نستكشف في هذا المقال كيفية دمج الذكاء الاصطناعي في استراتيجية التسويق الخاصة بك، ونسلِّط الضوء على 4 فوائد لتحقيق التوافق بين الذكاء الاصطناعي واستراتيجيتك التسويقية، وكذلك نبيِّن أبرز المخاطر التي يمكن أن تواجهك خلال هذه العملية.
4 فوائد لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تسويق المحتوى:
إليك 4 فوائد يمكن أن تجنيها من استخدام الذكاء الاصطناعي في تسويق المحتوى:
1. توليد المحتوى:
بالنسبة إلى الكاتب، ما من شيء أسوأ من التحديق في مستند فارغ، لكن في هذه الأيام، ليس عليك انتظار حلول الإلهام عليك؛ إذ يمكنك الاستفادة من الذكاء الاصطناعي في هذا الصدد.
الذكاء الاصطناعي مناسب في بداية عملية الكتابة، ولا سيما عندما يتعلق الأمر بإنشاء المحتوى؛ إذ تفيد أدوات الذكاء الاصطناعي تحديداً المسوِّقين عن بُعد الذين يفتقرون إلى المساحة المادية لتبادل الأفكار مع الآخرين.
إنَّه مفيد للأشخاص والفِرق الموزَّعة التي تعمل عن بُعد؛ إذ يمكننا تحقيق الكثير في الاجتماعات الافتراضية، ولكنَّها لا تُستخدَم لتبادل الأفكار والتواصل فحسب؛ بل في توليد المحتوى أيضاً، وهذا ما يزيد من فائدتها.
2. البحث عن المحتوى:
يبذل الكتَّاب كثيراً من الجهد في سبيل كتابة جزء من المحتوى قبل أن يتمكنوا من بدء الكتابة، وبالنسبة إلى معظم صانعي المحتوى، يحدث الجزء الأكبر من العمل في المرحلة الأولى؛ أي في مرحلة البحث وانتقاء المعلومات، وهنا يبرز دور الذكاء الاصطناعي.
يساعد إدخال جزء كبير من المحتوى في أحد برامج الذكاء الاصطناعي، والحصول على ملخص لوجهات النظر المختلفة وأجزاء من البيانات صانعي المحتوى على تكوين رأي أو منظور بسرعة كبيرة.
على سبيل المثال، افترض أنَّ المسوِّق يحتاج إلى تحويل كتاب إلكتروني متعدد الصفحات إلى مقال، ولتسريع العملية، ينسخ محتويات الكتاب الإلكتروني إلى روبوت دردشة يعتمد على الذكاء الاصطناعي، ويطلب منه تلخيصه.
يحلل روبوت الدردشة الكتاب الإلكتروني لتحديد موضوعاته الرئيسة وأفكاره، وبعد ذلك، يستخدم المسوِّق المخرجات بوصفها مسودة أولية لمقالته، مع التأكد من إضافة وجهة نظره، وفي النهاية، يحصل على محتوى في وقت قصير جداً.
3. توسيع نطاق الحملات التسويقية:
في الظروف الطبيعية، توجد قناة واحدة لمقابلة العملاء والتفاعل معهم وتحويلهم، وفي الواقع، يحتاج المسوِّقون إلى استراتيجية متعددة القنوات للوصول إلى جمهورهم.
بالطبع، توسيع نطاق الحملات التسويقية ليس بالأمر السهل، وغالباً ما نستهلك كل طاقتنا في إنشاء جزء جميل من المحتوى، ولكنَّنا نفشل في توصيله إلى أكبر عدد ممكن من جمهورنا، ومع ذلك، يمكن للمسوِّقين استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء حملات تسويقية كاملة من جزء واحد من المحتوى من خلال تعديله وتحويله إلى صيغ مختلفة.
على سبيل المثال، إذا أنشأت جهة تسويق مقطع فيديو على "يوتيوب" (YouTube) وأرادت توسيع نطاقه ليشمل حملة كاملة، فيمكنها الاستفادة من الذكاء الاصطناعي لتحويل نص الفيديو إلى أشكال مختلفة، مثل منشور على "لينكد إن" (LinkedIn) أو إعلان على "فيسبوك" (Facebook) أو رسالة إخبارية عبر البريد الإلكتروني.
الآن، أصبحت جهة التسويق تلك قادرة على بناء استراتيجية متعددة القنوات بدلاً من الاعتماد على منصة واحدة أو شكل واحد، إضافة إلى ذلك، أصبح بمقدورها الآن تكثيف تسويقها بشكل استراتيجي.
4. تحسين محركات البحث:
بصفتنا منشئي محتوى، نريد أن يشاهد عملنا أكبر عدد ممكن من الأشخاص؛ إذ تتمثل إحدى طرائق الوصول إليهم في تحسين محركات البحث، لكن ليس كل شخص خبيراً في تحسين محركات البحث من الناحية التقنية، وهنا يمكننا الاستفادة من الذكاء الاصطناعي.
على سبيل المثال، يمكن لروبوت الدردشة المزوَّد بالذكاء الاصطناعي كتابة محتوى حول كلمات مفتاحية معينة، إضافة إلى اقتراح أفضل العناوين والوسوم التعريفية والأوصاف لتحسين معدلات النقر.
الذكاء الاصطناعي لا يتوقف عند هذا الحد؛ بل يمكنه أيضاً العمل بصفته محرراً خلال المراحل الأخيرة من الكتابة، ويمكن لأدوات مثل "جاسبر" (Jasper) و"جراميرلي" (Grammarly) اكتشاف الكلمات وتقديم عبارات بديلة وتحسين إمكانية القراءة، وبذلك تحصل على محتوى يمنحك ترتيباً عالياً في نتائج محركات البحث ويستمتع الأشخاص بقراءته.
المخاطر التي يجب تجنبها عند تنفيذ الذكاء الاصطناعي التوليدي في عملياتك:
1. استبعاد المبدعين من عملية الإنشاء:
عند استخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، فإنَّ أسوأ شيء يمكنك القيام به هو استبعاد شخص يتمتع بنظرة إبداعية ثاقبة.
للوهلة الأولى، قد يبدو المحتوى المكتوب بواسطة الذكاء الاصطناعي مثالياً، ومع ذلك، قد تكون بعض العناصر البشرية مفقودة، مثل الفكاهة، والتعاطف، والمنظور، والسياق الثقافي، إضافة إلى ذلك، يستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي بيانات محدودة؛ لذا قد تكون المعلومات التي يجمعها غير ذات صلة أو قديمة أو حتى متحيزة.
يجب على المسوِّقين استخدام الذكاء الاصطناعي في المسودة الأولى وليس الأخيرة، كما يمكن للذكاء الاصطناعي وضع الأساس، لكن ما يزال عليك رفع مستوى هذا المحتوى بإضفاء شخصيتك ووجهة نظرك الفريدة.
2. إعادة اختراع العجلة:
لكل فريق تسويق استراتيجية مختلفة لإنشاء المحتوى؛ ونتيجة لذلك، أسلوبك في التعامل مع الذكاء الاصطناعي - وكيف تختار تنفيذه - فريد من نوعه لفريقك.
مع أنَّ الذكاء الاصطناعي مثير وجديد، يُستحسن استخدامه باعتدال، فعندما يتعلق الأمر باستخدام الذكاء الاصطناعي، تشعر الكثير من الفِرق بالضغط لإعادة اختراع العجلة، لكن لا يتعين عليك بناء جميع عملياتك باستخدام الذكاء الاصطناعي التوليدي، وبدلاً من ذلك، ادمج الذكاء الاصطناعي في عملياتك الحالية التي تعمل على نحو جيد.
على سبيل المثال، قد يكون لدى فريق التسويق عملية فعالة لتوزيع المحتوى، لكن يمكن تحسينها عن طريق أتمتة بعض المهام باستخدام الذكاء الاصطناعي، مثل جدولة منشورات وسائل التواصل الاجتماعي وإعادة تنسيق المحتوى لقنوات مختلفة، وباستخدام هذا النهج، لا تعتمد استراتيجيتك التسويقية على الذكاء الاصطناعي؛ بل على تحسينه باستخدامه.
3. صناعة المحتوى بسرعة كبيرة:
مع استمرار الذكاء الاصطناعي في تسريع عملية صناعة المحتوى، من الهام وجود ضوابط للحفاظ على الجودة، فلا يتعلق الأمر بإنشاء المحتوى بأسرع ما يمكن؛ بل بدمج تقنية أخرى بشكل فعال في سير عملك الحالي.
بصفتنا مسوِّقين، فإنَّنا نبحث دائماً عن طرائق للبقاء في الطليعة واستثمار التكنولوجيا الجديدة لمساعدتنا على أداء وظائفنا بشكل أكثر فاعلية، فيمكن أن يكون الذكاء الاصطناعي هو الفرصة الكبيرة التالية للارتقاء بعملنا، لكن يجب علينا أن نكون واقعيين مع هذه التكنولوجيا.
في الختام:
يتعلَّق الأمر بمعرفة متى يتعين عليك دمج هذه التكنولوجيا في سير عملك، ومتى تتراجع، وباستخدام هذا النهج، يمكن للمسوِّقين دمج الذكاء الاصطناعي بكفاءة في استراتيجياتهم لتحقيق أقصى قدر من التأثير.