يعدُّ التسويق عبر البريد الإلكتروني طريقة مجدية اقتصادياً للشركات الصغيرة والكبيرة للتواصل مع العملاء الحاليين والعملاء المحتملين، وفي الواقع، تُظهر الإحصاءات أنَّ معظم الشركات تجني 40 دولاراً مقابل كل دولار تنفقه على ميزانيات التسويق عبر البريد الإلكتروني.
عندما ترسل رسائل بريد إلكتروني، يمكنك تنمية أعمالك وأنت مرتاح في منزلك أو مكتبك، وعلى الرغم من أهمية وسائل التواصل الاجتماعي، فإنَّ معظم الأشخاص ما زالوا يستخدمون البريد الإلكتروني يومياً.
تُرسَل يومياً أكثر من 304 مليار رسالة بريد إلكتروني دون دفع أية رسوم بريدية، ولهذا السبب توفر حملات التسويق الاستراتيجية عبر البريد الإلكتروني عائداً كبيراً على الاستثمار إذا استخدمتها بكفاءة.
هل ما زال التسويق عبر البريد الإلكتروني مفيداً حتى يومنا هذا؟
قطعاً، نعم، فإذا استشرت أي خبير تسويق، فسوف يخبرك أنَّ البريد الإلكتروني قد لا يكون ألمع استراتيجية، ولكن لاستمرار استخدامه على نطاق واسع حتى الآن سبب وجيه، فتدرك الشركات الكبرى مثل أمازون (Amazon) وول مارت (Walmart) قيمة رسائل البريد الإلكتروني الترويجية، ولهذا السبب تنفق هذه الشركات ملايين الدولارات سنوياً على هذه الحملات.
مخطئ مَن يظن أنَّ البريد الإلكتروني أصبح موضة قديمة، ففي الواقع، يعد التسويق عبر البريد الإلكتروني من أفضل أساليب التسويق للوصول إلى العملاء، وحسب عدد كبير من الدراسات، ما يزال التسويق عبر البريد الإلكتروني أقدر على استقطاب المستخدمين وتحويلهم إلى عملاء من أي قناة تواصل اجتماعي.
يعدُّ البريد الإلكتروني وسيلة غير مكلفة للوصول إلى مجموعة متنوعة من شرائح المستخدمين، كما أنَّ أدوات الأتمتة والتقسيم تزيد من كفاءته، ومن ثم العائد على الاستثمار.
أنواع حملات التسويق عبر البريد الإلكتروني:
من أشيع الحملات وأنفعها: رسائل الترحيب، ورسائل الاستجابة التلقائية، والنشرات الإخبارية، ورسائل إعادة الإدماج، ورسائل التسويق بالتقطير بعد الشراء، والرسائل الموسمية.
1. رسائل الترحيب:
بعد حصولك على مشتركين جدد، عليك الترحيب بهم وجعلهم يشعرون بأنَّهم جزء من مجموعتك، ويكفي إنشاء سلسلة من 3 إلى 5 رسائل بريد إلكتروني ترحيبية لإنجاز هذه المهمة، وتشمل رسائل الترحيب: تقديم شكر، وتعريف بشركتك، ونصائح مفيدة.
2. رسائل الاستجابة التلقائية:
تتيح لك أدوات أتمتة البريد الإلكتروني إرسال رسائل البريد الإلكتروني بعد أن يتخذ المستلم إجراءات معينة، وتُرسل هذه الرسائل تلقائياً عند النقر على رابط في موقعك الإلكتروني، أو الرد على استطلاع، أو التخلي عن عربة التسوق.
3. النشرة الإخبارية:
على الرغم من أنَّها لا تعد حملة، فإنَّها مفيدة للاستراتيجية العامة للتسويق عبر البريد الإلكتروني، وتضم النشرة الإخبارية الجذابة عبر البريد الإلكتروني محتوى تفاعلياً، مثل مقاطع الفيديو أو غيرها من المواد التي تشد الانتباه.
4. رسائل إعادة الإدماج:
ليس غريباً أن يتوقف العملاء عن التفاعل مع العلامة التجارية بعد اشتراكهم في النشرة الإخبارية، فعندما يحدث هذا، أرسل لهم رسائل بريد إلكتروني تدعوهم فيها إلى معاودة الاندماج مع مجموعتك، وحدد على إثرها ما إذا كانوا يرغبون في ذلك حقاً.
5. رسائل التسويق بالتقطير بعد الشراء:
يعرف مسوقو البريد الإلكتروني الأذكياء قيمة التواصل مع العملاء بعد شراء المنتج، فإذا كنت تقدم خدمة عملاء عالية الجودة، فإنَّ هذا النوع من الرسائل يشجع العملاء على شراء منتجات أخرى أو معرفة مزيد من المعلومات عن شركتك.
6. الرسائل الموسمية:
من عيد الحب إلى عيد الشكر، توفر العطلات سبباً وجيهاً للتواصل مع عملائك، ولنجاح هذا النوع من الرسائل، ابدأ بإرسالها قبل شهر تقريباً من العطلة.
الآن بعد أن عرفت أشيع أنواع الحملات، نقدم لك 10 استراتيجيات للتسويق عبر البريد الإلكتروني بوسعك استخدامها لإدماج العملاء سواء كنت تدير شركة ناشئة أم شركة عريقة:
10 استراتيجيات للتسويق عبر البريد الإلكتروني:
1. تحديد الجمهور المستهدف:
في العصر الرقمي، يتوقع العملاء عروضاً مخصَّصة توفر لهم حلولاً لمشكلاتهم، فيعاني معظم العملاء ضيق الوقت، وهذا يعني أنَّهم لا يريدون رسائل عامة لا تساعدهم على اتخاذ قرارات شراء مستنيرة.
يساعدك تحديد جمهورك المستهدف على إنشاء حملات بريد إلكتروني تجذب شريحة معينة من العملاء، وبكل بساطة، جمهورك المستهدف هم الأشخاص الذين من المحتمل أن يشتروا منتجاتك وخدماتك أو يحتاجون إليها، ولتحديد جمهورك المستهدف، عليك استكشاف اهتماماتهم ودوافعهم ومشكلاتهم وخياراتهم المفضلة.
فيما يأتي بعض الأسئلة التي عليك معرفة إجاباتها لاكتشاف مزيد من الأمور عن جمهورك المستهدف:
- أين يعيشون؟
- كم يكسبون؟
- كيف يستخدمون منتجاتك أو خدماتك؟
- ما هو مستوى تعليمهم؟
- ما هي التحديات التي يواجهونها؟
- أين يجدون المحتوى على الإنترنت؟
عندما تحدد جمهورك المستهدف، يتسنى لك بناء علاقات متينة مع العملاء واستراتيجيات تواصل فاعلة، ويمكنك أيضاً الاستفادة من القنوات الأخرى للحصول على مشتركين في قائمة بريدك الإلكتروني التي يمكنك بعد ذلك تقسيمها بناءً على فهمك لمجموعاتك المستهدفة.
2. تقديم محتوى مفيد:
زيادة المبيعات هي هدف هام لأي عمل تجاري، لكن هذا لا يعني أن تركز رسائل بريدك الإلكتروني على تحقيق الإيرادات على حساب توفير القيمة، فترسل معظم الشركات رسائل إلى المستخدمين كل يوم، وفي المتوسط، يتلقى المستخدمون 121 رسالة بريد إلكتروني كل يوم، ولسوء الحظ، تحقق هذه الرسائل معدلات تحويل منخفضة لأنَّ المحتوى لا يقدم قيمة للمستخدم.
أفضل طريقة لإضافة قيمة عن طريق رسائل بريدك الإلكتروني هي توفير محتوى عالي الجودة مصمم تحديداً لجمهورك، ويجب أن يسرد محتوى البريد الإلكتروني قصة ويوضح كيف يمكن لشركتك حل مشكلات القارئ، وعليك أيضاً كتابة سطور موضوعات جذابة، ومرتبة، ولا تحوي مصطلحات خاصة بمجال عملك لا يفهمها القارئ العادي.
3. الاشتراك في خدمة أتمتة البريد الإلكتروني:
تعد الحلول البرمجية الآلية الموفرة للوقت خياراً رائعاً، بدءاً من حلول الفواتير الآمنة وحتى خدمات أتمتة البريد الإلكتروني، وعند إعداد الميزانية والحسابات، بإمكانك الاستفادة من ميزات الأتمتة التي تتكامل مع خدمة بريدك الإلكتروني، مثل إرسال رسائل تذكير بالدفع وتقديم فواتير تلقائية لبطاقة الائتمان، وبالنسبة إلى البريد الإلكتروني، فإنَّ الحلول مثل كونستانت كونتاكت (Constant Contact)، وميل شيمب (MailChimp)، وكونفيرت كيت (ConvertKit) هي مجرد عدد قليل من الحلول المتوفرة في السوق التي توفر لك الوقت عن طريق أتمتة بريدك الإلكتروني.
قد يستغرق إنشاء كل رسالة بريد إلكتروني وتنسيقها لكل مشترك ساعات من العمل، وباستخدام خدمة أتمتة البريد الإلكتروني، بوسعك إنشاء حملات بريد إلكتروني تُرسل الرسائل المناسبة في الوقت الذي تحدده.
تساعد أتمتة البريد الإلكتروني أيضاً على إنشاء تجارب رسائل بريد إلكتروني مخصَّصة للمشتركين لديك، وزيادة إنتاجية مكان العمل، وتنفيذ استراتيجيات تسويقية قابلة للتطوير.
4. وضع خطة للتسويق عبر البريد الإلكتروني:
قبل أن ترسل أول رسالة بريد إلكتروني تسويقية، يُستحسن أن تضع خطة تسويق عبر البريد الإلكتروني، ويتيح لك رسم الاستراتيجيات الوقت للتفكير في النتائج التي تحاول تحقيقها، وترشدك الخطة التفصيلية في أثناء عملية التسويق، وتشمل:
- قائمة بأدوات التسويق عبر البريد الإلكتروني.
- أنواع رسائل البريد الإلكتروني التي تريد استخدامها في حملتك.
- الجداول الزمنية.
- أساليب محددة لبناء قائمة بريدك الإلكتروني.
يتطلب إنشاء استراتيجيات وخطط تسويقية التركيز والالتزام، ولهذا السبب يتخطى بعض المسوقين عبر البريد الإلكتروني هذه الخطوة تماماً، ولكن اعلم أنَّه من شبه المستحيل تحقيق النجاح التسويقي دون وجود خطة قابلة للتنفيذ.
5. الالتزام بقانون كان-سبام (CAN-SPAM) لعام 2003:
يتمتع مستلمو البريد الإلكتروني بحقوق يحميها القانون الفيدرالي، وأحد هذه الحقوق هو تلقي رسائل البريد الإلكتروني التي اشتركوا فيها فقط، ويحفظ قانون كان-سبام هذا الحق، وكذلك يجب أن تفعل استراتيجيتك للتسويق عبر البريد الإلكتروني، وحتى لو اختار شخص ما تلقي رسائل بريدك الإلكتروني سابقاً، فأنت ملزم بالامتثال لهذا القانون.
على المسوقين عبر البريد الإلكتروني إدراج عناوين وأسماء شركاتهم في كل رسالة بريد إلكتروني، ويجب أن يتضمن حقل كل من المرسل والمرسل إليه عنوان بريد إلكتروني حقيقياً، وأن تحتوي كل رسالة بريد إلكتروني على رابط مرئي يتيح للمشتركين إلغاء الاشتراك من القائمة، وأن يصف سطر الموضوع محتوى الرسالة بدقة.
6. إجراء اختبار أ-ب:
يُعرف اختبار أ-ب أيضاً باسم اختبار التقسيم، وهو عبارة عن استراتيجية تسويقية مميزة تسمح لك باختبار إصدارات مختلفة من حملتك التسويقية، والغرض من هذا الاختبار هو تحديد رسالة البريد الإلكتروني التي تقدم أداءً أفضل، ويمكنك إجراء الاختبار على رسائل البريد الإلكتروني وصفحات موقع الويب ومقاطع فيديو يوتيوب (YouTube) وأساليب التسويق الأخرى.
فيما يأتي مثال عن آلية عمل اختبار أ-ب مع التسويق عبر البريد الإلكتروني، لنفترض أنَّ لديك عنوانين رئيسين لنفس رسالة البريد الإلكتروني، وتريد معرفة أيهما يحقق أداءً أفضل؛ أرسل أحدهما إلى المجموعة الأولى والآخر إلى المجموعة الثانية، وفي أثناء الحملة، حلِّل مقاييس المشاركة لتحديد رسالة البريد الإلكتروني الأفضل.
باستخدام اختبار أ-ب، يمكنك تجريب مجموعة متنوعة من المتغيرات، مثل الدعوات لاتخاذ إجراء، ومقاطع الصوت والفيديو والصور، وجرِّب متغيراً واحداً تلو الآخر لكل اختبار أ/ب؛ لأنَّ محاولة تقييم أكثر من متغير واحد تُصعِّب تحديد سبب نجاح إحدى الرسائل أكثر من الأخرى.
7. تقسيم العملاء المستهدفين:
عليك معرفة مزيد من المعلومات عن عملائك وإرسال المحتوى الذي يستهويهم، وهنا تبرز أهمية تقسيم العملاء المستهدفين.
لنفترض أنَّك تمتلك متجراً للآيس كريم؛ يلبي متجرك مجموعة متنوعة من الاحتياجات الغذائية، فإذا أرسلت رسالة بريد إلكتروني عن النكهة الجديدة لآيس كريم شوكولاتة الحليب إلى العملاء الذين يحتسون المشروبات الغازية فقط، فقد لا تحقق رسالتك الهدف المنشود منها.
يتيح لك التقسيم الفرصة للتعمق أكثر لمعرفة مزيد من المعلومات عن عملائك، وبهذه الطريقة، يمكنك تصنيف عملائك إلى فئات والتسويق بناءً على خياراتهم المفضلة، وهذا يزيد من صلة كل رسالة بريد إلكتروني باحتياجات المستخدمين.
8. إضافة عبارات الدعوة إلى اتخاذ إجراء (CTA):
قد لا يعرف مستلمو رسائل بريدك الإلكتروني الخطوة التالية بعد قراءة رسالتك، لهذا السبب عليك إدراج عبارة واضحة ومرئية تدعو المستخدم إلى اتخاذ إجراء في رسالتك، مثل: اشترك، واشتر الآن، واحصل على قسيمة، وانضم مجاناً مدة شهر، وغيرها.
عندما يرى العملاء هذه الرسائل، فإنَّهم يعرفون الإجراء المحدد الذي يُطلب منهم اتخاذه، وعند صياغة عبارات الدعوة إلى اتخاذ إجراء، احرص على الدقة والإيجاز، وإقناع القارئ بضرورة العجلة لتشجيعه على اتخاذ إجراء فوري.
9. تحديد أهداف ذكية (Smart Goals):
لإنشاء أفضل حملات التسويق عبر البريد الإلكتروني، عليك تجربة عدة استراتيجيات، وقبل أن تبدأ، ضع توقعات معقولة لاستراتيجياتك، وحدد جدولاً زمنياً لحملة التسويق عبر البريد الإلكتروني يمتد من ستة أشهر إلى سنة، وراقب تقدمك.
حدد أهدافاً ذكية لمبادرتك التسويقية: محددة وقابلة للقياس وقابلة للتحقيق وواقعية ومؤطرة زمنياً، فيوفر تحديد أهداف واقعية الحافز والوضوح والتركيز الذي تحتاج إليه للتحلي بالصبر في أثناء حملتك التسويقية.
فيما يأتي بعض الأمثلة عن الأهداف الذكية لحملة التسويق عبر البريد الإلكتروني:
- توليد 250 عميلاً محتملاً كل ربع سنة عن طريق تنفيذ حملات تسويقية تعزِّز مسار التحويل الداخلي.
- زيادة مبيعات الشركة عبر الإنترنت بنسبة 15% في غضون سنة بإطلاق حملات بريد إلكتروني أسبوعية.
- تعزيز قائمة المشتركين في البريد الإلكتروني عبر المدونة بنسبة 25% في غضون 6 أشهر عن طريق تقديم كتاب إلكتروني قابل للتنزيل.
10. تقييم مقاييس التسويق ومؤشرات الأداء الرئيسة:
توجد عدة أسباب لاستثمار الوقت والمال في حملات التسويق عبر البريد الإلكتروني، وربما ترغب في استقطاب عملاء محتملين إضافيين وتوسيع قائمة المشتركين لديك، أو قد يكون هدفك هو تحويل العملاء المحتملين الجدد إلى عملاء راضين.
بصرف النظر عن تطلعاتك، يجب أن تكون لديك وسيلة لقياس مدى نجاح حملات التسويق عبر البريد الإلكتروني، ومن دون مقاييس ومؤشرات أداء رئيسة واضحة، ستواجه صعوبة في تحديد أفضل استراتيجيات التسويق.
من أشيع مؤشرات الأداء الرئيسة للتسويق عبر البريد الإلكتروني:
- معدل النقر على الروابط داخل الرسالة.
- معدل التحويل.
- معدل الارتداد.
- معدل فتح الرسائل.
في الختام:
يعدُّ التسويق عبر البريد الإلكتروني وسيلةً شائعةً وناجعةً للوصول إلى العملاء حول العالم، وقد يستغرق الأمر بعض الوقت حتى تتعلَّم أفضل الاستراتيجيات لإدماج عملائك، ولكن بمجرد إتقان التسويق عبر البريد الإلكتروني، ستجني شركتك بالتأكيد ثمار هذه الجهود، فابدأ بتطبيق هذه الاستراتيجيات اليوم لتعزيز تأثيرك في سوق العمل.