استراتيجية وسائل التواصل الاجتماعي ملخَّصٌ يتضمَّن كل خطَّةٍ تسعى إلى تنفيذها وكل إنجازٍ تأمل في تحقيقه عبر وسائل التواصل الاجتماعي. توجِّه الاستراتيجية تصرفاتك وتعرف من خلالها إن كنت في تسير في طريق النجاح أم في طريق الإخفاق.

كلَّما كانت الخطة دقيقةً أكثر ازدادت فعاليتها، فحافظ فيها على الاختصار ولا تبالغ كثيراً في الشرح والتفصيل حتى لا تصبح الخطة غير قابلةٍ للتنفيذ وحتى لا يصبح قياسها مستحيلاً.

سنستعرض في هذه المقالة خطةً مؤلَّفةً من ثماني خطوات لوضع استراتيجية وسائل تواصل اجتماعي ناجحة:

كيف نضع استراتيجية وسائل تواصل اجتماعي؟

الخطوة الأولى: اختيار أهدافاً تسويقيَّةً تتماشى مع أهداف العمل

1- وضع أهداف ذكية "Smart Goals":

أول خطوة على طريق وضع استراتيجية ناجحة هي تحديد الأهداف والغايات، إذ دون الأهداف لا يوجد طريقة لقياس النجاح والعائد على الاستثمار. يجب على كل هدف أن يكون:

  • محدداً.
  • قابلاً للقياس.
  • قابلاً للإنجاز.
  • ذو معنى.
  • محدداً بإطارٍ زمني.

يُسمَّى هذا إطار عمل "سمارت" (Smart) لتحديد الأهداف. يوجِّه إطار العمل هذا تصرفاتك ويضمن أن تؤدي إلى إحراز  نتائج حقيقية على صعيد العمل. فيما يلي مثالٌ عن هدفٍ يلبي معايير "سمارت" :

"سنستخدم تويتر لدعم الزبائن وتخفيض معدَّل زمن الرد إلى أقل من ساعتَين في نهاية الربع ".

2- استعمال مقاييس منطقية:

من السهل تتبع المقاييس التي تثير الإعجاب بالنفس مثل عدد المتابعين والإعجابات، لكن من الصعب إثبات قيمتها الحقيقية. ركِّز الاهتمام عوضاً عن ذلك على أشياء مثل التفاعل، والنقرات (click-through)، ومُعدَّل الأشخاص المُتحوِّلين من زائرين إلى مهتمِّين بالشراء (conversion rate).

قد تحتاج أيضاً إلى وضع أهداف مختلفة لكل شبكة أو حتى إلى استخدام كل شبكة لغرضٍ مختلف. إذا استخدمتَ لينكد إن مثلاً لتوجيه حركة بيانات إلى موقعك الإلكتروني يجب عليك في هذه الحالة أن تقيس النقرات، وإذا استخدمتَ إنستغرام لزيادة شعبية العلامة التجارية تستطيع ربَّما مراقبة عدد المشاهدات التي تحظى بها القصص التي يتم نشرها عبر الموقع، وإذا نشرتَ إعلاناتٍ عبر فيسبوك تُعَدُّ تكلفة النقرة (cost-per-click) إحدى مقاييس النجاح المعروفة.

يجب على أهداف وسائل التواصل الاجتماعي أن تتوافق مع أهداف التسويق العامة فهذا يُسهِّل إظهار قيمة العمل ويضمن كَسب دعم المدير.

 

أهداف العمل

أهداف وسائل التواصل الاجتماعي

المقاييس

تطوير العلامة التجارية.

زيادة الشعبية (تبيِّن هذه المقاييس الجمهور الحالي والجمهور المُحتمَل)

المتابعين، والمشاركات، إلخ.

تحويل الزبائن إلى مدافعين .

التفاعل (تظهر هذه المقاييس كيف يتفاعل الجمهور مع المحتوى الذي تقدِّمه).

التعليقات، والإعجابات، والإشارات، إلخ.

الحصول على عملاءٍ محتملين وزيادة المبيعات.

تحويل الأشخاص من زوَّار عاديين إلى زبائن مهتمِّين بالشراء (تبيِّن هذه المقاييس فعالية التفاعل الاجتماعي).

النقرات التي يشهدها الموقع الإلكتروني، واشتراكات البريد البريد الإلكتروني، إلخ.

تحسين معدَّل الاحتفاظ بالزبائن.

المستهلك (تعكس هذه المقاييس تفاعل المستهلكين مع العلامة التجارية من خلال مشاعرهم وأفكارهم).

التوصيات، والمشاعر التي يُعبَّر عنها عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ومتوسط وقت الإجابة  (بالنسبة إلى الخدمة والدعم اللذَين يُقدَّمان للزبائن عبر وسائل التواصل الاجتماعي).

 

ابدأ وضع خطة تسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي من خلال كتابة أهداف ترغب في تحقيقها عن طريق هذه الوسائل.

الخطوة الثانية: جمع كل المعلومات الممكنة عن الجمهور

1- تحديد شخصيات العملاء المُستهدَفين:

من المهم جدَّاً أن تعرف من هو جمهورك وماذا يريد أن يرى عبر وسائل التواصل الاجتماعي. تستطيع بهذه الطريقة إنشاء محتوى يثير إعجابهم ويدفعهم إلى التعليق والمشاركة. يُعَدُّ هذا ضروريَّاً كذلك إذا أردتَ أن تُحوِّل متابعيك عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلى زبائن.

حينما يتعلق الأمر بالجمهور المُستهدَف ثمَّة أمور يجب عليك أن تعرفها مثل:

  • السن.
  • الموقع.
  • متوسط الدخل.
  • الألقاب الوظيفية التي يحملونها أو مجالات العمل التي يَشغَلُونها عادةً.
  • الاهتمامات.

تعرَّف على الجمهور، والمتابعين، والزبائن على أرض الواقع، واعلم أنَّ لديهم رغباتٍ واحتياجاتٍ حقيقية حتى تعرف كيف تستهدف الجمهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي وتثير حماسته.

2- جمع البيانات:

لا تعتمد على الافتراضات. هل تعتقد أنَّ التواصل مع أفراد جيل الطفرة السكانية (Baby Boomers) - الأشخاص المولودون بين عامي 1946 و1964 - عن طريق فيسبوك أفضل من التواصل مع أفراد جيل الألفية (Millennials) - الأشخاص المولودون بين عامَي 1981 و1996 - عن طريق المنصة نفسها؟ حسناً، لكنَّ الأرقام تُظهِر أنَّ عدد أفراد جيل الألفية الذين يستخدمون فيسبوك يفوق عدد أفراد جيل الطفرة الذين يستخدمونه.

جدول بعدد البالغين في كل جيل في الولايات المتحدة الذين يقولون بأنَّهم يستخدمون فيسبوك:

جيل الألفية

المولودون بين عامَي 1981 و1996

82%

80%

82%

84%

الجيل إكس

المولودون بين عامَي 1965 و1980

 

67%

71%

76%

74%

جيل الطفرة السكانية

المولودون بين عامَي 1946 و1964

43%

50%

59%

60%

الجيل الصامت

المولودون في العام 1945 وقبله

21%

22%

26%

37%

 

2012

2015

2018

2019

المصدر: مركز أبحاث بيو

في إمكان التحليلات التي تُجرى حول وسائل التواصل الاجتماعي أن تُقدِّم أيضاً كثيراً من المعلومات الثمينة حول طبيعة المتابعين، والأماكن التي يعيشون فيها، وطريقة تفاعلهم مع العلامة التجارية عبر وسائل التواصل الاجتماعي. تتيح لك هذه الأفكار تعديل الاستراتيجية واستهداف الجمهور بطريقةٍ أفضل.

علمَت شركة جونغو - شركة توصيل مثل أوبر تستخدم "التوكتوك" وتعمل في الهند - من خلال إحصاءات فيسبوك أنَّ 90% من مستخدميها الذين أوصوا زبائن آخرين باستعمال الخدمة تتراوح أعمارهم بين 18 و34 عاماً، وأنَّ 65% من أفراد هذه المجموعة يستخدمون نظام أندرويد.

استخدمت الشركة هذه المعلومات لتوجيه إعلاناتها مما أدَّى إلى انخفاض تكلفة عملية التوصية الواحدة (cost per referral) بنسبة 40%.

الخطوة الثالثة: التعرُّف إلى المنافسين

يستخدم منافسوك على الأرجح وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا يعني أنَّ في إمكانك أن تتعلَّم مما يفعلون.

1- تحليل أداء المنافسين:

يتيح لك تحليل أداء المنافسين فهمهم وفهم الأمور التي يُحسِنون القيام بها (والتي لا يُحسنون كثيراً القيام بها). ستفهم جيِّداً ما الأمور المُتوقَّعة في مجال عملك، وهذا سيساعدك في تحديد أهداف خاصَّة بوسائل التواصل الاجتماعي، وفي اكتشاف الفرص أيضاً.

ربما يكون أحد منافسيك مسيطراً على فيسبوك على سبيل المثال لكنَّه يبذل جهوداً تكاد لا تُذكَر في تويتر أو إنستغرام. ربَّما تكون في حاجةٍ إلى تركيز الاهتمام على الشبكات التي لا يلقى فيها الجمهور اهتماماً كافياً عوضاً عن محاولة تحويل أنظار الجمهور بعيداً عن منافسٍ يهيمن على شبكةٍ ما.

2- الإنصات إلى وسائل التواصل الاجتماعي:

يُعَدُّ "الإنصات" إلى وسائل التواصل الاجتماعي  طريقةً أخرى لمراقبة المنافسين. ابحث عن اسم الشركة المنافِسة، وأسماء حساباتها، وغيرها من الكلمات المفتاحية المهمة عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ابحث عن المحتوى الذي ينشرونه وعن آراء الناس فيما ينشرون.

نصيحة إضافية: استعمل أدوات إدارة وسائل التواصل الاجتماعي مثل هوتسوت (Hootsuite) لتنظيم عملية مراقبة الكلمات المفتاحية والحسابات المهمة في وقتٍ قصير.

أثناء المراقبة قد تلاحظ تغيُّراً في طريقة استخدام القناة، أو ربَّما تكتشف منشوراً معيَّناً نجح أو حملةً معيَّنةً نجحت فعلاً في تحقيق هدفهما - أو أخفق/أخفقت تماماً في ذلك. استثمر هذا النوع من المعلومات في جمع بيانات تستفيد منها في استراتيجية التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

الخطوة الرابعة: إجراء عملية تدقيق عبر وسائل التواصل الاجتماعي

إذا كنت تستخدم فعلاً وسائل التواصل الاجتماعي، فأجرِ عملية مراجعة للجهود التي بذلتها حتى الآن، واطرح على نفسك الأسئلة الآتية:

  • ما الأشياء التي نجحَت وما الأشياء التي لم تنجح؟
  • من الذين يتفاعلون معك؟
  • ما الشبكات التي يستعملها جمهورك المُستهدَف؟
  • كيف هو حضورك عبر وسائل التواصل الاجتماعي موازنةً مع حضور المنافسين عبرها؟

حينما تجمع تلك المعلومات ستكون مُستعدَّاً لبدء التفكير في طرقٍ لتطوير نفسك.

يجب على عملية التدقيق أن تقدم لك صورةً تبيِّن لك بوضوحٍ الهدف الذي يحققه كل حسابٍ من حساباتك على وسائل التواصل الاجتماعي. إذا لم يكن الهدف من الحساب واضحاً؛ فكِّر إن كان الحساب يستحق أن تحتفظ به أم لا. اطرح على نفسك الأسئلة التالية التي تساعدك في اتِّخاذ هذا القرار:

1- ألديَّ جمهورٌ هنا؟

2- إذا كان لديَّ جمهور، كيف يستخدمون المنصَّة؟

3- أَأَستطيع استخدام هذا الحساب لتحقيق أهدافي؟

يحافظ طرح هذه الأسئلة المهمة على تركيز الاستراتيجية.

2- البحث عن الحسابات المُزيَّفة:

خلال عملية التدقيق قد تكتشف حساباتٍ مزيَّفةً  تستخدم اسم الشركة أو أسماء منتجاتها. يمكن أن يُلحِق هؤلاء المحتالون الأذى بالعلامة التجارية - ناهيك عن أنَّهم يأخذون متابعين من المفترض أن يكونوا متابعيك. بلِّغ عن هؤلاء، أو في إمكانك تأكيد  حساباتك في فيسبوك، وتويتر، وإنستغرام حتى تضمن أن يعرف المتابعون أنَّهم يتعاملون مع حساباتك الحقيقية.

الخطوة الخامسة: إنشاء حساباتٍ وتطويرها

1- تحديد المنصات التي ستستخدمها:

أثناء تحديد شبكات التواصل التي ستستخدمها ستحتاج أيضاً إلى تحديد استراتيجية خاصَّة بكل شبكة. تقول مديرة التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي في شركة بينيفيت كوزميتيكس (Benefit Cosmetics) آنجيلا بوركارو (Angela Purcaro): "بالنسبة إلى دروس المكياج التي نقدمها فإنَّها جميعاً تُعرَض عبر قصص سنابشات وإنستغرام؛ وتويتر في المقابل، مُصمَّم لخدمة الزبائن".

فيما يلي على سبيل المثال شركاتٌ أخرى صغيرةٌ ومتوسطة تستخدم وسائل التواصل الاجتماعي للتواصل مع الزبائن. لاحظ أنَّ فيسبوك وإنستغرام يتفوقان على البريد الإلكتروني في هذا الهدف:

الطرق المُستخدمة للتواصل مع الزبائن وفقاً لموظفي الشركات الصغيرة والمتوسطة في شهر أيلول عام 2017:

فيسبوك: 98%.

إنستغرام: 82%.

البريد الإلكتروني: 65%.

تويتر: 48%.

مجموعات فيسبوك: 48%.

الرسائل النَصية: 41%.

الهاتف: 40%.

فيسبوك ماسنجر: 39%.

المصدر: (eMarketer).

نصيحة إضافية: اكتب بيان رسالة خاص بكل شبكة يتألف من جملةٍ واحدةٍ واضحة تحافظ على تركيز الاهتمام على هدفٍ محدد .

مثال: "سنستخدم تويتر لدعم الزبائن حتى نقلل الاعتماد على البريد الإلكتروني والمكالمات".

مثال آخر: "سنستخدم لينكد إن لاستعراض ثقافة الشركة والترويج لها حتى يساعدنا في التوظيف والدفاع عن الموظفين".

إذا لم تتمكَّن من وضع بيان رؤية واضح خاص بقناة مُعيَّنة ربَّما يجب عليك أن تسأل نفسك إن كانت القناة تستحق أن تستمر في استخدامها.

2- إنشاء الحساب:

بعد أن حددت الشبكات التي ستركِّز الاهتمام عليها حان الوقت لإنشاء حسابات أو تحسين الحسابات الحالية حتى تتماشى مع استراتيجيتك.

  • احرص على ملء جميع الحقول الموجودة في الحساب.
  • استخدم كلماتٍ مفتاحيةً يستخدمها الناس للبحث عن شركتك.
  • استخدم الترويج المستمر للعلامة التجارية (عن طريق الشعارات، والصور، إلخ) عبر مختلف الشبكات حتى يتمكَّن الناس من التعرُّف على حساباتك بسهولة.

نصيحة: استخدم صور ذات جودة عالية تراعي الأبعاد الموصى بها في كل شبكة.

تذكَّر أنَّه من الأفضل أن تستخدم بضعة قنوات بشكلٍ جيد عوضاً عن أن ترهق  نفسك في محاولة الظهور على الشبكات جميعها.

الخطوة السادسة: البحث عن أفكار

في الوقت الذي يُعَدُّ فيه من المهم أن تكون العلامة التجارية مميزة لا بأس في أن تستمدَّ الإلهام من الشركات الأخرى التي تبلي بلاءً رائعاً عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

1- قصص النجاح عبر وسائل التواصل الاجتماعي:

تستطيع العثور على هذه القصص عادةً في القسم التجاري من منصَّات التواصل الاجتماعي (هذا القسم التجاري في موقع فيسبوك على سبيل المثال). في إمكان دراسات الحالة أن تقدِّم أفكاراً ثمينةً تستطيع تطبيقها على خطة وسائل التواصل الاجتماعي.

2- الحسابات والحملات الحائزة على جوائز:

تستطيع أن ترى أيضاً العلامات التجارية الحائزة مثلاً على جوائز فيسبوك أو على جوائز موقع شورتي والتي تتربع على رأس قائمة الشركات الناجحة عبر وسائل التواصل الاجتماعي.

3- العلامات التجارية المفضَّلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي:

ما هي الحسابات التي تستمتع بمتابعتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟ وما هي الأشياء التي يفعلونها حتى يثيروا تفاعل الناس ويدفعوهم إلى مشاركة المحتوى الذي يقدمونه؟

يُعَدُّ حساب ناشيونال جيوغرافيك على سبيل المثال واحداً من أفضل الحسابات الموجودة على موقع إنستغرام وهو يجمع بين المواد المرئية المدهشة واللقطات الرائعة. ثمَّة أيضاً حساب شوبيفاي (Shopify)، حيث تستخدم شركة التجارة الإلكترونية موقع فيسبوك لترويج نفسها عن طريق عرض قصص المستهلكين ودراسات الحالة. كذلك يُعَدُّ حساب جلوسيير (Glossier) مثالاً عن الخدمة الرائعة التي تُقدَّم للزبائن عبر موقع تويتر. يستخدم القائمون على الحساب الـ 280 محرفاً للرد على الأسئلة وحل المشكلات.

لاحظ أنَّ كلَّ واحدٍ من هذه الحسابات يستخدم صوتاً  وأسلوباً ثابتَين ونبرةً ثابتة. يُعَدُّ هذا ضروريَّاً حتى يعلم الناس ما الذي يتوقَّعونه من هذه الحسابات. بمعنى آخر، لماذا يجب عليهم أن يتابعوك؟ وما الذي ستقدِّمه لهم هذه الحسابات؟

يساعد الثبات على صوتٍ وأسلوبٍ واحد ونبرةٍ واحدةٍ في الحفاظ على تركيز المحتوى على العلامة التجارية حتى لو كان يعمل لديك عدة أشخاص ضمن فريق وسائل التواصل الاجتماعي.

4- طرح الأسئلة على المتابعين:

يستطيع الزبائن أيضاً تقديم أفكارٍ لها علاقة بوسائل التواصل الاجتماعي. عن ماذا يتحدث الزبائن المستهدفون عبر الإنترنت؟ ما الذي تستطيع أن تعرفه عن رغباتهم واحتياجاتهم؟

إذا كان لديك فعلاً قنوات على وسائل التواصل الاجتماعي، فتستطيع أيضاً أن تسأل المتابعين عن الذي يريدونه منك . احرص فقط على متابعة ما يقولون وتقديم ما يطلبون.

الخطوة السابعة: وضع رزنامة خاصة بالمحتوى المُقدَّم عبر وسائل التواصل الاجتماعي

يُعَدُّ تقديم محتوىً رائع أمراً ضروريَّاً بكل تأكيد، لكن من المهم أيضاً أن يكون لديك خطة تحدد متى تنشر المحتوى حتى يحظى بأكبر قدر ممكن من التأثير.

يجب على رزنامة المحتوى الخاصة بوسائل التواصل الاجتماعي أن تأخذ في الحسبان أيضاً الوقت الذي تقضيه في التفاعل مع الجمهور (على الرغم من أنَّه يجب عليك أن تخصص وقتاً أيضاً لإجراء بعض الحوارات العفوية).

1- وضع جدول النشر:

تحدد رزنامة المحتوى المُقدَّم عبر وسائل التواصل الاجتماعي التواريخ والأوقات التي ستنشر فيها أنواع المحتوى عبر كل قناة. تُعَدُّ هذه الرزنامة المكان المثالي لوضع خطة تنظِّم جميع الأنشطة التي تمارسها عبر وسائل التواصل الاجتماعي - من نشر الصور والروابط وحتى عرض التدوينات والفيديوهات. تتطرَّق هذه الخطة إلى المنشورات اليومية والمحتوى الذي سيُعرَض في حملات وسائل التواصل الاجتماعي. تضمن الرزنامة أيضاً وجود فاصلٍ زمنيٍّ مناسبٍ بين المنشورات وأن تُنشَر في الوقت الأمثل.

2- تحديد المزيج المناسب من المحتوى:

احرص على أن تعكس الرزنامة بيان الرؤية الخاص بكل حساب من حسابات وسائل التواصل الاجتماعي؛ بحيث يكون كل ما يُنشَر داعماً لأهداف الشركة.

قد ربَّما تقرر ما يلي:

  • أن يوجِّه 50% من المحتوى حركة بياناتٍ إلى الموقع الإلكتروني.
  • أنَّ يتم اختيار 25% من المحتوى من مصادر أخرى.
  • أن يدعم 20% من المحتوى أهداف الحصول على عملاء محتملين (التسجيل في الرسائل الإخبارية، الكتب الإلكترونية، عمليات التحميل، إلخ).
  • أن يتطرق 5% من المحتوى إلى ثقافة الشركة.

يضمن لك وضع هذه الأنواع المختلفة من المحتوى في الرزنامة الحصول على المزيج المناسب. إذا بدأت من الصفر ولم تكن متأكِّداً من أنواع المحتوى التي يجب عليك أن تنشرها؛ فجرِّب قاعدة 80-20:

  • يجب على 80% من المنشورات أن توفر إمَّا المعلومات، وإمَّا التعليم، وإمَّا التسلية للجمهور.
  • في إمكان 20% من المحتوى أن يروِّج للعلامة التجارية ترويجاً مباشراً.

تستطيع أن تجرِّب أيضاً قاعدة الأثلاث الخاصة بوسائل التواصل الاجتماعي:

  • يروِّج ثلث المحتوى للشركة، ويحوِّل الزائرين إلى عملاء محتملين، ويجني الأرباح.
  • يطرح ثلث المحتوى أفكاراً يقدِّمها مفكرون يعملون في المجال أو شركة تتبنى العقلية نفسها.
  • يتطرق ثلث المحتوى إلى عمليات تواصل شخصية تجري مع الجمهور.

نصيحة إضافية: استخدم بعد وضع الرزنامة أدوات جدولة لإعداد الرسائل مسبقاً، عوضاً عن إجراء التحديثات بشكلٍ مستمرٍّ خلال النهار.

يُعَدُّ برنامج هوتسوت (Hootsuite) أفضل برنامجٍ لجدولة أنشطة وسائل التواصل الاجتماعي. تستطيع عبر هذا البرنامج تحديد مواعيد النشر في كل منصة، وتقدم لك ميزة (intuitive calendar view) صورةً وافية تبيِّن لك كل الأنشطة التي مورسَت خلال الأسبوع عبر منصات وسائل التواصل الاجتماعي.

الخطوة الثامنة: تقويم  الاستراتيجية وتعديلها

تُعَدُّ استراتيجية وسائل التواصل الاجتماعي وثيقةً بالغة الأهمية بالنسبة إلى الشركة، ولا يمكن أن تدَّعي أنَّك ستضع الاستراتيجية المناسبة تماماً من المرة الأولى. مع بدء تنفيذ الخطة ومراقبة النتائج قد تجد أنَّ بعض الاستراتيجيات لا تعمل بشكلٍ جيِّدٍ مثلما كنت تتوقَّع، بينما تعمل استراتيجياتٌ أخرى أفضل من المُتوقَّع.

1- مراقبة مقاييس الأداء:

إضافةً إلى عمليات التحليل التي أُجريَت في كل منصة (راجع الخطوة الثانية) تستطيع استخدام بعض المقاييس لمراقبة زوَّار مواقع التواصل الاجتماعي أثناء تنقُّلهم عبر  الموقع الإلكتروني بحيث تتمكَّن من تحديد أكثر المنشورات التي توجِّه حركة البيانات إلى موقعك الإلكتروني.

2- إعادة التقويم والاختبار والقيام بكل شيءٍ مرَّةً أخرى:

حينما تبدأ البيانات بالظهور استخدمها لإعادة تقويم الاستراتيجية بشكلٍ منتظم. تستطيع استخدام هذه المعلومات أيضاً لاختبار مختلف المنشورات، والحملات، والاستراتيجيات. تتيح لك المواظبة على إجراء الاختبارات فهم ما نجح وما لم ينجح بحيث تتمكَّن من تعديل استراتيجيتك في وقتٍ قصير.

يمكن أن تكون الاستطلاعات كذلك طريقةً رائعةً لمعرفة إن كانت الاستراتيجية تعمل بشكلٍ صحيح. اسأل المتابعين، ومشتركي البريد الإلكتروني، وزوَّار الموقع الإلكتروني إن كنت قد لبَّيت احتياجاتهم وتوقعاتهم، وعن أنواع المحتوى التي يودُّون أن يشاهدوا مزيداً منها، ثم احرص على تقديم الأنواع التي طلبوها.

تتحرك  وسائل التواصل الاجتماعي بسرعة، إذ ثمَّة شبكاتٌ جديدةٌ تظهر في حين تشهد شبكاتٌ أخرة تغيراتٍ ديموغرافية، وستشهد الشركة أيضاً فتراتٍ من التغيير. يعني كل هذا أنَّه يجب على استراتيجية وسائل التواصل الاجتماعي أن تكون وثيقةً حيَّةً تخضع للمراجعة والتعديل عند الحاجة. راجع هذه الوثيقة دائماً حتى تظلَّ على المسار الصحيح، لكن لا تخشى من تعديلها حتى تعكس بشكلٍ أفضل الأهداف، أو الأدوات، أو الخطط الجديدة.

احرص عند تحديث استراتيجية وسائل التواصل الاجتماعي، على إطلاع جميع أعضاء الفريق عليها. بهذه الطريقة يستطيعون جميعاً مساعدة الشركة في تحقيق أقصى استفادة من حساباتها.