تسير أمور عملك على وسائل التواصل الاجتماعي على ما يرام؛ إذ ازداد التفاعل معك، وتؤدي حملاتك المدفوعة أداءً جيداً، وقد راجت وسوم علامتك التجارية لفترة على موقع "تويتر" (Twitter)، وقد زاد هذا عدد متابعيك بمقدار 5 آلاف؛ لكن فجأة، في مساء أحد الأيام قبل أن تسجل الخروج بعد يوم آخر ناجح شكرت خلاله مؤثراً على ذكر منتجك ذكراً نافعاً لكَ، تلاحظ ارتفاعاً في عدد الإشارات إلى حسابك، ويبدو أنَّ الناس مستاؤون من بعض الرسائل التي نشرتها للتو.

تلقي نظرة على منشوراتك وترى أنَّ هناك مجموعة من التغريدات المسيئة، وتهلع، وتتساءل ما إذا كان شخص ينشر على الحساب عن طريق الخطأ، أم أنَّ مدير حسابات وسائل التواصل الاجتماعي أُصيب بالجنون؛ لكن بعد بضع دقائق من التصفح، تدرك أنَّ أحدهم اخترق حسابك على موقع "تويتر" (Twitter).

هذا السيناريو ليس مستحيلاً؛ إذ عانت العلامات التجارية الكبرى من أزمات مثل هذه على وسائل التواصل الاجتماعي كثيراً في الماضي، على سبيل المثال، استولى المخترقون على صفحة شركة "كرايولا" (Crayola) على "فيسبوك" (Facebook)، ونشروا روابط مواقع غير لائقة.

يُعَدُّ اختراق حساباتك على وسائل التواصل الاجتماعي خطراً حقيقياً يمكن أن يكون له آثار كارثية في حضور علامتك التجارية عبر الإنترنت، ولكنَّ تعزيز أمان الوسائط الاجتماعية ليس أمراً معقداً كما قد تعتقد. في الواقع، إذا اتبعت النصائح الثلاث الموضحة أدناه، فستتمكن من تجنُّب حوادث أمن الشبكات الاجتماعية التي يمكن أن تسبب الإحراج لعلامتك التجارية وتسيء إلى مجتمعك على الإنترنت:

1. احذر من عمليات التصيد الاحتيالي

"التصيد الاحتيالي" هو محاولة للحصول على اسم مستعمل الحساب والبريد الإلكتروني وكلمة المرور من خلال انتحال هوية كيان موثوق به عبر الإنترنت، وفي كثير من الأحيان ينشئ المحتالون صفحة تسجيل دخول تبدو تماماً مثل الصفحات الحقيقية المُخوَّلة بجمع بياناتك.

يُعَدُّ التصيد الاحتيالي أحد أكثر الطرائق شيوعاً لاختراق الحسابات عبر الإنترنت، خاصة حسابات وسائل التواصل الاجتماعي؛ لذا كن حذراً عند النقر فوق الروابط غير المرغوب فيها التي تصلك في رسائل خاصة أو ردود أو تعليقات.

إذا نقرت على رابط ووصلت إلى صفحة تطالبك بإعادة تسجيل الدخول إلى حسابك أو إدخال بياناتك لمشاهدة محتوى حصري، فلا تكتب اسم المستعمل وكلمة المرور، عوضاً عن ذلك، افتح نافذة أخرى واكتب عنوان الموقع الإلكتروني يدوياً لتعرف ما إذا كان يجب عليك حقاً إعادة تسجيل الدخول، وفي أغلب الأحوال لن تحتاج إلى ذلك، وستكون قد تفاديت خدعة.

2. أنشئ كلمات مرور قوية

سواء كان لديك جمهور يبلغ ألفي متابع أم مليوني متابع، فإنَّ اختراق حساباتك على وسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يضر بعلامتك التجارية، على سبيل المثال، بعد أن استولى أحدهم على حساب شركة "برغر كينغ" (King Burger) على موقع "تويتر" (Twitter) في عام 2013 ونشر تغريدات مسيئة وادعى أنَّ شركة "ماكدونالدز" (McDonalds) استحوذت عليها، نشرت شركة "تويتر" (Twitter) منشوراً على مدونتها تذكر فيه العلامات التجارية والمستعملين بأن يختاروا كلمة المرور بذكاء.

قد تبدو هذه النصيحة بديهية، ولكنَّك ستندهش من عدد الأشخاص الذين ينشئون كلمات مرور يسهل اكتشافها، أو يعطونها للآخرين. هناك مكونان رئيسان لأمان كلمة المرور، هما القوة والتميز.

يُحدد قوة كلمة المرور عوامل عدة، على سبيل المثال، تعد "كلمة سر 123" (Password123) كلمة مرور ضعيفة، ويستعملها كثيرٌ من الناس، وقد يبدو اسم حيوانك الأليف بالإضافة إلى تاريخ ميلادك فكرة حكيمة، ولكن إذا كنت تستعمل وسائل التواصل الاجتماعي، فعلى الأرجح سيتمكن الناس من معرفة اسم حيوانك الأليف بالإضافة إلى تاريخ ميلادك.

تحتوي كلمة المرور القوية عادةً على مزيج من الأحرف الكبرى والصغرى والأرقام والرموز، كما يساعد طول كلمة المرور على زيادة قوَّتها، وكلما زاد عدد الأحرف الموجودة في كلمة المرور، أصبحت أقوى.

تميُّز كلمة المرور أمر بالغ الأهمية أيضاً؛ إذ إنَّ استعمال كلمة المرور نفسها على مواقع متعددة، حتى لو كانت قوية، يترك حساباتك عرضة للهجمات؛ على سبيل المثال، عندما اخترق القراصنة حسابات على منصة "دروبوكس" (Dropbox) في أواخر عام 2014، لم يكن السبب الرئيس هو اختراق المنصة بحد ذاتها؛ بل لأنَّ أصحاب الحسابات كانوا قد استعملوا كلمة المرور نفسها في مكان آخر.

إعادة استعمال كلمة المرور قرار خطير، ويزيد من احتمال اختراق القراصنة لحساباتك، بوصفه بديلاً لذلك، ضع في حسبانك استعمال برامج مدير كلمات مرور مثل "لاستباس" (LastPass) أو "1باسوورد" (1Password) أو "نورتون أيدينتتي سيف" (Norton Identity Safe) للمساعدة على إنشاء كلمات مرور قوية ومميزة دون الحاجة إلى تذكرها.

3. استعمل خاصية المصادقة الثنائية

حتى بعد فهم كيفية حصول عمليات التصيد الاحتيالي وكيفية إنشاء كلمات مرور قوية ومميزة، ما يزال في إمكان قرصان بارع اختراق حسابات علامتك التجارية على وسائل التواصل الاجتماعي.

لحسن الحظ، تقدِّم العديد من خدمات وسائل التواصل الاجتماعي ميزات أمان إضافية قد لا تكون على دراية بها، واحدة من أكثرها فاعلية هي المصادقة الثنائية (two-factor authentication)، التي يشار إليها أيضاً باسم "موافقات تسجيل الدخول" (Login Approvals) على موقع "فيسبوك" (Facebook) أو "التحقق بخطوتين" (Two-Step Verification) على موقع "تويتر" (Twitter).

عادةً عند تسجيل الدخول إلى موقع إلكتروني، يُطلب منك إدخال كلمة مرور حسابك، وهي الخطوة الأولى والوحيدة المطلوبة لتسجيل الدخول، لكن بعد تمكين التحقق بخطوتين، فإنَّ خدمات مثل موقع "فيسبوك" (Facebook) وموقع "تويتر" (Twitter) سترسل رمز تحقق إلى هاتفك المحمول برسالة نصية، أو ستعرض الرمز داخل التطبيق نفسه، وستطلب منك بعد ذلك كتابة رمز التحقق هذا قبل أن تتمكن من تسجيل الدخول.

تتمثل إحدى التحديات الرئيسة في المصادقة الثنائية في أنَّك قادر فقط على تسجيل رقم هاتف جوال واحد لكل حساب تواصل اجتماعي؛ لذلك إذا كان هناك أشخاص عدة يديرون حساب علامتك التجارية على وسائل التواصل الاجتماعي فقد يمثِّل ذلك مشكلة.

لحسن الحظ، تقدِّم حلول إدارة الوسائط الاجتماعية مثل منصة "سبرينكلر" (Sprinklr) خيارَ مصادقة ثنائية مرتبطة بحساب المستعمل الفردي، بدلاً من حساب وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا يسهِّل على مديري وسائل التواصل الاجتماعي المتعددين إدارة معلومات كلمة المرور دون تعريض الحسابات للخطر.

تتمثل إحدى أفضل الطرائق لتأمين حساباتك الاجتماعية في التخلي عن الأسلوب القديم في تعامل فريقك مع المنصات الاجتماعية بحد ذاتها؛ لذا عوضاً عن ذلك، يجب على فريقك العمل على القنوات الاجتماعية لعلامتك التجارية عبر منصة لإدارة حسابات وسائل التواصل الاجتماعي تستعمل المصادقة الثنائية، وهذا سيعزز أمان حسابات وسائل التواصل الاجتماعي لعلامتك التجارية.

استعمل هذه النصائح لحماية حضور علامتك التجارية على وسائل التواصل الاجتماعي وعلاقتها بجمهورها.

لا يجب أن تمثل وسائل التواصل الاجتماعي خطراً على العلامات التجارية، وبعد أن تفهم ما هو التصيد الاحتيالي، وتنشئ كلمات مرور قوية ومميزة وتُفعِّل المصادقة الثنائية لحساباتك الاجتماعية، يمكنك أن تتأكَّد أنَّ حضور علامتك التجارية على وسائل التواصل الاجتماعي في أمان.