ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب "نيل باتيل" (Neil Patel)، ويُحدِّثنا فيه عن تجربته مع تحديث المحتوى القديم في موقعه، وعن فوائد ذلك.
توجد استراتيجية ستساعدك على الارتقاء بترتيب موقعك في صفحات نتائج البحث دون بذل جهد إضافي، فربما يحقق لك الاستمرار في الكتابة وإنتاج المزيد من المحتوى هذا الغرض، ولكنَّ هذا صعب ويستغرق وقتاً طويلاً، وبدلاً من ذلك، يمكنك تحديث المحتوى القديم؛ إذ يتطلب الأمر عملاً أقل ويقدم نتائج أسرع، وهذا يفيد عموماً استراتيجية تسويق المحتوى.
لزيادة فاعلية جهودك في تحسين محركات البحث وزيادة حجم البحث عن محتواك، بإمكانك تحديث محتواك القديم، فعندما تخبر "جوجل" (Google) أنَّ محتواك جديد، ستحصل على زيادة كبيرة في عدد الزيارات، وهذا سيجعل الجهود الضئيلة المطلوبة جهوداً مثمرة، وفي الواقع، اكتُشِف ذلك عندما أعلن "جوجل" عنه في عام 2011، وحينما أكدوا على أنَّ ذلك يدخل في العوامل التي تحدد ترتيباً في عام 2020.
سنناقش في هذا المقال كيف تعرف أنَّك بحاجة إلى تحديث المحتوى، وسنشارك أيضاً البيانات ذات الصلة التي جمعناها عند تحديث المحتوى من مدونتنا الخاصة، إضافة إلى 14 فائدة قد تحصل عليها بفضل تحديث محتواك القديم.
كيف تعرف أنَّ جزءاً من المحتوى يحتاج إلى تحديث؟
يظن معظمنا أنَّ العمل الذي ننشره هو دائماً أفضل عمل لنا، فقد يكون هذا صحيحاً في وقت النشر، ولكنَّ الأمور تتغير مع مرور الوقت، فخذ تحسين محركات البحث على سبيل المثال لترى كم تغير في آخر 10 أو 5 سنوات، وهذا ينطبق على العديد من الموضوعات والتخصصات الأخرى؛ إذ توجد بعض الإشارات التي تدل على أنَّ محتواك بحاجة إلى تحديث، ومنها:
- توفُّر معلومات جديدة: احرص على تحديث المقالات بانتظام (كل ستة أشهر أو نحو ذلك) بإضافة دراسات وأبحاث جديدة وأحدث الروابط الخلفية إليها، وقد تتغير الموضوعات بسرعة مع مرور الوقت.
- فقدان الأهمية: إذا كانت مقالتك متخصِّصة (تتحدث مثلاً عن التباعد الاجتماعي في زمن الجائحة)، فقد تحتاج إلى تجديدها بالكامل أو حتى أرشفتها.
- ضعف الأداء: إذا كنت قد نشرت مقالتك منذ مدة طويلة ولاحظت تضاؤل التفاعل معها أو انخفاضاً في ترتيبك في صفحات نتائج البحث بالنسبة إلى كلمات مفتاحية معينة.
- القِدَم: بعد مرور زمن طويل على نشر المقالة، يصبح محتواها قديماً وروابطها الخلفية قديمة، فاحرص على تقييم محتواك مرة واحدة على الأقل كل عام حتى لا يراه قراؤك قديماً.
بالطبع، يمكنك تحديث محتواك وقتما تشاء، ولست بحاجة إلى سبب لتحديثه، لكن إذا كان أداؤه جيداً حالياً، فراقب التغييرات التي تجريها وتأثيرها في مقاييسك.
ما الذي تُظهِره لنا بياناتنا حول تحديث المحتوى؟
يعد تحديث المحتوى القديم أمراً هاماً، لكن ما هي الفوائد التي تجنيها بالضبط من تحديث محتواك دورياً؟ ألقِ نظرة على ثلاثة تحديثات خاصة بنا للمحتوى القديم ونتائجها.
1. تحقيق مركز متقدم في صفحة نتائج البحث: ما الذي حدَّثناه؟
حدَّث الفريق البيانات الوصفية لمواءمتها مع نية المستخدم، وحدَّث المحتوى ليتوافق مع المصطلحات الجديدة، وحدَّث أهداف الكلمات المفتاحية، ونشرنا المحتوى المُحدَّث في 7 آب/ أغسطس في عام 2022.
كيف أثر التحديث في مقاييسنا؟
يعرض الرسم البياني 16 شهراً من بيانات الأداء لهذا المقال تحديداً، فعندما أجرينا عملية التحديث، شهدنا تحسناً فورياً في الأداء، ففي السادس من آب/ أغسطس عام 2022 - قبل يوم واحد من تحديث المحتوى - حصلت المقالة على 134 نقرة، وفي الثامن من آب/ أغسطس عام 2022 - بعد يوم واحد من تحديث المحتوى - حصلت المقالة على 245 نقرة.
إذاً، ماذا عن مقاييس الأداء على الأمد الطويل؟ عندما ننظر إلى البيانات على مدار فترة زمنية معينة، نرى زيادة بنسبة 96% في النقرات، فالتحديث السابق - من 6 آذار/ مارس إلى 6 آب/ أغسطس - كان هناك 27783 نقرة على هذه الصفحة.
بعد التحديث - من 7 آب/ أغسطس إلى 7 كانون الثاني/ يناير - كان هناك 53755 نقرة على هذه الصفحة، وتشمل الانخفاضات التي نراها في الصورة قرب النهاية وقت الإجازة، وهذا سيؤثر في أداء المحتوى؛ وذلك بسبب إغلاق العديد من جهات التسويق والوكالات خلال فترة العطلة.
إضافةً إلى النقرات، قسنا أيضاً أداءنا من خلال تحليل الكلمات المفتاحية باستخدام أداة "سيمرش" (Semrush)، ففي تموز/ يوليو قبل التحديث، حصل هذا المقال على ترتيب بفضل 1924 كلمة مفتاحية، منها 53 كلمة مفتاحية حصل بفضلها المقال على ترتيب من 1-3 في صفحات نتائج البحث، ولقد شهدنا نمواً شبه فوري في الكلمات المفتاحية في آب/ أغسطس، مع زيادة تصل إلى 84 كلمة مفتاحية أدت إلى احتلال ترتيب من 1-3.
واصلنا تحقيق نمو في تشرين الأول/ أكتوبر (135 كلمة مفتاحية أدت إلى احتلال ترتيب من 1-3 من إجمالي 2229 كلمة مفتاحية)، وفي تشرين الثاني/ نوفمبر (144 كلمة مفتاحية أدت إلى احتلال ترتيب من 1-3 من إجمالي 2416 كلمة مفتاحية)، وفي كانون الأول/ ديسمبر (152 كلمة مفتاحية أدت إلى ترتيب من 1-3 من إجمالي 2555 كلمة مفتاحية).
2. الوصول إلى صفحة "فور يو" (For You) على تطبيق "تيك توك" (TikTok): ما الذي حدثناه؟
حدَّث الفريق البيانات الوصفية والمحتوى لتحديث المقال ومواءمته على نحو أفضل مع نية الباحث، ونشرنا التحديث في 9 آب/ أغسطس عام 2022.
كيف أثر التحديث في مقاييسنا؟
يُظهر الرسم البياني بيانات الأداء لمدة 12 شهراً لهذا المقال بالتحديد، فقد حدَّثنا هذه الصفحة في 9 آب/ أغسطس عام 2022، وكان هناك تحسن فوري في الأداء، وفي 7 آب/ أغسطس كان هناك 252 نقرة، وفي 8 من نفس الشهر كان هناك 281 نقرة، وفي 9 منه كان هناك 266 نقرة، وفي 10 منه (اليوم التالي للنشر) كان هناك 329 نقرة؛ أي إنَّنا شهدنا التحسن الفوري عند نشر المحتوى المُحدَّث.
عندما ننظر إلى البيانات خلال فترة زمنية مساوية لفترة زمنية سابقة، نرى في الواقع انخفاضاً بنسبة 20% في أداء النقرات، وقبل التحديث - في الفترة الممتدة من 10 آذار/ مارس إلى 7 آب/ أغسطس - كان هناك 48936 نقرة على هذه الصفحة، وبعد التحديث - من 8 آب/ أغسطس إلى 7 كانون الثاني/ يناير - كان هناك 39167 نقرة على هذه الصفحة.
بينما كان هناك انخفاض في الأداء خلال فترة معينة، فقد شهدنا ارتفاعاً في الأداء فور بدء التحديث، وقد ساعد هذا على توجيه زيارات إلى الموقع ما كانت لتكون لولا التحديث الذي أجريناه، والآن نرى شيئاً مثيراً للاهتمام هنا؛ إذ استمرت مرات الظهور لدينا في الزيادة، لكن تراجعت النقرات، وفي النهاية انخفضت مرة أخرى بعد التحديث، ونرى هذا بشكل ملحوظ في أيلول/ سبتمبر.
يدل هذا على شيئين؛ أولاً، أدت تحديثاتنا إلى زيادة ظهور المقالة في صفحات نتائج البحث، وثانياً، من المحتمل تضاؤل الاهتمام بمصطلح "صفحة من أجلك في تيك توك" (tiktok FYP)، لذلك أجرينا بحثاً حول التوجهات في "جوجل"، فوجدنا انخفاضاً كبيراً في الاهتمام بمصطلح "صفحة من أجلك في تيك توك" (tiktok FYP).
مع أخذ كل هذه الأمور في الحسبان، توصَّل فريقنا إلى ضرورة التحديث، سواء كان ذلك في البيانات الوصفية أم تحسين أهداف الكلمات المفتاحية للمساعدة على زيادة عدد النقرات.
3. التحديث: كيفية الحصول على أكثر من مليون مشترك في تطبيق "يوتيوب" (YouTube) كما فعلت أنا: ما الذي حدَّثناه؟
حدَّث الفريق البيانات الوصفية والمحتوى للمساعدة على تعزيز الأداء، ويتضمن ذلك إعادة تحديد أهداف الكلمات المفتاحية لتتماشى مع نية الباحث، ونشرنا التحديث في 13 آب/ أغسطس عام 2022.
كيف أثر التحديث في مقاييسنا؟
يُظهِر الرسم البياني بيانات الأداء لمدة 12 شهراً لمقال المدونة هذا بالتحديد، فقد حدَّثنا هذه المقالة في 13 آب/ أغسطس، وكان هناك تحسن ملحوظ في الأداء، وفي 12 آب/ أغسطس عام 2022 - قبل يوم واحد من تحديث المحتوى - حصلت المقالة على 262 نقرة، أما في 13 آب/ أغسطس عام 2022 - وهو اليوم الذي حدَّثنا فيه المحتوى - حصلت المدونة على 315 نقرة.
عندما ننظر إلى البيانات خلال فترة زمنية محددة، نرى زيادة بنسبة 38% في أداء النقرات، وقد كان عدد النقرات ينخفض انخفاضاً مُطَّرداً منذ 8 من كانون الثاني/ يناير عام 2022، مع بعض الارتفاع بين الفينة والأخرى، وبعد التحديث، تحسَّن أداء النقرات تحسُّناً كبيراً؛ إذ وصل إلى 729 نقرة في 7 من تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2022، وبعد ذلك، أثَّر موسم الإجازات في أداء النقرات، ومع ذلك، نرى شهر كانون الثاني/ يناير عام 2023 يتجه نحو الأعلى.
قبل التحديث - من 18 آذار/ مارس إلى 12 آب/ أغسطس - كان هناك 43188 نقرة على هذه الصفحة، وبعد التحديث - من 13 آب/ أغسطس إلى 7 كانون الثاني/ يناير - كان هناك 59562 نقرة على هذه الصفحة.
ما الذي تعلمناه من بياناتنا؟
إذا كانت هناك عبرة واحدة من بياناتنا، فهي أنَّ تحديث المحتوى القديم يُعَدُّ محاولة مفيدة للغاية، وكما رأينا من خلال الأمثلة الثلاثة لدينا، شهدت مقالة واحدة زيادة بنسبة 98% في أداء النقرات، وأخرى شهدت زيادة بنسبة 38%، وأيضاً شهد أحد المقالات انخفاضاً بنسبة 20% في عدد النقرات، ولكنَّنا نعلم أنَّ الاهتمام بموضوعات مختلفة يختلف، ولن يكون لكل التحديثات نفس الأداء.
كان مشهد صفحات نتائج محرك البحث أيضاً متقلباً تماماً طوال عام 2022، مع تحديثات الخوارزمية التي كانت تغيِّر الترتيب وأداء النقرات، وحتى مع هذا الانخفاض في النقرات، لاحظنا زيادة في مرات الظهور، وهذا يعني أنَّنا بحاجة إلى إجراء تحديثات تستهدف أداء النقرات.
بخلاف النقرات ومرات الظهور، نظرنا في تأثير تحديث المحتوى القديم في الكلمات المفتاحية، وعموماً، يكون للتحديثات تأثير إيجابي في الكلمات المفتاحية، والأهم من ذلك، عدد الكلمات المفتاحية التي أدت إلى ترتيب 1-3، فإذا لم تكن تحتل المرتبة 1-3، فلن ترى النتائج التي تأمل فيها.
هناك نقطة أخرى يجب الحذر منها، وهي أنَّنا حللنا الأداء في فترات ذروة الإجازات، وهذا قد يؤدي إلى عدم دقة البيانات قليلاً، ومع ذلك، فعلنا ذلك لإظهار التأثيرات الإيجابية طويلة الأمد التي يمكن أن تُحدِثها عملية تحديث محتواك في أداء موقعك.
فوائد تحديث المحتوى القديم:
لتعزيز فهمنا لدراسات الحالة الواردة آنفاً، دعنا ننظر بتمعُّن إلى فوائد تحديث المحتوى القديم.
1. تحسين نسبة النقر إلى الظهور:
إذا أجريت بحثاً في "جوجل" عن أي مصطلح تقريباً، فستلاحظ على الفور أنَّ أهم النتائج نُشِرت عموماً قبل عام أو نحو ذلك، على سبيل المثال، البحث عن "استراتيجيات تحسين محركات البحث" (SEO strategies) باللغة الإنجليزية في "جوجل" يقدم هذه النتائج:
ستلاحظ أنَّ تاريخ أقدمها هو نيسان/ أبريل عام 2016، ولكنَّ باقي النتائج لها تواريخ تتراوح من 5 آذار/ مارس عام 2021 حتى 19 أيلول/ سيبتمبر عام 2022.
ملاحظة: مقالة مدونة "ماركيتو" "Marketo" المنشورة في عام 2016 ليست لها علامة تدل على تاريخ النشر أو التحديث بوصفها جزءاً من لغة ترميز النص الفائق (HTML) للبيانات المنظمة، ومع ذلك، فإنَّ غالبية النتائج في صفحة قائمة البحث تحتوي على نتائج ذات تواريخ أحدث.
الحقيقة هي أنَّه بالنسبة إلى العديد من الموضوعات، مثل تحسين محركات البحث، تتغير المعلومات بسرعة، فقد تصبح المعلومات التي كانت دقيقة قبل بضعة أشهر فقط مختلفةً تماماً الآن، وهذا لا يتعلق فقط بموضوع مثل تحسين محركات البحث، فتخيَّل أنَّك تبحث عن "أفضل تقنيات البستنة" أو "تقييمات لأحذية الجري"، ألا تُفضِّل أن تقرأ شيئاً نُشِر في العام الماضي بدلاً من مقال من عام 2010؟ بالطبع تُفضِّل ذلك.
في الواقع، من المرجح أن ننقر على المقالات المنشورة مؤخَّراً، وهذا يعني أنَّ نسبة النقر إلى الظهور لمقالة تنشرها ستزداد عند تحديثها، وهذا هام لأنَّه في خوارزمية "جوجل"، من المرجح أن تحصل على ترتيب أعلى إذا نقر المزيد من الأشخاص على محتواك من صفحة نتائج محرك البحث.
إذاً، تحديث محتواك سيجعله أكثر جاذبية، ويخبر "جوجل" أنَّه مصدر أفضل يجب أن يحتل مرتبة أعلى، لكن ليس التاريخ وحده هو الذي يزيد من نسبة النقر إلى الظهور؛ إذ يمكنك كتابة عنوان ووصف آسرين يلفتان انتباه القارئ، وهذا يساعدك على الحفاظ على ترتيب مرتفع في نتائج محرك بحث "جوجل"، ومن الهام أيضاً ألا تزيد كلمات العنوان على 8 كلمات أو 70 محرفاً للتأكد من أنَّ زوار موقعك يمكنهم قراءة العنوان بالكامل في نتائج البحث.
مع ذلك، بمجرد أن ينقر القارئ على محتواك، يجب عليك أن تحرص على ألَّا يترك صفحتك على الفور؛ إذ تستند نتائج البحث الرائعة جزئياً إلى الفائدة التي يراها الأشخاص في صفحتك، ولكي تستفيد من هذا الأمر، حاول جذب انتباه القراء بسرد قصة باستخدام الأوصاف، أو مساعدة القارئ على رؤية الأشياء من وجهة نظرك، وبتحديث محتواك، ستجذب المزيد من الأشخاص إليه، وتحصل على تصنيفات أفضل في صفحات نتائج البحث.
2. تصحيح الأخطاء النحوية والإملائية:
الكل مرَّ بهذا الموقف: نقرأ منشوراً قديماً كتبناه قبل أشهر أو سنوات، ونلاحظ خطأ إملائياً محرجاً، فبدلاً من تجاهله، صحِّحه.
صرَّح "مات كاتس" (Matt Cutts)، القائد السابق في "جوجل" لفريق التصدي لمحاولات التلاعب في تصنيفات نتائج محرك البحث أنَّ الإملاء والنحو ليسا من ضمن 200 عامل من عوامل الترتيب في "جوجل"، لكن يجب مراعاتهما؛ إذ تؤثر الأخطاء النحوية والإملائية سلباً في تجربة المستخدم، وهذا بدوره يؤثر في تصنيفاتك إما على نحو مباشر أو غير مباشر.
عندما قرر "تيم سولو" (Tim Soulo) من شركة "أهريفس" (Ahrefs) إجراء تغييرات طفيفة (مثل الأخطاء الإملائية والنحوية في الغالب) على مقال قديم، زاد عدد الزيارات إلى تلك الصفحة بنسبة 486%.
للإنصاف، لم يصحح الأخطاء الإملائية والنحوية وحسب؛ بل حسَّن المقال باستخدام كلمة مفتاحية أكثر صلة، ثم غيَّر التاريخ لعرض أحدث محتوى، وعرَضَه في الصفحة الرئيسة للمدونة وروَّج له بوصفه مقالاً جديداً؛ ونتيجة للتغيير الذي تضمَّن إصلاح عدد من الأخطاء الصغيرة، تمكَّن من جلب قدر هائل من الزيارات الجديدة إلى الصفحة، كما حسَّن ترتيب الصفحة من رقم 8 إلى رقم 3، فإذا كانت لديك أخطاء بسيطة، فقد حان الوقت لإجراء بعض التغييرات وتصحيح الأخطاء الإملائية والنحوية.
3. إعلام "جوجل" أنَّ محتواك حديث:
ليس سراً أنَّ "جوجل" يحبذ المحتوى الحديث؛ إذ يحصل المحتوى المنشور حديثاً على ترتيب أعلى، وخاصةً فيما يتعلق بالموضوعات التي تتغير باستمرار، لذلك إذا كنت تنشر محتوى جديداً فقط، فستفقد فرصة كبيرة، ويموت محتواك القديم ببطء في تصنيفات محرك البحث، وبدلاً من ذلك، يمكنك إحياء هذا المحتوى، ففي الواقع، المحتوى المحدَّث هو وسيلة سهلة لزيادة عدد الزيارات إلى موقعك على الويب.
أدخل تاريخ نشر جديد أو فقط احفظ نسخة محدَّثة في "وورد بريس" (WordPress)، فعندما يزور "جوجل" موقعك مرة أخرى، ستلاحظ زيادة في عدد الزيارات من محرك البحث "جوجل" إلى موقعك، وعندما حدَّثت "أهريفس" محتواها الذي تقادم بسرعة، شهدت ارتفاعاً هائلاً في المشاهدات والزيارات، فقد يكون هذا المثال قديماً، ولكنَّ المبدأ ثابت حتى اليوم.
يمكنك أن تفعل الشيء نفسه مع محتواك، فاحرص أن يكون محتواك جديداً، وستحصل على ترتيب عالٍ تستحقه مقالاتك؛ إذ إنَّها طريقة سهلة لتحسين تصنيفاتك عن طريق إعلام "جوجل" أنَّ محتواك جديد.
4. تحسين دقة محتواك:
في نهاية المطاف، يتمحور تحديث المحتوى حول شيء واحد، ألا وهو تحسين تجربة المستخدم، فإذا كان موقعك مصمَّماً لتوفير تجربة مستخدم رائعة، فستنجح في التماشي مع التغييرات المتعددة التي يجريها "جوجل" على خوارزميته وتحسينه المستمر لعوامل الترتيب، كما يمكنك جعل محتواك أكثر قابلية للاستخدام وأفيد للزائرين بتحديثه لتوفير معلومات جديدة أو محتوى محدَّث لهم.
في أحد المقالات على موقع "وورد ستريم" (Wordstream) حول معايير إعلانات "جوجل" حدَّث الموقع المقالة الأصلية لتشمل بيانات وتوصيات جديدة ودقيقة:
يوفر هذا معلومات إضافية للمستخدم ويجعل المقالة أكثر دقة ويحسِّن قيمة المقالة ككل، وفي الواقع، نُشِر المقال الأصلي في عام 2016، ولكنَّه يحتوي على معلومات ذات صلة ابتداءً من تاريخ هذا المنشور.
إذا كنت لا تنشر في موقع إخباري، أو لم يكن لديك جمهور كبير بما يكفي ليتجاوب "جوجل" مع محتواك، فما يزال بإمكانك تنفيذ نفس الاستراتيجيات، وللقيام بذلك، يجب أن تبحث عن معلومات جديدة حول المقالة التي تكتبها وإدراجها فيها؛ إذ يُعَدُّ التنويه إلى أنَّك قد أدرجت هذا المحتوى الجديد في المقال المُحدَّث طريقة رائعة للإشارة إلى أنَّك قد راجعت المقال لتحسين المحتوى، وهذا ما يسهم في ارتفاع تصنيفاتك.
في الختام:
لقد تحدَّثنا في هذا الجزء من المقال عن كيفية معرفة الجزء من المحتوى الذي يحتاج إلى تحديث وضربنا أمثلة عن ذلك، وتحدَّثنا عن أربع فوائد لتحديث المحتوى القديم، وسنتحدث في الجزء الثاني والأخير عن بقية الفوائد ونجيب عن بعض الأسئلة الشائعة.