تحدَّثنا في الجزء الأول عن 3 خطوات لبناء علامة تجارية شخصية، وسنتحدَّث عن باقي الخطوات في هذا الجزء، فتابِعُوا معنا السطور التالية.
7 خطوات لبناء علامة تجارية شخصية
4. تجسيد علامتك التجارية الشخصية
يمكن لكلِّ تفاعل اجتماعي أن يجعل علامتك التجارية الشخصية أقرب إلى هدفك المثالي أو أبعد عنه، ويكوِّن الأشخاص في المحادثات غير الرسمية وفي الحفلات وفي مقابلات التوظيف انطباعات عنك سواء أعجبك ذلك أم لا، فأنت تعبِّر عن نفسك بوعي أو بغير وعي.
لذلك كُنْ على دراية بالرسائل التي ترسلها، وفكِّرْ في كيفية الإجابة عن سؤال بسيط، مثل "كيف حالك؟" إلى زميل تراه في غرفة الاستراحة، فإذا أجبت: "أنا مرهق، والعمل مرهق، وحركة المرور سيئة"، فأنت تنقل مشاعر سلبية وتضيِّع فرصة لتعزيز الجوانب الجذَّابة لعلامتك التجارية الشخصية. أما إذا قلت بدلاً من ذلك: "لم تكن حركة المرور رائعة هذا الصباح، لكنَّني استخدمتُ الوقت الإضافي للاستماع إلى مدوَّنة صوتية مثيرة للاهتمام حول موضوع الإبداع الذي سأشاركه مع فريق إطلاق المنتج"، فأنت تشير إلى إيجابيتك وإنتاجيتك ورغبتك في التعلم.
لا تحتاج إلى إدارة علامتك التجارية في كل تفاعل مع الزملاء والأصدقاء الذين يعرفونك جيداً؛ لأنَّ لديهم بالفعل رأياً جيِّداً عنك، ولكن عند التعامل مع أشخاص لا تعرفهم أو قد تكون تصوراتهم عنك غير صحيحة، فمن الضروري أن تظهر بأفضل صورة، وهذا لا يعني أن تكون دائماً مَرِحاً ومتفاخراً. يتعلق الأمر أكثر بفهم احتياجات الآخرين وما يمكنك تقديمه لهم ثمَّ تقديم عرض القيمة الشخصية بطريقة مقنعة.
تعلَّمْ أيضاً كيفية تقديم قصصك الشخصية بطريقة إبداعية خلال الاجتماعات الأولى، والمحادثات الصغيرة غير الرسمية، والمحادثات المهنية الرسمية، واسأل نفسك: "ما الذي أريد مشاركته عن نفسي، وما هي أفضل قصة توضِّح ذلك؟" ثمَّ ابحَثْ عن الفرص.
5. نقل قصة علامتك التجارية
الخطوة التالية هي إنشاء "خطة إعلامية" تحدِّد القنوات التي ستنقل عبرها علامتك التجارية رسمياً إلى الآخرين. فكِّر في كيفية استخدام الوسائط المملوكة، والمكتسبة، والمدفوعة لنشر قصصك، كما هو الحال في تسويق المنتجات أو الخدمات، فإنَّ الهدف هو زيادة قابلية الاكتشاف والوعي والتفاهم مع جمهورك.
قد يبدو ذلك غير مريح في البداية، وعادة لا يكون المروِّجون لأنفسهم والمتفاخرون محبوبين، ولكنَّ تحديد ما يجعلك ذا قيمة وتقديم طرائق سريعة للناس لرؤية ما تقدِّمه هو أمر حاسم لنجاحك.
تشمل الوسائل المملوكة وسائل التواصل الاجتماعي أو المواقع المهنية والشخصية، والجماهير العضوية التي اكتسبتها من أي محتوى تنتجه، مثل المدونات الصوتية ومقاطع الفيديو والكتب والخطب والمقالات في وسائل النشر.
تشمل وسائل الإعلام المكتسبة الإشارات في الصحافة العامة وتوصيات وتقييمات لعملك على منصة لينكدإن (LinkedIn) والمنصات الأخرى، وإعادة التغريدات والإعجابات والتعليقات على محتواك الاجتماعي، والمقدمات والإحالات والمراجع التي يقدِّمها الآخرون لك.
تشمل الوسائط المدفوعة جميع الطرائق التي تزيد من خلالها ظهورك عن طريق دفع الآخرين لمساعدتك، مثل توظيف مستشارين للبحث التنفيذي، الذين يمكنهم تقديم علامتك الشخصية لأرباب العمل المحتملين، والتعاقد مع مكاتب المتحدِّثين أو الوكلاء الذين يمكنهم تحديد الجماهير المستعدَّة لسماع قصصك في المؤتمرات، وشراء الإعلانات على وسائل التواصل الاجتماعي للترويج لمحتواك، ودفع المال للمؤثرين للترويج لك ولعملك، وفرص التحدث أو النشر المدفوعة.
فكِّرْ في مزيج الوسائط الذي تريد استخدامه وأفضل السبل للاستفادة من المنصات المختلفة، وتذكَّرْ أنَّ تصمِّم تكتيكاتك لتناسب جمهورك المستهدف وطريقة تفاعل هؤلاء الأشخاص مع هذه الوسائط. مثلاً إذا كنت ترغب في أن توظفك شركات فورتشن 500 (Fortune 500) بوصفك مستشاراً في الطيران، فإنَّ الطلب من مؤثر في مجال العمل هذا نشر مقال للطيران كتبته لمجلة تجارية على لينكدإن سيحقِّق نتائج أفضل من منشور على فيسبوك (Facebook) عن زيارتك لمتحف الطيران.
6. إضفاء الطابع الاجتماعي على علامتك التجارية
إنَّ العلامة التجارية الشخصية ليست نشاطاً فردياً، فأنت بحاجة إلى أشخاص آخرين لمشاركة قصصك، وبالتالي تعزيز مصداقيتك ومساعدتك على الوصول إلى جماهير جديدة؛ لذا حدِّدْ بعناية أصحاب القرار والمؤثِّرين والمروِّجين والمجتمعات التي قد تساعدك على رحلتك.
أصحاب القرار هم الأشخاص الذين يحملون مفاتيح نجاحك ودونهم ستجد صعوبة في إنجاز مهمتك. قد يكونون مسؤولين عن القبول في المدرسة التي تختارها، أو حكَّاماً لجائزة هامة تتطلَّع إليها، أو أعضاء لجنة البحث في المنصب الذي تريده. وغالباً ما تؤدي الصحافة دوراً هاماً في صنع القرار؛ لأنَّ المحررين والصحفيين يختارون من يعرِّضونه أو يسلِّطون الضوء عليه في محتواهم.
المؤثرون هم الأشخاص الذين لديهم خبرة متخصِّصة أو سلطة أو مكانة اجتماعية أو علاقات شخصية تمكِّنهم من التأثير في الآخرين، ولديهم متابعون نشطون ومشاركون ويمكنهم تزويدك بمنصات إضافية لقصصك. تمنحك توصياتهم أو تقييماتهم مزيداً من المصداقية، حتى دون تأييدهم الصريح، فأنت تستفيد من مجرد الارتباط بهم.
يستثمر المروِّجون بنشاط في نجاحك ويروِّجون علامتك الشخصية. من هؤلاء المنتورز المهنيين، ومسؤولي التوظيف، والمديرين، والأصدقاء الذين يشاركونك جهات اتصالاتهم، والمعارف الذين يرتِّبون لك المقابلات.
مجتمعات العلامات التجارية الشخصية هي مجموعات أو نوادي أو أسواق متَّصلة أو غير متصلة بالإنترنت يمكنك من خلالها العثور على الأشخاص الذين يشاركونك رسالتك واهتماماتك الخاصة أو الذين يبحثون عن القيمة التي يمكنك تقديمها، وتشمل الأمثلة المجموعات التجارية، ومواقع التوظيف، وأندية الخرِّيجين.
اسأل نفسك كيف تعثر على حلفاء في كل فئة من هذه الفئات، وبمجرد التواصل معهم، اشرح لهم أهدافك واطلب منهم مساعدتك على طلب صغير، مثل دعوتك للتحدُّث في ندوة بنادي الخريجين أو طرح اسمك للنظر فيه عند تشكيل لجنة ذات صلة. غالباً ما يقدِّر هؤلاء الطلب المباشر؛ لأنَّ حلفاءك يريدون مساعدتك ولكنَّهم في كثير من الأحيان لا يعرفون كيف يبدؤون.
7. إعادة تقييم علامتك التجارية وتعديلها
بناء العلامة التجارية الشخصية عملية مستمرة؛ لذلك ستحتاج إلى إجراء تقييم منتظم لكيفية توافق عرض القيمة والسرد القصصي مع وضعك المهني والشخصي الحالي وكيفية تلقيهما، ثمَّ تعديلهما وفقاً لذلك.
يُنصح بإجراء تدقيق سنوي للعثور على أوجه القصور التي يجب تصحيحها ونقاط القوة لتعزيزها، بالإضافة إلى إجراء تقييم ذاتي موضوعي. أعِدْ التواصل مع الأشخاص الموثوق بهم لاكتشاف الصورة الحالية لك في أذهان الآخرين، ومن ثمَّ تأكَّدْ من أنَّها تتماشى مع أهدافك. إذا كنت مرشَّحاً لشغل منصب إداري، ولكنَّك تعلم أنَّ هناك من لا يراك قائداً قوياً، فيمكنك الالتحاق بدورة تدريبية على القيادة، أو التطوع لرئاسة مشروع جديد أو فريق عمل جديد، أو تولِّي الأدوار ذات الصلة في حياتك الشخصية، مثل الانضمام إلى مجلس إدارة غير ربحي.
كان أحد العملاء الجدد، وهو كبير مسؤولي التسويق، مهتماً بالحصول على مقعد في مجلس إدارة الشركة، ومع ذلك دون الخبرة الحالية في مجلس الإدارة، واجهَ صعوبة بالغة؛ فانضمَّ إلى مجلس إدارة غير ربحي وعمل في لجنة التدقيق، وعملَ مع مدقِّقين خارجيين وقاد عملية إنشاء لوحة تحكُّم لإدارة مخاطر المؤسسة. ساعده ذلك على تعزيز عرض القيمة الشخصية: "أتمتَّع من بين جميع المديرين المحتملين الآخرين بالخبرة الاستراتيجية والفطنة المالية اللازمة لتوفير الإشراف على الحوكمة، وأنا قادر على أن أكون شريكاً مبدعاً للفريق التنفيذي، لأنَّني عملت 20 عاماً مديراً تنفيذياً للتسويق وأدرتُ نشاطات التدقيق وإدارة المخاطر المؤسسية لمجلس إدارة غير ربحي"، ويمكنه الآن أن يروي قصصاً محدَّدة عن عمله تبيِّن قدراته التحليلية ومنظوره الاستراتيجي ومهارته في التعامل مع البيانات المالية للشركات.
في الختام
تتطلب عملية بناء العلامة التجارية الشخصية بذل الجهد والوقت، لكنَّها تساعدك على التحكم تحكُّماً أفضل في صورتك المهنية والشخصية، ومن ثمَّ النجاح وإحداث التأثير المنشود في العالم.