تطوِّرُ الشركات باستمرار رسائل المهمَّة وقصص العلامات التجارية، فيشرحون من خلالها للعملاء المحتملين أو الشركاء الهدف من وجودهم؛ إذ تؤكِّد هذه البيانات على المعتقدات والقِيَم الأساسية للمنظمة، وترسِّخ رؤيتها ورسالتها على الأمد الطويل.
بصفتك شخصاً مهنياً، من الضروري اكتساب العقلية ذاتها، وتصوير نفسك بصورة إيجابية للعملاء المحتملين وشركاء الأعمال وغيرهم تماماً كما تفعل الشركات، ومن أسهل الطرائق لتحديد نقاط قوتك ورسالة مهمتك وأهدافك هي إنشاء قصة علامة تجارية شخصية صادقة.
غالباً ما تكون قصة علامتك التجارية الشخصية عبارة عن وصف شامل لرؤية واضحة سواء على الأمد القصير أم الطويل، تركِّز فيها على النقاط التي تهمُّك. ينشئ المتميِّزون في جميع المجالات قصة العلامة التجارية الشخصية، مثلما يحدِّدون الرؤية والأهداف، فإذا أردتَ أنت أيضاً ذلك، إليك كيفية كتابة قصة علامة تجارية شخصية صادقة، وإحداث تأثير إيجابي.
ما هي قصة العلامة التجارية الشخصية؟
قصة العلامة التجارية الشخصية هي قصة مترابطة تتضمن الحقائق والمشاعر المرتبطة بك أو بعلامتك التجارية أو بمشروعك، فهي تحدِّد غاية جوهرية، إلى جانب المعتقدات والأهداف الشخصية ومجموعة من الأهداف قصيرة وطويلة الأمد التي تجسِّد تلك القِيَم.
وغالباً ما تكون قصة العلامة التجارية الشخصية الصادقة عبارة عن رسالة قصيرة من بضع جمل، تحدِّد فيها توجُّه علامتك التجارية.
أهمية قصة العلامة التجارية الشخصية
يركِّز إنشاء قصة العلامة التجارية الشخصية الصادقة على الأهداف قصيرة وطويلة الأمد، كما أنَّه طريقة فعَّالة لتحديد غاية هادفة تستطيع من خلالها الشعور بمزيد من الثقة، وتؤثر تأثيراً إيجابياً في مستقبلك. أمَّا إذا كنت تعاني من متلازمة المحتال (imposter syndrome)، فيمكنك الرجوع إلى قصة علامتك التجارية الشخصية لتعيد الارتباط بهدفك ودوافعك العميقة.
4 خطوات لكتابة قصة علامة تجارية شخصية صادقة تدعم أهدافك
سنستعرض فيما يأتي 4 خطوات لكتابة قصة علامة تجارية شخصية صادقة تتوافق مع قِيَمك ومعتقداتك وتدعم أهدافك:
1. تحديد الأهداف
ركِّزْ على الأهداف التي تعبِّر عن قِيَمك ومعتقداتك. يتطلب الأمر الاستبطان وعدم الانشغال بالأهداف التي يريد الآخرون منك تحقيقها، والحرص على أن تكون أهدافك حقيقية وتمنحك إحساساً بالهدف. حدِّد أهدافاً وخططاً تدفعك خارج منطقة راحتك، شرط أن تكون واقعية.
أصغِ إلى الآخرين واستفِدْ منهم لإنشاء أهداف قائمة على تقديم القيمة، واكتشِفْ ما إذا كانوا يشيرون باستمرار إلى مجال يمكنك تطويره، وانظُرْ في عمل منافسيك، وما إذا كانت هناك توجُّهات في السوق الذي يعملون فيه يمكنك الاستفادة منها. استفِدْ من جميع هذه الأمور لتحدِّد هويتك والقِيَم التي تمثِّلها.
2. تحديد الرؤية
حافِظْ على هويتك بعد تحديدها عبر تحديد رؤية واضحة، وسجِّل بعض الأمور التي تهمُّك، وفكِّرْ فيما يثير شغفك، والقيم والمعتقدات التي تحملها، وفكِّرْ فيما يلهمك، ونقاط القوة والضعف والآمال والأهداف التي تملكها، وما يحدِّد نجاحك في حياتك، وطريقتك في قياسه، والأمور التي تواجه صعوبة فيها. فكِّر في جوانب من حياتك مثل:
- الجانب المهني: ما هي الطموحات المهنية التي ستحقِّقها؟
- الجانب المالي: ما هو مقدار المال الذي تتمنى أن تجنيه في وقت معيَّن وليكن خمس سنوات؟
- الجانب التعليمي: هل ثمَّة معرفة محدَّدة تأمل في اكتسابها؟
- الجانب العائلي: ما هي أهدافك فيما يخص العائلة؟
- الجانب السلوكي: هل تأمل في تغيير طريقة تفكيرك؟
- الجانب الجسدي: هل تود التمتُّع بصحة أفضل أو تحقيق هدف متعلق بالرياضة؟
3. تحديد الجمهور
لا قيمة لقصة العلامة التجارية مهما كانت جيِّدة ما لم يكن هناك جمهور يقرؤها أو يصغي إليها؛ لذا طبِّقْ القِيَم التي حدَّدتها في الخطوة الثانية، وستترك قصة علامتك التجارية الشخصية أثراً في نفوس الجمهور الذي يحمل قِيَم أو معتقدات مماثلة.
وضِّحْ كيف يمكنك إفادة هؤلاء الناس، فربما تكون مهتماً بالظلم الاجتماعي ولديك خبرة في العلاقات الإعلامية، وقد يكون جمهورك مهتماً أيضاً بالظلم الاجتماعي، فتحملون بذلك معتقدات مشتركة، أو يؤمنون بالمساواة، فتكون لديكم قيمة مشتركة.
مهما كان الأمر، احرُصْ على أن تكون رسالتك واضحة وسهلة الفهم ومكتوبة بإيجاز، وتجنَّبْ إرباك القرَّاء بجمل غريبة.
4. تحديد التخصُّص
ستعزِّز قصة العلامة التجارية الشخصية حين تحدِّد تخصصك أكثر بعد تحديد هويتك وجمهورك؛ إذ يجب أن يتكوَّن تخصُّصك من نقاط قوتك والسمات التي تميِّزك وتفرُّدك وما يرغب به جمهورك، وهي الطريقة التي تتشكَّل من خلالها أقوى العلامات التجارية. عند كتابة قصة علامتك التجارية الشخصية، ابحث عن شيء يؤثر في جمهورك، واعمل عليه.
إنَّ كتابة قصة علامة تجارية شخصية صادقة ما هي إلَّا إحدى الأساليب التي يمكنك من خلالها إحداث تأثير دائم في العالم، بالإضافة إلى أنَّها قصة شخصية؛ أي لا يجب أن تكتبها ثمَّ تنسى أمرها؛ بل عليك مراجعتها باستمرار، والعودة إليها للحصول على التوجيه والإلهام. يمكنك وضع خطة لمراجعتها وتجديدها سنوياً إذا كان ذلك يناسبك.
في الختام
تُعدُّ كتابة قصة العلامة التجارية الشخصية خطوة هامة لتحقيق تميُّز مهني وترك أثر إيجابي ومستدام في حياة الآخرين. يمكنك من خلالها تحديد رؤيتك، وقِيَمك، وأهدافك بوضوح، وبناء الثقة والاتساق في مسيرتك المهنية.
سيتيح لك إنشاء قصة شخصية صادقة ومؤثِّرة التواصل مع جمهور يقاسمك القِيَم والأهداف، ممَّا يُعزز من فرص نجاحك وتأثيرك. تذكَّر أنَّ هذه القصة ليست ثابتة؛ بل هي دائمة التطور والتجديد لتواكب تطلعاتك وطموحاتك، ممَّا يجعلها مرجعاً دائماً يلهمك في كل مرحلة من حياتك.