في عملية بناء الروابط، لا يوجد ما هو محبط أكثر من العثور على فرصة مثالية لبناء رابط دون أن تتمكن من العثور على عنوان بريد إلكتروني لجهة الاتصال، ومن المحتمل أن يكون هذا قد حدث معك، فإذا كنت تحاول إنشاء روابط أو القيام بأي نوع من التوعية، فإنَّه يستلزم دائماً إرسال عدد كبير من رسائل البريد الإلكتروني.
توجد عدة مقالات جيدة عن تكوين العلاقات في أثناء بناء الروابط، لكن من الصعب بناء العلاقات عندما لا يمكنك العثور على عنوان بريد إلكتروني لجهة اتصال؛ لذا سنستعرض في هذا المقال كيف يمكنك العثور على عناوين البريد الإلكتروني الهامة هذه.
يقضي منشئو الروابط وقتاً طويلاً في محاولة العثور على معلومات الاتصال، وغالباً ما تكون عملية محبطة؛ وذلك لأنَّ البحث عن عناوين البريد الإلكتروني يمكن أن يكون صعباً للغاية، فقد لا يحتوي الموقع الذي تستهدفه على صفحة اتصال في المقام الأول، أو إذا كان الموقع يحتوي على صفحة اتصال، فقد يعرض عنوان بريد إلكتروني عام فقط، وفي بعض الأحيان، قد يذكر الموقع عدداً كبيراً جداً من عناوين البريد الإلكتروني، ولا يكون من الواضح مع من يجب أن تتواصل.
مهما كانت الحالة، فإنَّ العثور على عنوان البريد الإلكتروني الصحيح أمر ضروري للغاية لأيَّة حملة توعية ناجحة، وحين تعرف أنَّ مجرد 8.5% من رسائل التوعية فقط تتلقى رداً، لا يسعك إلا أن تتساءل عن عدد الأخطاء التي ارتُكبت للحصول على معدل الاستجابة المنخفض هذا.
في حين أنَّ هناك بالتأكيد حالات لا يتوفر فيها ببساطة طريقة اتصال واضحة، يجب أن تكون تلك حالة استثنائية؛ إذ يفهم منشئ الروابط المتمرس أنَّ العثور على معلومات الاتصال اللازمة أمر ضروري لنجاحه؛ ولهذا السبب إليك قائمة سريعة من 6 خطوات، والأدوات التي ستساعدك على العثور على عناوين البريد الإلكتروني ومعلومات الاتصال التي تحتاجها عند إنشاء الروابط:
1. إجراء بحث يدوي:
لنبدأ بقاعدة أساسية: قبل استخدام أي أداة، يجب عليك دائماً البحث يدوياً عن البريد الإلكتروني لجهة الاتصال بنفسك، بحيث تترك الأدوات والأتمتة حلاً أخيراً، وإذا اعتمدت فقط على الأدوات والحلول الآلية، فسترسل عدداً كبيراً من رسائل البريد الإلكتروني الخاطئة مقارنةً بما عليه الحال حينما تعتمد الطريقة اليدوية، ويوجد سبب بسيط لذلك، وهو أنَّ عنوان البريد الإلكتروني المدرَج في الموقع الإلكتروني الذي تستهدفه على الأغلب ينتمي إلى الشخص المناسب الذي يجب عليك الاتصال به.
إذا كنت تستخدم أداة، فقد تنشئ لك العشرات من عناوين البريد الإلكتروني، لكن بالنتيجة قد لا ترسل بريداً إلكترونياً إلى الشخص الصحيح مطلقاً، وسبب آخر لكون البحث اليدوي أفضل هو أنَّ العديد من أدوات البحث عن البريد الإلكتروني محدودة ولا يمكنها العثور إلا على عناوين البريد الإلكتروني المرتبطة باسم المجال؛ لذلك إذا كان هناك مدير موقع لديه عنوان بريد إلكتروني ينتهي بلاحقة "@جيميل.كوم" (@gmail.com)، فلن تجده أداة البحث عن البريد الإلكتروني.
من الهام أيضاً الوصول فقط إلى الأشخاص الذين أنت واثق أنَّهم سيهتمون ببريدك الإلكتروني للامتثال لتعليمات النظام الأوروبي العام لحماية البيانات (GDPR)؛ لذلك ابدأ دائماً بالبحث اليدوي من خلال البحث في جميع أنحاء الموقع، فعادة ستجد رابط لصفحة الاتصال في رأس أو نهاية الصفحة أو الشريط الجانبي، وإذا لم تكن هناك صفحة تحمل اسم "الاتصال" (Contact) بوضوح، أو إذا كانت صفحة الاتصال تحتوي فقط على عناوين بريد إلكتروني عامة، فعليك الانتقال إلى صفحة "نبذة عنا" (About Us) في حالة وجود واحدة.
ابحث دائماً عن بريد إلكتروني شخصي، وليس بريداً إلكترونياً عاماً أو نموذج اتصال؛ وذلك لأنَّ التوعية بالعلامة التجارية تكون أكثر فاعلية عندما توجه كلامك لفرد معين وليس لجهة عامة.
إذا وجدت عدداً كبيراً جداً من رسائل البريد الإلكتروني ولم تكن متأكداً من الشخص الذي يجب الاتصال به، فعليك إرسال بريد إلكتروني إلى من يشير حدسك إلى أنَّه أفضل خيار، أما إذا لم تكن قادراً على تحديد عنوان بريد إلكتروني في هذه المرحلة، فانتقل إلى القسم التالي.
2. الاستعانة بمحركات البحث:
حين لا تعثر على صفحة الاتصال لأي سبب كان، يمكنك اللجوء إلى محركات البحث للحصول على المساعدة، مثل محرك "ستارتبيج" (Startpage) الذي يُطلَق عليه اسم محرك البحث الأكثر خصوصية في العالم؛ وذلك لأنَّه يعرض صفحات نتائج محرك البحث "غوغل" (Google) بطريقة مميزة، ويشمل خياراً رائعاً لتصفح نتائج البحث دون الكشف عن هويتك باستخدام "طريقة العرض كمجهول" (Anonymous View).
إذا كانت هناك صفحة اتصال أو بريد إلكتروني في مكان ما على موقعهم الإلكتروني لم تتمكن من العثور عليه، فسيجدها أي محرك بحث جيد، وإذا لم تحصل على أي نتائج من البحث عن معلومات الاتصال للموقع، فابدأ بتوسيع نطاق بحثك ليشمل زوايا أخرى من الويب.
إذا كنت تبحث عن بريد إلكتروني لشخص معين، فاكتب اسمه قبل علامات التنصيص أو بعدها، وإذا كان عنوان البريد الإلكتروني لهذا الشخص متاحاً للعامة في مكان ما، فمن المرجح أن تتمكن من العثور عليه ضمن نتائج البحث.
3. أدوات البحث عن البريد الإلكتروني:
توجد عدة أدوات للبحث عن البريد الإلكتروني الممتازة، وأول واحدة سنتحدث عنها هي أداة "هنتر" (Hunter).
لأداة "هنتر" (Hunter) إضافة في متصفح "غوغل كروم" (Google Chrome) سهلة الاستخدام، وبعد تنزيلها انتقل إلى الموقع الذي تفكر في إرسال بريد إلكتروني له، وانقر على الإضافة في الزاوية اليسرى العليا من شاشتك، وستعثر أداة "هنتر" (Hunter) لك على كل عنوان البريد الإلكتروني مرفقاً بالاسم والمسمى الوظيفي وما إلى ذلك، ومرتبطاً بعنوان الموقع الإلكتروني، وتسمح لك أيضاً بفرز النتائج بناءً على الفئات؛ أي إنَّها تقدم لك بنقرة واحدة كل ما تحتاجه لإرسال رسالة التوعية.
يمكنك أيضاً استخدام تطبيق "هنتر" (Hunter) عبر الإنترنت للبحث عن الرسائل الإلكترونية بشكل مجمع، ويتمثل الجانب السلبي الرئيس للعمل مع أعداد كبيرة من عناوين البريد الإلكتروني في إيجاد صيغة فعالة للتدقيق فيها جميعها، فقد تجد أداة "هنتر" (Hunter) العشرات من رسائل البريد الإلكتروني في موقع واحد؛ وهذا يعني أنَّك لن تعرف تحديداً أي عنوان بريد إلكتروني هو الأفضل للتواصل معه.
توجد عدة أدوات للبحث عن البريد الإلكتروني أخرى للاختيار من بينها، وفيما يأتي 5 أدوات بديلة للبحث عن البريد الإلكتروني:
- أداة "سنوف. آيو" (Snov.io).
- أداة "فايندر إكسبرت" (Finder Expert).
- أداة "كليربيت كونيكت" (Clearbit Connect).
- أداة "فايند ذات إيميل" (Find That Email).
- أداة "فويلا نوربرت" (Voila Norbert).
يحبذ ألا تعتمد كثيراً على الأدوات، ولكنَّها أحياناً توفر الطريقة الأسهل للحصول على النتائج.
4. التخمين:
التخمين ليس طريقة تحظى بالاحترام في عالم التسويق، ومع ذلك، أحياناً يكون التخمين أسهل، ولنكن واقعيين، لا توجد طرائق كثيرة يمكن أن تصيغ بها الشركات الكبيرة أو الصغيرة عناوين بريدهم الإلكتروني، وإذا عملت من قبل في التسويق، فستعرف معظم الخيارات الممكنة، وبالطبع لن تختار واحداً منها عشوائياً، فهناك أداة لمساعدتك على معرفة ما إذا اخترت العنوان الصحيح.
أداة "سيلز نافيغيتر" (Sales Navigator) هي إضافة إلى تطبيق "جيميل" (Gmail) سهلة الاستخدام، وما عليك سوى إدخال اسم الشخص الذي تبحث عنه، وستعرض كل الصيغ الممكنة التي قد يستخدمها لعنوان بريده الإلكتروني، ثم يمكنك تجريب العنوان من حسابك "جيميل" (Gmail).
فعندما تكتب العنوان في السطر المناسب، سيظهر شريط جانبي على شاشتك، وإذا لم تكن هناك معلومات في هذا الشريط الجانبي، فهذا يعني أنَّ العنوان خاطئ، وبالطبع تتطلب هذه الطريقة أن تعرف اسم الشخص الذي تريد مراسلته عبر البريد الإلكتروني، لكن ليس لديك عنوان بريده الإلكتروني.
5. التحقق من النتائج:
العثور على بريد إلكتروني خاطئ أمر محبط، والأسوأ من ذلك، إذا حدث ذلك كثيراً، فيمكن أن ينتهي الأمر بعنوان بريدك الإلكتروني في قوائم البريد الإلكتروني غير المرغوب فيها، وتدمير إمكانية تسليم رسائل بريدك الإلكتروني، وتوجد طرائق للتحقق قبل التواصل، فأداة "نيفرباونس" (Neverbounce) فعالة وسهلة الاستخدام؛ إذ يمكنك إدخال عناوين البريد الإلكتروني فردية أو قوائم مجمعة، وستخبرك ما إذا كان عنوان البريد الإلكتروني صالحاً أو غير صالح أو غير معروف حالياً.
فيما يأتي بعض أدوات التحقق من البريد الإلكتروني الأخرى:
- أداة "بروفي" (Proofy).
- أداة "ذا تشيكر" (The Checker).
- أداة "ميل فلوس" (Mail Floss).
- أداة "زيرو باونس" (Zero Bounce).
6. الاشتراك في نشرة الموقع الإخبارية:
يعمل هذا النهج في كثير من الأحيان مع المواقع التي يديرها شخص واحد؛ على سبيل المثال، موقع يكون فيه اسم شخص ما هو عنوان الموقع، وإذا صادفت موقعاً مثل "ديفيدفاركاس.كوم" (davidfarkas.com) ورأيت خياراً للاشتراك في رسالة إخبارية، فاضغط على زر الاشتراك هذا، وبعد الانتهاء من ذلك، يمكنك ببساطة الرد على إحدى رسائل النشرة الإخبارية للتواصل مع صاحب الموقع، ولهذا فائدة إضافية؛ فالطريقة الفعالة لبناء الروابط هي بناء العلاقات، وعندما تثبت أنَّك مشترك في النشرة الإخبارية لمشرفي المواقع، فسوف تنال استحسانه.
في الختام:
عندما ترسل بريداً إلكترونياً للتوعية من خلال إنشاء رابط، يجب أن تتأكد من وصوله إلى شخص حقيقي، والأهم من ذلك الشخص المناسب، قد يبدو إرسال بريد إلكتروني إلى جهة اتصال غير صحيحة بشكل دوري بمنزلة إهدار ضئيل للوقت، لكن عندما ترسل رسائل بريد إلكتروني بأعداد كبيرة كما يجب على مُنشئ الروابط، ستتراكم الخسائر بسرعة وتؤدي إلى فشل أي شيء آخر تحاول تحقيقه.
من المفيد أن تتأكد من أنَّك تفهم العملية فهماً صحيحاً من خلال بذل الجهد للعثور على عنوان البريد الإلكتروني الصحيح، فلا تختر أول بريد إلكتروني تجده ولا تعتمد مطلقاً على الأدوات فقط، وإذا أرسلت بريداً إلكترونياً إلى الأشخاص الخطأ، فسيبدو لك وكأنَّك لا تهتم بما يكفي لقضاء الوقت في تصفح موقعهم، وفي المقابل سوف يتجاهلونك.
باستخدام الخطوات المذكورة آنفاً، ستتجنب هذه المشكلات وستكون في طريقك إلى نشر التوعية بنجاح أكثر.