هذه المقالة مأخوذة عن المدير في مجال تحسين محركات البحث أندرو إيغار (Andrew Eagar)، والذي يحدِّثنا فيها عن تجربته في مجال تحسين محركات البحث. 

دعنا نتكلَّم بواقعية قليلاً: رغم أنَّنا كثيراً ما نسمع عن ثقافات الفِرَق الإيجابية وبيئات العمل الصحية في عالم التسويق الرقمي، إلا أنَّنا كثيراً ما نواجه حالات أبعد ما تكون عن الكمال؛ فقد يكون بعضنا جزءاً من فريق نتردد فيه بمشاركة أفكار جديدة أو حلول بديلة؛ وذلك لأنَّنا نعلم أنَّها ستُقابل بالرفض دون أي نقاش؛ والأسوأ من ذلك هو حينما يخشى الموظفون طرح الأسئلة أو طلب المساعدة؛ وذلك لأنَّ ثقافة الشركة لا توفر بيئةً آمنةً قائمةً على التعلُّم.

تنتشر مثل هذه المواقف في الكثير من بيئات العمل؛ ولكن ماذا لو أخبرتك أنَّه ليس من الضروري أن يكون الأمر على هذا النحو؟

على مدى السنوات العشر الماضية التي عملتُ خلالها كمدير فريق في شركات مختلفة، كنت أسعى جاهداً لتهيئة بيئة عمل يشعر فيها الموظفون بالشجاعة لمشاركة أفكارهم والتعلُّم من أخطائهم بأمان، ومن خلال تجربتي، وجدت بعض الاستراتيجيات لمكافحة الثقافة السلبية، واستبدالها بثقافة قائمة على الجرأة في إظهار نقاط الضعف والإبداع.

أقدِّم لك في مقالتي هذه أربع خطوات بسيطة تضمن من خلالها تحويل بيئة عملك إلى بيئة تشجِّع الموظفين على طرح أفكارٍ جديدة، وتتيح تقديم التغذية الراجعة والتغيير الإيجابي، وتطوِّر مهاراتك ومهارات فريقك في مجال التسويق الرقمي.

الإحساس بالضعف يولِّد الإبداع:

لقد تعرفتُ أوَّل مرَّةٍ على تأثير الإحساس بالضعف بعد حديث شهير للدكتورة برين براون (Brene Brown) على منصة "تيد" (TED)؛ حيث عرَّفت الإحساس بالضعف بأنَّه "الشعور بالحيرة وانعدام الأمان وانكشاف العواطف"، كما وصفته بأنَّه "منبع الحب والانتماء والسعادة والشجاعة والتعاطف والإبداع"، ومن هنا، تعلَّمتُ أنَّ ثقافة العمل القائمة على الإحساس بالضعف تولِّد ثقافة الإبداع؛ أوَليس الإبداع هو جوهر عملنا في مجال تحسين محركات البحث؟

تشجِّعنا ثقافة العمل القائمة على الإحساس بالضعف على المجازفة، والتعلُّم من أخطائنا، ومشاركة آرائنا، وتحقيق النتائج المثلى لعملائنا؛ ففي ظل عالم التسويق الرقمي سريع الخطى، لا يمكننا تحقيق نتائج مثالية باستخدام أساليب عفا عليها الزمن؛ بل أفضل مسار للعمل هو المجازفة، وارتكاب الأخطاء، والتعلُّم منها، ومشاركة آرائنا مع الآخرين، كما علينا أن نتعلَّم من أولئك الذين يفوقوننا خبرةً، وأن نشارك ما نعرفه مع مَن هم أقل خبرة؛ أي بعبارة أخرى، ينبغي أن نُظهر ضعفنا.

إليك فيما يلي أربع طرائق يمكنك من خلالها إنشاء ثقافة عمل قائمة على الإحساس بالضعف؛ فسواء كنت مديراً أم لم تكن، يمكنك التأثير في ثقافة فريقك.

1. السماح لشخص آخر بأن يراجِع مشروعك:

هل انتهيت للتو من إنجاز مشروع هام لعميلك بعد أن قضيت ساعات تبحث وتطبِّق أفكاراً لتخرج بصفحة مثالية؟ حان الوقت لأن تطلب من شخص ما أن ينقد ما أنجزته، ورغم أنَّ الأمر يبدو بسيطاً، إلا أنَّه يمكن أن يُحدث فارقاً كبيراً في تعزيز ثقافة قائمة على الإبداع، كما يصعب للغاية تحقيقه على أرض الواقع.

ينبغي أن يكون كل مشروع أو مهمة تنجزها - كبيرةً كانت أم صغيرة - أفضل ما يمكن أن يقدِّمه فريقك؛ ولكن في كثير من الأحيان، يعمل أعضاء الفريق بمعزل عن بعضهم بعضاً، وينجزون المشاريع دون أن يطلبوا أو يتلقُّوا أي تغذية راجعة بناءة من زملائهم قبل إرسالها إلى العميل؛ فنقدِّم بذلك لعملائنا أفضل عمل من منظور شخص واحد بدلاً من منظور فريق بأكمله.

نحن جميعاً نعمل مع فريق متنوع يتمتع كل فرد فيه بمستويات متفاوتة من الخبرات، ويحمل على عاتقه أنواعاً مختلفةً من المسؤوليات؛ فلا بدَّ أن يضيف شخص من فريقك إلى مشروعك أمراً لم يخطر ببالك من قبل؛ لذا فإنَّ تلقِّي تغذيتهم الراجعة تعني أنَّ كل مشروع تنهيه أو مهمة تنجزها هي أفضل ما يمكن أن يقدِّمه فريقك لعملائك.

ومع ذلك، تذكَّر أنَّ التغذية الراجعة البنَّاءة تنطوي على أكثر من مجرد إجراء شخص ما "ضمان الجودة " على عملك؛ فبحسب خبرتي، يعني إجراء "ضمان الجودة" أن يطَّلع ذلك الشخص اطِّلاعاً لا يكاد يُذكَر على ما أرسلته له ويوافق عليه؛ ولكن لا يكون تفحُّص الآخرين لعملك، وتقديم التغذية الراجعة مفيداً إلا إذا تم بصورة صحيحة.

على سبيل المثال، لنفترض أنَّك قد انتهيت للتو من كتابة وتحرير محتوى لنشره في صفحة ما، واستجمعت شجاعتك وطلبت من أحدهم أن يُجري ضمان جودة على عملك؛ فبدلاً من مجرد إرساله ليراجعه، ويتأكد من أنَّك أتممت كل شيء بصورة صحيحة، جرِّب أن ترسل له تعليمات تفصيلية، كأن تطلب منه أن يعطيك 15 دقيقةً من وقته لتدقيق رابط حررته للتو، ومراجعة عنوان الصفحة والوصف تحديداً؛ وذلك لأنَّ العميل أكَّد على أهميتهما، وتود أن تتأكد من أنَّك أنجزتهما بصورة صحيحة.

في كثير من الحالات، لا ضرورة لأن ينظِّم مديرك لقاءك مع زميلك نيابةً عنك؛ بل يمكنك أن ترتِّب لذلك بنفسك؛ فقبل الانتهاء من إنجاز مشروع أو مَهمة، اتَّفِق على العمل مع أحد أفراد الفريق، واطلب منه المساعدة في تدقيق عملك، وإذا كنت تخشى أن تأخذ الكثير من وقته، اعرِض عليه تدقيق بعض من عمله حينما يحتاج إلى ذلك أيضاً.

نصيحة خبير:

ستحقق نجاحاً وثباتاً كبيرَين حينما تجعل إجراء اجتماع "ضمان الجودة" جزءاً لا يتجزأ من عملية إنجاز مشاريعك الكبيرة، كنقل موقع إلى نظام "https"، أو إجراء تدقيق شامل.

قبل ستة أشهر، كُلِّفتُ بإجراء تدقيق لموقع إلكتروني خاص بعميل رفيع المستوى؛ فقد أُعدَّ العرض التقديمي مسبقاً والذي كان يتضمن أكثر من 100 شريحة تشمل جميع الحلول التقنية والتوصيات؛ فأنا أشعر عادةً بالارتياح عند تقديم عرض للعملاء، ولكن كان ينتابني التوتر بشأن تقديم مثل هذه التفاصيل التقنية إلى هذا العميل بالذات.

ولكن من حسن حظي أنَّ فريقي كان معتاداً على إجراء اجتماعات "ضمان الجودة" مستفيضة لمثل هذه المشاريع؛ حيث اجتمع فريقي المؤلَّف من ستة أفراد، وقدَّمتُ إليهم العرض كما لو كانوا العميل، لقد شعرت بإحراج شديد في البداية؛ وذلك لأنَّ كل فرد من أفراد فريقي (والذين أكنُّ لهم احتراماً كبيراً) يدوِّنون ملاحظات عن كل خطأ صغير أرتكبه.

لقد انتهيتُ من تقديم العرض إلى فريقي بعد مضي ساعة عصيبة للغاية، وكنتُ مستعداً لتلقي التغذية الراجعة؛ فقد طننت أنَّني سأتلقَّى ملاحظات قاسية للغاية، ولكنَّ ذلك لم يحدث؛ نظراً لأنَّ فريقي كان خبيراً في تقديم التغذية الراجعة لكثرة ما قدَّموه في الماضي؛ فقد كانوا في قمة الاحترام، والأهم من ذلك أنَّهم ساعدوني كثيراً؛ حيث قدَّموا لي نصائح حول كيفية شرح التوافق (canonicalization) شرحاً أفضل، وساعدوني في تغيير بعض التصورات، وقدَّموا لي تغذيةً راجعةً إيجابيةً عزَّزت ثقتي بنفسي في تقديم العرض إلى العميل في وقت لاحق من ذلك الأسبوع.

حينما تطلب الفِرَق التغذية الراجعة وتتلقَّاها باستمرار، فلا يؤدي ذلك إلى تحسين جودة عملهم فحسب؛ بل يخلق ثقافة عمل لا يخشى فيها أعضاء الفريق طلب المساعدة؛ فالثقافة القائمة على الخوف تُعدُّ ثقافةً سامةً وتُضعِف روح الفريق؛ حيث سيؤثِّر ذلك سلباً في الجودة الإجمالية لعمل فريقك في نهاية المطاف، وعلى الجانب الآخر، ستؤدي ثقافة العمل التي يطلب فيها الفريق المساعدة بكل أريحية إلى تعزيز جودة الخدمات التي يقدِّمونها، وتوفير بيئة عمل جماعية وآمنة وممتعة.

2. عقد اجتماع لمدة نصف يوم يمارس فيه جميع أفراد الفريق العصف الذهني:

غالباً ما يكون إعداد استراتيجيات لتحسين المواقع الإلكترونية أو حل المشكلات من أكثر الأمور التي يمكن أن يقوم بها خبير تحسين محركات البحث متعةً؛ وبقدر ما هو ممتع أن تفعل ذلك بنفسك، إلا أنَّ  تعاون الفريق معاً سيعود بنتائج مفيدة للغاية.

يعقد فريقي اجتماعاً مرتين كل عام لمدة نصف يوم يمارسون فيه العصف الذهني للخروج باستراتيجيات لحل مشكلاتهم؛ حيث يتحدث كل فرد منهم لحوالي ساعتين عن مسألة يواجه صعوبةً في حلها، مثل: تحسين أداء الموقع، أو التواصل مع العميل، أو تطوير الاستراتيجية، أو غيرها، ويطلب المساعدة من بقية أعضاء الفريق، فيتعمَّق الفريق معاً في تفاصيل هذه المسألة ليتمكنوا من الإجابة عن الأسئلة، وحل المشكلات، ويتطلب تحقيق أقصى استفادة من هذا الاجتماع قليلاً من الإعداد المسبق من قِبَل كل من المدير والفريق.

إليك فيما يلي لمحةً عامةً رفيعة المستوى عما أقوم به:

- قبل الاجتماع

يحصل كل فرد من الفريق على ورقةٍ يدوِّن فيها مشكلته تدويناً مفصَّلاً؛ حيث يجيبون عن الأسئلة الخمسة الآتية:

  • ما هي المشكلة الأساسية التي تحاول حلها؟
  • ما هي الأمور التي بحثت عنها أو جربت تطبيقها بالفعل؟
  • ما هي الأمور التي لم تجرِّب تطبيقها، ولكنَّك تعتقد أنَّها قد تساعدك؟
  • في أي سياقٍ آخر يمكن أن تُحَلَّ هذه المشكلة؟

بعد أن يملأ كل فرد ورقته، أُشاركها مع الفريق قبل يوم أو يومين من عقد الاجتماع للاطلاع على المشكلات، وإعداد أفكارٍ لطرحها في يوم الاجتماع.

- يوم الاجتماع

يأخذ كل فرد من فريق العمل حوالي ساعة لمناقشة مشكلته؛ ليبدأ الفريق بعدها في حلها؛ حيث يناقشون الأفكار، ويتعمَّقون في موضوعات التحليلات أو الأكواد لحل المشكلة، والذي يُعدُّ هدف فريق العمل، وبمجرد حل المشكلة، يُعيد الشخص الذي يواجهها قراءة جميع الحلول أو الأفكار التي طرحَها الفريق، فقد لا يستغرق الوصول إلى حل ساعةً كاملة؛ ولكن سواء استغرق الأمر الوقت بأكمله أم لا، يطرح بعدها فرد آخر من أفراد الفريق مشكلته، ليعمل الفريق على حلها مجدداً.

بعض النصائح المفيدة:

  • قد يتعيَّن عليك تقسيم الفريق إلى 3 أو 5 مجموعات صغيرة وفقاً لعدد الأفراد.
  • قد تشعر بالميل إلى تخصيص أكثر من ساعة، ولكنَّ ذلك لا ينجح من واقع خبرتي؛ فقد يساعد الضغط الناتج عن حل مشكلة ما خلال فترة زمنية محدودة على إثارة الإبداع.

يُعدُّ هذا الاجتماع أحد أكثر الطرائق التي يمارس فريقي من خلالها شعور الضعف فاعليةً، والذي يؤدي إلى انسياب الإبداع تلقائياً؛ فالاجتماع مُصمَّمٌ بطريقة يتمتع فيها كل فرد من أفراد الفريق بأسلوب لتقديم التغذية الراجعة وتلقِّيها.

وخلال تجربتي، كان كل محلِّل منفتح على الأفكار الجديدة، ويُصغي باهتمام ليفهم الطرائق التي يمكن أن تحسِّن وتطوِّر عمله؛ وبهذا سيستفيد العملاء من المعلومات التي يمتلكها الفريق بأكمله بدلاً من معلومات فرد واحد.

3. التماس تغذية راجعة مميزة من فريقك

إنَّ هذه الخطوة لا تناسب ضعاف القلوب؛ فإذا كنت تواجه صعوبةً في أن تطلب من شخص ما إجراء "ضمان الجودة" لعملك، أو أن تقدِّم عرضاً تقديمياً أمام فريقك، فلعلَّك ستواجه صعوبةً أكثر في تطبيق هذه الخطوة؛ لذا أعقد اجتماعاً خاصاً مع فريقي مرةً كل عام؛ حيث يهدف إلى توفير مساحة آمنة تتيح للموظفين تقديم تغذية راجعة لي؛ فيجتمع الفريق بدوني ويملؤون ورقة عمل - دون ذكر أسمائهم - يخبرونني فيها عن السلوكات التي يودُّون أن أبدأ، أو أتوقف، أو أستمر في فعلها.

لعلَّك تتساءل عن السبب الذي يجبرني على إجراء هذا الأمر؛ إلا أنَّ كونك خبير في مجال تحسين محركات البحث ينطوي على أكثر من مجرد التمتع بالخبرة في هذا المجال؛ فلا أحد منا يعمل بمعزل عن غيره؛ بل جميعنا جزء من فريق ونتفاعل مع العملاء ولدينا توقعات من مدرائنا؛ أي أنَّ عملنا لا يقتصر على إجراء عمليات تدقيق تقنية أو تعديلات على المواقع فحسب؛ بل يتمحور أيضاً حول طريقة تواصلنا وتفاعلنا مع مَن حولنا.

يهدف هذا الاجتماع الخاص إلى التركيز تركيزاً أكبر على خصائصنا وسلوكاتنا واستراتيجياتنا ومهاراتنا في مجال تحسين محركات البحث، والتأكد من أنَّنا نُتقن مهاراتنا ونتقبَّل جميع أنواع التغذية الراجعة بعقل منفتح لتنمية أنفسنا.

كيف تنظِّم اجتماعاً يعطي الفريق لك فيه تغذيتهم الراجعة في 4 خطوات؟

  • تجمع الفريق معاً لمدة ساعة، ثم تغادر الغرفة بعد إعطائهم التعليمات الأولية، بحيث يبقى الموظفون وحدهم معاً لمدة 45 دقيقة.
  • يسجِّل الفريق السلوكات التي يودون أن تبدأ، أو تتوقف، أو تستمر في فعلها على سبورة بيضاء أو باستخدام وسيلة رقمية؛ حيث يتناقشون في الأمر معاً مع اختيار شخص واحد ليدوِّن ما يخرجون به من أفكار.
  • ليس بالضرورة أن يتفق جميع أفراد الفريق على السلوكات التي يحددونها، ولكن ينبغي أن يوافق معظمهم عليها، وعلى الجانب الآخر، لا يجب أن يدوِّن كل واحدٍ منهم سلوكاتٍ وحده، ثمَّ يقوموا بجمعها لمجرد إنشاء قائمة طويلة.
  • وبعد انتهاء الوقت، تعود إلى الغرفة ليخبرك الفريق على مدار الـ 15 دقيقة التالية بما ناقشوه.

3 نصائح مفيدة عليك أن تتذكرها:

  • حينما تتلقى التغذية الراجعة من فريقك، إما اشكرهم أو اطرح عليهم أسئلةً لتوضيح نقطة ما.
  • ينبغي أن تكون التغذية الراجعة متعلقةً بك وليس بالعمل.
  • كرر إجراء اجتماعات كهذه، وسيتقن الفريق تقديم التغذية الراجعة مع مرور الوقت.

إليك فيما يلي مثالاً لما كتبه فريقي في المرة الأولى التي أجريتُ فيها هذا الاجتماع:

ابدأ بـ

توقف عن

استمر في

إدراج جميع مهام الفريق في قوائم، مع ذكر الموعد المحدد لتسليمها.  

التأخر عن الاجتماعات مع العملاء.

إخضاعنا للمساءلة.

المبادرة أكثر في تقديم التغذية الراجعة البناءة.

 

إخبارنا بما تتوقعه منا.

حضور الاجتماعات التي تقدِّم العملاء لأول مرة ليتعرفوا عليك.

 

الإصغاء إلى التغذية الراجعة التي نقدِّمها، وتقديرنا.

تفويض المهام إلينا كلما أمكن.

 

دعمنا ومتابعة الأمور.

 

دعني أوضِّح سبب أهمية هذا الاجتماع:

  • يمكن أن يتناقش الفريق بكل صراحة ودون أي تردد حينما لا تكون معهم.
  • إنَّ تعاون أفراد الفريق معاً والإجماع على التغذية الراجعة قبل تدوينها يضمن أنَّها رأي الفريق بأكمله، وليس رأي فرد واحد فحسب.
  • حينما أترك الفريق ليقوموا بالأمر بدوني، أُريهم بأنَّني أثق بهم وأقدِّر التغذية الراجعة التي يقدِّمونها.
  • حينما أعود إلى الغرفة، أُصغي باهتمام، وأستفهم عن بعض النقاط، ولكن دون أي جدال؛ مما يساعد في تقديم مثال يُحتذى به عن كيفية تقبُّل التغذية الراجعة من الآخرين.
  • إنَّ أفضل ما في الأمر هو أنَّه أصبح لدي الآن تغذية راجعةتساعدني في أن أُنمِّي شخصيتي كمدير؛ كما أؤكد على فكرة أنَّني أُقدِّر التغذية الراجعة التي يقدِّمها فريقي وأنَّني على استعداد للتغيير والنمو من خلال تنفيذ بعض اقتراحاتهم.

لا يقتصر إجراء هذا الاجتماع على المدراء فحسب؛ بل يمكن أن ينظِّمه أفراد الفريق بأنفسهم؛ حيث يمكنك أن تطلب من مديرك إجراء هذا التدريب معك؛ وإذا كنت شجاعاً بما يكفي، فيمكنك أن تطلب من زملائك في الفريق تقديم تغذية راجعة لك أيضاً.

4. عقد اجتماع فريق لمناقشة ما تعلَّمته مؤخراً

حتى الآن، ركَّزنا تركيزاً أساسياً على كيفية طلب التغذية الراجعة لمساعدتك في تنمية ثقافة قائمة على الإبداع؛ وأما في هذا القسم الأخير، سنركِّز أكثر على كيفية مشاركة ما تعلَّمته للمساعدة في الحفاظ على ثقافة الإبداع.

لعلَّ روتينك اليومي يتضمن ما يأتي: تصل إلى العمل، ثم تطَّلع على آخر أخبار الشركة، وتراجع أداء العملاء، لتنتقل بعدها إلى قائمة مهامك، وتتحقَّق من الاختبارات التي تُجريها، ثم تُجري تعديلات عليها، وهكذا إلى أن يمضي يومك؛ إلَّا أنَّ الحلقة المفقودة في روتيننا هذا هي روح التعاون؛ فالفكرة التي أحاول إيصالها في هذه المقالة هي أنَّنا بحاجة إلى العمل معاً كي نتمكن من تحقيق أفضل النتائج؛ لذا عليك أن تشارك أي أخبار جديدة تقرؤها عن مجال العمل أو أي أمر تلاحظه في أداء العميل مع أعضاء الفريق.

ولتحقيق ذلك، يعقد فريقي اجتماعاً كل أسبوعين لمدة ساعة ونصف؛ حيث نشارك ما في جعبتنا من معلومات، من خلال الإجابة عن الأسئلة الأربعة الآتية:

1. ما هو الأمر المثير للاهتمام الذي قرأت عنه أو اكتشفته في مجال العمل؟

قد تكون الإجابة عن هذا السؤال بسيطةً للغاية، كمشاركة مقالة قرأتها في مدونة أو مناقشة بحثٍ أو اختبارٍ أجريته لعميل؛ فالهدف من ذلك هو إظهار مساهمة كل فرد من أفراد الفريق في مجال تحسين محركات البحث، ومشاركة ما يعرفه مع الفريق.

2. ما هو العمل الذي تنجزه حالياً ومتحمِّس للقيام به؟

نحن جميعاً نحب أن نتحدَّث بإسهاب عن تدقيق ممتع نجريه على موقع ما، أو تحليل المحتوى الذي قضينا أسابيع في إنشائه؛ لذا هذا هو الوقت المناسب لتشارك الأمور التي تحبها في عملك.

3. ما هي المشكلات التي تعمل على حلها؟

إنَّ هذا هو الجزء الوحيد من الاجتماع الذي نتحدث فيه عن المشكلات التي نواجه صعوبةً في حلها؛ ولكنَّه يُعدُّ جزءاً هاماً للغاية.

4. ما هي المشكلات التي حللتها؟

يمتلك كل فرد من أفراد الفريق هنا فرصةً لمشاركة المشكلات التي حلَّها وتغلَّب عليها.

في الختام

يُعدُّ الإبداع جوهر عمل خبراء تحسين محركات البحث؛ إذ علينا أن نستمر في توسيع آفاقنا كي نتمكن من تطوير عملنا، وتقديم أداء مميز لعملائنا، ويتطلب تحقيق ذلك قدرتنا على تلقِّي المساعدة من الآخرين وتقديمها لهم؛ وعندها فقط سيسطع نجمنا في ظل ثقافة تتيح لنا ممارسة الشعور بالضعف بكل أمان والإبداع دون أي تردد.