الأولى من صفحات نتائج البحث في جوجل صفحات/ مواقع تناقش ما بين 10 إلى 30 أداة مختلفة للتسويق الرقمي.
على سبيل المثال، إذا نشرت محتوى آخر يتناول أفضل 10 أو 20 أداة، فسوف يكون من الصعب الحصول على تصنيف عالٍ في معظم الحالات، إذ عليك كتابة مقال طويل جداً يتناول أكثر من 50 أداة أو تقديم محتوى رائع جداً.
مع ذلك، إذا كان بإمكانك العثور على طريقة مختلفة لتناول الكلمة المفتاحية، فاستخدمها، فعادةً ما يُترجم هذا الاختلاف إلى فرصة أكبر لمشاركة هذا المحتوى والارتباط به (وهما عاملا تصنيف هامَّان).
5. خطة إنشاء المحتوى:
أساس تحسين محركات البحث هو المحتوى، ويتجلَّى هذا في تحسُّن الطريقة التي تدرك فيها خوارزمية جوجل جودة المحتوى وصلته.
أي إنَّه لا يوجد طريق مختصر للحصول على نتائج تحسين محركات البحث إلا بنشر محتوى عالي الجودة وذي صلة وقيمة للجمهور المُستهدَف؛ لذا يساعد إنشاء خطة تسويق للمحتوى في حملة تحسين محركات البحث إلى حد بعيد.
إليك بعض النصائح لإنشاء خطة محتوى:
1. قرِّر مقدَّماً من سيكون مسؤولاً عن عملية إنشاء المحتوى لكل محتوى (على سبيل المثال، إذا كان لديك كاتب محتوى أو عدة كُتَّاب مختلفين).
2. تفقَّد قائمة الكلمات المفتاحية المُستهدَفة، وأنشئ محتوى لها.
3. قرِّر أين ستنشر المحتوى:
- في مدونتك.
- في مدونات الاستضافة.
- في موقع (com) أو في مواقع أخرى مماثلة.
- في يوتيوب (YouTube) أو في منصات بث الفيديو الأخرى.
- عبر نشرات البريد الإلكتروني.
4. حدِّد متى ستنشر المحتوى (ومدى تكرار ذلك، إذا كان محتوى متكرراً/ متسلسلًا).
5. أنشِئ تقويماً تحريرياً وأدرج فيه:
- تاريخ نشر المحتوى.
- الكاتب أو المؤلف.
- عنوان جذاب.
- الكلمة المفتاحية.
- الوصف.
- الهدف من المحتوى.
- قنوات التوزيع.
- دعوة لاتخاذ إجراء.
- المراجع/ الأفكار.
- الحالة.
6. راقِب خطة تسويق المحتوى وقيِّمها عند تنفيذها؛ راجع عناصر، مثل:
- أداء المحتوى وفق هدف (أهداف) المحتوى وأهداف تحسين محركات البحث والأهداف التسويقية العامة.
- أسلوب المحتوى، والجودة العامة، وما إذا كان المحتوى أفضل من محتوى المنافسين الذين حصلوا على تصنيف.
- تنفيذ خطة تسويق المحتوى والتقويم التحريري.
إذا لزم الأمر، عدِّل استراتيجية المحتوى بناءً على التقييم، وخاصة ما إذا كان أداء المحتوى في تحسين محركات البحث يرقى إلى مستوى التوقعات، ومن الهام أن تتذكر أنَّ محتوى تحسين محركات البحث في عام 2024 لم يعد يتعلق بتحسين الكلمات المفتاحية: أدرج كلماتك المفتاحية، ولكن ركز على نشر محتوى ذي صلة وقيِّم لجمهورك المُستهدَف.
6. بناء الروابط في عام 2024:
كما أوضحنا في بداية هذا المقال، أصبحت جودة الروابط الخلفية الواردة في الوقت الحاضر أهمَّ بكثير من عددها.
ترتبط جودة الرابط الخلفي - عموماً - مباشرةً بسلطة موقع الويب المصدر، فيمكنك استخدام أدوات متنوعة (مجانية ومدفوعة) مثل مدقق سلطة المجال الخاص بأداة موز (Moz)، من بين أمور أخرى للتحقق من سلطة الموقع.
مع ذلك، يكمن السر في الحصول على روابط خلفية عالية الجودة في جودة محتواك، فإذا كان محتواك جيداً ويحتوي على معلومات مفيدة، فسوف يحصل على روابط خلفية عاجلاً أم آجلاً، ومن ناحية أخرى، لا توجد تكتيكات تساعد المحتوى منخفض الجودة على الحصول على روابط خلفية (على الأقل من الناحية القانونية).
لذا، فإنَّ التكتيكات التي سندرجها أدناه هي مجرد وسائل لتعزيز أداء المحتوى عالي الجودة:
1. إضافة معلومات مفيدة إلى المحتوى تغري الآخرين بوضع روابط خلفية تشير إليه:
أشيع سبب لإضافة رابط خارجي هو تعزيز فائدة المعلومات المذكورة في محتوانا أو تقديم معلومات غير ذات صلة مباشرة بمحتوانا يضيق بنا الوقت لمناقشتها، على سبيل المثال، في مقالنا هذا، قد نحتاج إلى الاستشهاد بصفحة أخرى تناقش موضوعات مثل "الروابط الخلفية" أو "عوامل التصنيف".
2. إضافة مراجع للبيانات التي نقدمها:
سبب شائع آخر هو إضافة مراجع للبيانات التي نقدمها، على سبيل المثال، عندما ندعي أنَّ 10% من إجمالي السكان هم أطفال (مجرد مثال)، علينا وضع رابط للمصدر الذي أخذنا منه هذه المعلومة.
مع ذلك، يمكننا إدراج هذه الأنواع من البيانات في محتوانا، مثل:
- جمع البيانات: تؤدي إلى توليد كثير من الروابط الخلفية عند فعل ذلك على وجه صحيح.
- دائماً ما تكون المعلومات/ البيانات الأصلية مثل تقرير البحث الأصلي ودراسة الحالة وورقة البيانات ذات قيمة كبيرة.
- غالباً ما يؤدي المحتوى الجذاب بصرياً مثل الرسوم البيانية والصور الجميلة إلى الحصول على روابط؛ لذا حسِّن هذه الصور بإتقان حتى يتمكن جوجل من فهرستها بدقة.
- غالباً ما يؤدي المحتوى الفريد (أدلة إرشادية ونصائح قابلة للتنفيذ) إلى الحصول على روابط خلفية.
- ترويج المحتوى للحصول على زيارات إلى موقع الويب والروابط الخلفية.
لقد ذكرنا مدى أهمية جودة المحتوى في إنشاء روابط خلفية، ومع ذلك، بصرف النظر عن مدى جودة المحتوى، فإنَّه لن يحقق أي قيمة إذا كان لا أحد يشاهده.
إنَّ ترويج المحتوى لا يقل أهمية عن عملية إنشاء المحتوى، إن لم يكن أكثر أهمية، وله فائدتان:
- استقطاب مزيد من الزيارات عبر البحث المجاني إلى موقع الويب.
- الحصول على مزيد من الروابط الخلفية في هذه العملية، وهذا بدوره يؤدي إلى تحسين التصنيف في صفحات نتائج البحث، ومن ثم زيادة عدد الزيارات إلى موقع الويب.
روِّج محتواك باستخدام جميع القنوات الممكنة، واسعَ دائماً للحصول على روابط خلفية/ روابط واردة في كل فرصة ممكنة، فيعد بناء العلاقات مع شركاء الأعمال والمؤثرين والصحافة والمواقع ذات الصلة أمراً هاماً جداً هنا.
لحسن الحظ، أنت لا تحتاج إلى أن تكون لحوحاً في بناء الروابط الخلفية، في الواقع، قد يؤدي الحصول على عدد كبير جداً من الروابط بسرعة كبيرة إلى معاقبتك، وعموماً، تحتاج إلى الحصول على 2-5 روابط خلفية عالية الجودة لكل صفحة شهرياً.
7. تحسين موقع الويب:
توجد ثلاثة جوانب أساسية لتحقيق نجاح تحسين محركات البحث:
- الأول هو التوثق من أنَّ محتواك ذو قيمة وصلة بجمهورك المُستهدَف.
- الثاني هو التوثق من أنَّ موقعك يعمل على النحو المنشود تماماً (يقدم تجربة مستخدم نموذجية)، ويجري الآن احتساب مقاييس تجربة المستخدم مثل وقت المكوث ومعدل الارتداد بوصفها عوامل تصنيف.
- الثالث هو التوثق من قدرة جوجل على زيارة موقعك وفهرسته على وجه صحيح، فلا تصنيف دون فهرسة.
التحسين داخل الموقع موضوع عميق في حد ذاته، ولا يسعنا التوسع به في هذا المقال، ومع ذلك، إليك بعض العوامل الهامة التي يجب مراعاتها:
- سرعة تحميل موقعك: سوف يرتد أكثر من 50% من الزوار من موقع الويب إذا استغرق تحميله أكثر من 3 ثوان.
- تجاوب الهاتف المحمول مع موقعك: يمكنك استخدام أداة اختبار جوجل للهاتف المحمول لمعرفة مدى تجاوب موقعك مع الهاتف المحمول.
- تنفيذ ترميز البيانات المنظمة على وجه صحيح: يسمح هذا لموقعك بالظهور في المقتطفات المميزة، كما يزود جوجل بمزيد من المعلومات لفهرسة موقعك بدقة.
- تحسين واجهة موقع الويب (قوائم التنقل، والتخطيط، وما أشبه ذلك) لزيادة وقت المكوث في الموقع إلى أقصى حد.
- تحسين بنية المحتوى، ومن ذلك الصور ومقاطع الفيديو.
- اختبار كل شيء بانتظام على أكبر عدد ممكن من الأجهزة المختلفة.
8. التقييم والتحسين باستمرار:
الهدف من هذه الخطوة هو التوثق من وجود نظام لمساعدتنا على مراقبة وتقييم تقدمنا في تحسين محركات البحث.
هذا هام كون تحسين محركات البحث للبرمجيات بوصفها خدمة (SaaS) هو نشاط طويل الأمد، إذ نحتاج عموماً إلى قضاء ما بين 6 إلى 18 شهراً قبل أن نتمكن من رؤية أي نتائج هامة؛ لذا جدوِل تقييم التقدم في تحسين محركات البحث دورياً، وأعد تحسين محتواك حسب أدائه.
في الختام:
لتأكيد ما ذكرناه، لا ينبغي أن يكون الهدف من نشاط تحسين محركات البحث هو الحصول على تصنيف في صفحات نتائج البحث، وإنَّما استقطاب مزيدٍ من الزيارات إلى موقع الويب لتحقيق أهداف أخرى، مثل تعزيز شعبية العلامة التجارية أو استقطاب مزيد من العملاء المُحتمَلين.
كما شرحنا آنفاً، تحسين محركات البحث ليس تكتيكاً سرياً لخداع خوارزمية محرك البحث، وإنَّما لمواءمة موقعنا والمحتوى مع مهمة جوجل لتوفير معلومات أكثر موثوقية وذات صلة للجمهور المُستهدَف.