بات استقطاب الزوار إلى مواقع الويب أصعبَ من أي وقت مضى، إذ يُنشَئ كل يوم مزيد من المدونات ومواقع الويب، ويقضى المستخدمون وقتاً أطول على وسائل التواصل الاجتماعي بدلاً من تصفُّح مواقع الويب، وتوجِّه جوجل (Google) بمقتطفاتها المميزة وبنية نظامها للزيارات إلى منصاتها الخاصة.

لكن الزيارات إلى موقع الويب ضرورية جداً، فلا يمكننا تحويل الزوار إلى عملاء ما لم يكن لدينا عدد ثابت أو متزايد من الزيارات إلى موقع الويب، وفي كثير من الأحيان، نركِّز كثيراً على زيادة معدل التحويل إلى الحد الأقصى، ولكن يجب أن تكون معرفة كيفية الحصول على الزيارات وزيادة عددها على رأس أولوياتنا.

كان تحسين محركات البحث (SEO) هو الطريقة الأبرز لاستقطاب الزيارات إلى موقع الويب وزيادتها، ولكن كما ذكرنا، نظراً للتغيرات في خوارزميات جوجل وخاصةً ظاهرة الاكتفاء بالاطلاع على نتائج البحث دون النقر عليها، يجب أن يتغير نهجنا تجاه تحسين محركات البحث (SEO) أيضاً.

يتناول المقال كيفية زيادة عدد الزيارات إلى موقع الويب عبر تحسين محركات البحث (SEO) في عام 2024.

شرح التصنيف في صفحات نتائج البحث (SERP) في عام 2024:

لقد تطورت صفحة نتائج محرك البحث جوجل (SERP) منذ إطلاقها في عام 1996، وفي ذلك الوقت، كما هو الحال مع كل شيء آخر على الإنترنت، كانت صفحة نتائج البحث بسيطة جداً، إذ كانت إعلانات البحث المدفوع تحتل تصنيفاً في أعلى الصفحة تليها نتائج البحث المجاني في الأسفل.

كان هذا التصنيف في ذلك الوقت يؤدي إلى توجيه الزيارات إلى موقع الويب، لكن في الوقت الحاضر، لم يعد الأمر بهذه البساطة؛ لذا دعونا نلقي نظرة على نتيجة البحث الحالية عن "متى موعد الجمعة السوداء"، سترى النتائج الآتية في صفحة النتائج:

  1. مربع مقتطف مميز (Featured Snippet) لإعلامنا بالموعد.
  2. لوحة المعرفة (Knowledge Panel) على الجانب تعرض نتيجة من ويكيبيديا.
  3. مربع "يسأل الأشخاص أيضاً" (People Also Ask) يحتوي على 4 أسئلة مختلفة.
  4. نتائج الفيديو.

بعد كل هذا، تُعرض نتائج البحث المجاني.

باختصار، لم يعد احتلال مركز أعلى في نتائج البحث المجاني - من الناحية النظرية - مفيداً كما كان في أوائل العقد الأول من القرن الواحد والعشرين، ومع ذلك، هذا لا يعني أنَّ نتائج البحث المجاني وتحسين محركات البحث لا يفيدان إطلاقاً في زيادة عدد الزيارات إلى موقع الويب، مع الأخذ في الحسبان عدة أشياء مختلفة:

  • بعض الكلمات المفتاحية ليس لها مقتطفات مميزة ولها معدل نقر عالٍ في البحث المجاني.
  • لا يمكن الرد على كل شيء بمقتطف مميز، على سبيل المثال، من السهل الإجابة عن الاستعلام "ما تحسين محركات البحث" باستخدام مقتطف مميز (مربع الإجابة)، لكن تتطلب الاستعلامات مثل "ما استراتيجية تحسين محركات البحث" محتوى تفصيلي لتقديم إجابة مناسبة.
  • يمكننا بالتأكيد تحسين محتوانا على منصات جوجل وخدماته (يوتيوب، وخرائط جوجل، ولوحة المعرفة، وصور جوجل، وغيرها) لتحسين تصنيف موقع الويب.

إذاً، ما يزال تحسين محركات البحث (SEO) لتحسين تصنيف موقع الويب في صفحات نتائج البحث مفيداً لزيادة الزيارات إلى موقع الويب، كل ما في الأمر هو أنَّه يتعين علينا أن نكون أذكى من ذي قبل، كما سترى أدناه.

مع ذلك، دعونا أولاً نناقش عوامل التصنيف الهامة عبر تحسين محركات البحث في عام 2024.

عوامل التصنيف الهامة عبر تحسين محركات البحث:

تحسين محركات البحث (SEO) هو في الأساس سلسلة من تحسينات موقع الويب أو صفحاته لتتوافق مع خيارات جوجل المفضلة، أي تقديم معلومات موثوقة ومفيدة للجمهور.

لذا، للحصول على تصنيف أعلى، نحتاج ببساطة إلى تلبية خيارات جوجل المفضلة هذه، والتي غالباً ما نشير إليها بمصطلح "عوامل التصنيف"، ومع ذلك، يستخدم جوجل خوارزمية معقدة جداً ويأخذ في الحسبان أكثر من 200 عامل مختلف لتصنيف موقع الويب.

تتغير أيضاً في كل عام عوامل التصنيف وفقاً للتغيرات في خوارزميات جوجل، لذلك يتعين علينا البقاء على اطلاع بأحدث عوامل التصنيف.

إليك بعض عوامل التصنيف الأساسية في عام 2024:

1. الروابط الخلفية من المصادر ذات الصلة:

تظل الروابط الخلفية أو الروابط الواردة أهم عوامل التصنيف في عام 2024، ومع ذلك، علينا أن نفهم أنَّ جودة مصادر الروابط الخلفية وصلتها أهم من عددها.

2. عدد الروابط المباشرة:

هو إجمالي عدد النطاقات والصفحات التي ترتبط بموقعك (عدد الروابط)، ومع ذلك، يعد الحصول على عدد كبير جداً من الروابط في وقت واحد نشاطاً احتيالياً لبناء الروابط، وقد يعاقبك جوجل على هذا السلوك.

3. التوافق مع الهاتف المحمول:

منذ عام 2015، أعطت جوجل أولوية الحصول على تصنيف عال للمواقع المتوافقة مع الهاتف المحمول (وقد تستبعد أيضاً المواقع غير المتوافقة مع الهاتف المحمول من صفحات نتائج البحث)، ويمكنك استخدام أداة اختبار جوجل لتقييم مدى سهولة استخدام موقعك على الهاتف المحمول.

4. بروتوكول نقل النص الفائق الآمن (HTTPS):

الموقع الذي يستخدم هذا البروتوكول له أولوية في التصنيف أكبر من الموقع الذي لا يستخدمه، وفي الواقع، إذا كنت ما تزال تستخدم بروتوكول نقل النص الفائق (HTTP)، فقد يحذر جوجل المستخدمين الذين يستخدمون متصفح كروم (Chrome) من عدم أمان موقعك.

5. سرعة تحميل الموقع ومقاييس تجربة المستخدم:

كلما تمكنت من الاحتفاظ بالزائرين فترة أطول على موقعك وخفض معدل الارتداد، ارتفع تصنيف موقعك، ومن ناحية أخرى، تعد سرعة تحميل موقعك عاملاً هاماً جداً في تحديد معدل الارتداد.

6. فئة الصفحة:

تُعطى الصفحة المنظمة في فئة ذات صلة أولوية في التصنيف في صفحات نتائج البحث.

7. تنظيم الموقع:

عندما يكون موقعك منظماً بإتقان، يسهُل على برامج جوجل الآلية زيارة موقعك وفهرسته، ومن دون فهرسة، لن يحصل موقعك على تصنيف.

8. تخطيط الصفحة:

تستخدم جوجل الآن خوارزمية تخطيط الصفحة للتعرف إلى - ومعاقبة - المواقع التي تسيء استخدام النوافذ المنبثقة المشتتة للانتباه والإعلانات التي توضع في غير موضعها وتعرقلها.

9. تنظيم الربط الداخلي:

ببساطة هو روابط من صفحة واحدة في موقعك إلى صفحة أخرى في موقعك، ويفيد تنظيم الربط الداخلي في إخبار جوجل عن أهم صفحاتك، إضافة إلى فوائد أخرى متعلقة بتحسين محركات البحث.

10. التحسينات المتعلقة بالمحتوى:

تشمل جودة المحتوى وشموليته، وتحسينات الصور، وبنية المحتوى، واستخدام الكلمات المفتاحية في عنوان الصفحة والوصف التعريفي، وغيرها.

مرة أخرى، هذه ليست العوامل الوحيدة التي تؤثر في التصنيف وعدد الزيارات إلى موقع الويب في عام 2024 وما بعده، ومع ذلك، فهي من بين أهم العوامل، ويجب أن تكون أساس استراتيجيتك في تحسين محركات البحث.

استراتيجية تحسين محركات البحث (SEO) لزيادة عدد الزيارات إلى موقع الويب:

دعونا نبدأ أولاً بامتلاك العقلية الصحيحة: ما الذي يجب أن نعدَّه نتيجة إيجابية لتحسين محركات البحث؟

من الهام جداً أن نفهم أنَّ التصنيف العالي - حتى الترتيب في المركز الأول - في صفحات نتائج البحث ليس الهدف النهائي لتحسين محركات البحث، وغالباً ما يُعد مقياساً غير دقيق لعدة أسباب:

  1. يمكننا بالتأكيد الحصول على تصنيف أعلى باستهداف الكلمات المفتاحية ذات المنافسة المنخفضة.
  2. قد نحصل على تصنيف باستهداف الكلمات المفتاحية الشائعة دون أن نحصل على عدد كافٍ من الزيارات إلى موقعنا على الويب لسبب أو لآخر.
  3. حتى بعد أن ينقر الأشخاص على نتائج البحث ذات التصنيف الأعلى لدينا ويزورون موقعنا على الويب، قد يرتدون على الفور لسبب أو لآخر.

إذاً، التصنيف في صفحات نتائج البحث ليس الهدف النهائي لتحسين محركات البحث، ولكنَّه وسيلة لتحقيق الأهداف "الحقيقية" وهي زيادة عدد الزيارات إلى موقع الويب، والنتائج الأخرى، مثل تعزيز شعبية العلامة التجارية، وتوليد العملاء المُحتمَلين، والشراء في نهاية المطاف، كلها تبدأ من زيادة عدد الزيارات.

إذاً، هذه هي العقلية رقم 1: يجب أن نركز على التصنيف باستهداف الكلمات المفتاحية التي:

  • تولد زيارات من البحث المجاني (لديها معدل نقر عال).
  • يجب أن يكون مصدر الزيارات من البحث المجاني هو جمهورك المثالي/ المُستهدَف.

العقلية رقم 2 التي يجب أن نتحلى بها هي أن نتذكَّر أنَّ مهمة جوجل ومحركات البحث الأخرى هي توفير محتوى ذي صلة ومفيد للجمهور، فيجب أن نتذكر أنَّ الهدف من تحسين محركات البحث (SEO) ليس إرضاء خوارزمية محرك البحث وإنَّما تقديم قيمة للجمهور المُستهدَف.

إليك 8 خطوات لزيادة عدد الزيارات إلى موقع الويب عبر تحسين محركات البحث:

1. تحديد أهداف تحسين محركات البحث:

كما ناقشنا آنفاً، تحسين محركات البحث - بوصفه استراتيجية - ليس وسيلة للتغلب على خوارزمية محرك البحث، بل للوصول إلى جمهورك المُستهدَف واستقطابه.

مع ذلك، الخطوة الأولى هنا هي تحديد هدف (أهداف) استراتيجية تحسين محركات البحث (SEO)، وكما ذكرنا، التصنيف في صفحات نتائج البحث ليس ولا ينبغي أن يكون الهدف النهائي لتحسين محركات البحث، فبدلاً من ذلك، إليك أهداف تحسين محركات البحث الشائعة التي عليك تحقيقها:

أولاً: الزيارات من البحث المجاني

يجب أن يكون هذا أحد أهدافك حتى لو لم يكن هدفك النهائي، إذ لا يمكنك تحقيق أي شيء على موقعك على الويب دون زيارات؛ لذا عليك استقطاب مزيدٍ من الزوار للنقر على رابط موقعك في صفحات نتائج البحث.

ثانياً: توليد العملاء المُحتمَلين

تحويل بعض الزوار من البحث المجاني إلى عملاء مُحتمَلين (مؤهلين).

ثالثاً: تعزيز شعبية العلامة التجارية

تشجيع المستخدمين على زيارة موقعك على الويب وتصفح محتواك لتعزيز شعبية علامتك التجارية ومصداقيتها.

رابعاً: تعزيز المبيعات

خاصة لمواقع التجارة الإلكترونية أو المواقع ذات أهداف التسويق بالعمولة.

خامساً: الحفاظ على سمعة إيجابية

لأغراض إدارة السمعة عبر الإنترنت، على سبيل المثال، للتخلص من المراجعات السلبية عن طريق الحصول على تصنيف أعلى بفضل الكلمات المفتاحية التي تحمل اسم العلامة التجارية.

سادساً: أغراض خدمة العملاء

تقديم محتوى يوفر معلومات مفيدة وتثقيف العملاء بكل ما يتعلق بمنتجاتك وخدماتك، فهذا مفيد في تعزيز اندماج العملاء وكسب ولائهم.

يمكنك اختيار أكثر من هدف واحد، ولكن من الضروري تحديد مؤشرات الأداء الرئيسة و/ أو المقاييس لهذه الأهداف، على سبيل المثال "زيادة بنسبة x% في عدد الزيارات من البحث المجاني" أو "زيادة بنسبة 20% في المبيعات".

ولكن يجب أن يكون هدفك:

  • قابلاً للتحقيق: من الأفضل أن يكون لديك هدف واقعي وقابل للتحقيق للحفاظ على معنويات فريقك؛ لذا قسِّم الهدف الكبير إلى أهداف صغيرة إذا لزم الأمر.
  • محدداً: أي دقيق وشامل.
  • قابلاً للقياس: يجب أن يكون أداء الحملة في تحقيق هذا الهدف قابلاً للقياس من خلال مراقبة مقاييس محددة أو تعيين مؤشرات الأداء الرئيسة.

أنشئ قائمة بأهدافك من تحسين محركات البحث، وتذكر أنَّه بصرف النظر عن هدفك الأساسي، فإنَّ الحصول على مزيد من الزيارات إلى موقع الويب عبر تحسين محركات البحث (SEO) يجب أن يكون جزءاً منه.

2. استهداف الكلمات المفتاحية التي تجلب زيارات من البحث المجاني:

لم يعد تحسين محركات البحث اليوم مقتصراً على تحسينات الكلمات المفتاحية، فما يزال البحث المناسب عن الكلمات المفتاحية يمثِّل جوهر استراتيجية تحسين محركات البحث الفعَّالة على الرغم من أنَّ نهجنا قد يكون مختلفاً قليلاً مقارنة بما كان عليه قبل عقد من الزمن.

فيما يأتي بعض العوامل الهامة عند إجراء بحث عن الكلمات المفتاحية المناسبة:

  • إنَّ مفتاح البحث الناجح عن الكلمات المفتاحية هو فهم جمهورك المُستهدَف فهماً وافياً، وخاصة نية البحث، فافهم احتياجات جمهورك ومشكلاته وسلوكاته بإجراء أبحاث السوق المناسبة.
  • الرجوع دائماً إلى هدف (أهداف) تحسين محركات البحث (SEO) عند العثور على الكلمة المفتاحية المناسبة، واعلم أنَّ هذه الكلمات المفتاحية يجب أن تتمتَّع بقدرة عالية على جلب زيارات من البحث المجاني.

على سبيل المثال، إذا كان هدفك الأساسي من تحسين محركات البحث هو جذب العملاء المُحتمَلين، فعليك استهداف الكلمات المفتاحية ذات نية البحث عن المعلومات، أمَّا إذا كان هدفك هو زيادة إيرادات المبيعات، فعليك استهداف الكلمات المفتاحية ذات نية الشراء.

توجد عدة عوامل أساسية عند محاولة العثور على الكلمات المفتاحية المناسبة:

  • يجب أن تتوافق الكلمة المفتاحية مع نية جمهورك المُستهدَف، عموماً، يمكنك استهداف الكلمات المفتاحية التي تتمتَّع بحجم بحث كبير.
  • يجب أن تكون الكلمة المفتاحية ذات صلة/ قيمة لعملك، ومن الواضح إلى حد ما، أنَّه ليس جميع الاستعلامات الشائعة التي يجريها جمهورك ذات قيمة لشركتك.
  • يجب أن تتمتع الكلمة المفتاحية بإمكانية توليد زيارات من البحث المجاني إلى موقعك على الويب عبر تحسين محركات البحث، ويجب أن تكون قادراً على إنشاء محتوى مناسب للكلمة المفتاحية.
  • استناداً إلى جدولك الزمني ومواردك، يجب أن تكون المنافسة على الكلمات المفتاحية قابلة للإدارة، فإذا كنت تستخدم أداة بحث عن الكلمات المفتاحية مثل أهريفس (Ahrefs)، فيمكنك تقييم مقياس صعوبة المنافسة على الكلمة المفتاحية.

توجد عدة أدوات للبحث عن الكلمات المفتاحية لمساعدتك، بدءاً من الأدوات المجانية مثل أوبرسجيست (UberSuggests) إلى أدوات التحليل التنافسية مثل سباي فيو (SpyFu) إلى أدوات تحسين محركات البحث العامة مثل سيمرش (SEMRush) وأهريفس، فاستخدم أكبر عدد ممكن (حسب ميزانيتك)، واستكشف جميع خيارات الكلمات المفتاحية الممكنة.

أنشئ قائمة بكلماتك المفتاحية وحدِّد أهمها، وإذا لزم الأمر، قسِّمها حسب نية المستخدم وأهدافه.

في الختام:

لقد تحدَّثنا في هذا الجزء من المقال عن خطوتين من خطوات زيادة عدد الزيارات إلى موقع الويب عبر تحسين محركات البحث، وسنتابع الحديث في الجزء الثاني والأخير منه عن بقيَّة الخطوات.