ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدون "رونيل سميث" (Ronell Smith) ويقدِّم لنا فيه 6 نصائح لزيادة معدل الاستجابة على رسائل علامتك التجارية.

إذا كنت تريد إنشاء رسائل بريد إلكتروني تتلقى ردوداً، فقد حان الوقت للتوقف عن كتابة عناوين موضوعات تجذب النقرات لكن لا تقدِّم ما تعد به، وبدلاً من ذلك أن تبدأ بتقديم رسائل تستحق الرد، فعلى الرغم من الاعتقادات الخاطئة التي تشير إلى النقيض من ذلك، طلب الرد أو استخدام قوالب البريد الإلكتروني أو نماذج الرسائل ليس أفضل طريقة لتحقيق مبتغاك.

إذا كان هدفك هو إرسال رسائل بريد إلكتروني تتلقى ردوداً باستمرار، فيجب أن تركز علامتك التجارية أولاً على أن تكون صادقاً ومتعاطفاً، وأن تركز على احتياجات الشخص الذي تراسله أكثر من احتياجات علامتك التجارية.

من خلال القيام بذلك، لن تشد الانتباه وتحصل على النقرات والردود فقط؛ بل يمكنك أيضاً زيادة مبيعات منتجك أو خدماتك، بالنسبة إلى الأشخاص الذين ما تزال تساورهم الشكوك، وسأستخدم مثالاً شخصياً لأقنعكم، حققتُ زيادة في عائدات قسمي بنسبة 17% بعد تخفيض ميزانيتي بنسبة 30%، ولفعل ذلك أجريت تغييراً صغيراً تراكمت نتائجه لتُحدث فرقاً كبيراً، وهو أنَّني ركزت على التواصل عبر البريد الإلكتروني مع زبائني الأساسيين.

في حين أنَّ العديد من زملائي أرسلوا بريداً تقليدياً مملاً، من نوع رسائل البريد الإلكتروني التي يفتحها المستلم لكن لا تحصل على ردود أبداً، لجأتُ أنا إلى استخدام نظام ناجح وقابل للتتبع:

  • خصصتُ 30 دقيقة يومياً لكتابة رسائل أسلط فيها الضوء على معرفتي بالمنتجات والخدمات الجديدة التي تُقدَّم لهم، وأشارك أفكاري بشأنها وأقدم رأيي عن احتمال نجاحها.
  • أرسلتُ ما لا يقل عن رسالتَي بريد إلكتروني لكل جهة اتصال.
  • ربطتُ الاستجابات بمبيعات الإعلانات المستقبلية.

ما بدأ بصفته طريقة ممتعة للتواصل مع زبائني أصبح عملية واظبت على استخدامها لعقد من الزمان، وخلال هذه الفترة أدرت نشرة إخبارية للأعضاء فقط والتي كان متوسط ​​معدلات فتحها 47% ومعدلات الاستجابة لها ​​35%؛ إذ يبلغ متوسط ​​معدلات الفتح في مجالي عادة نحو 5% .

أنا لا أحاول أن أخبركم كم كنت محظوظاً في تحقيق بعض النجاح في التسويق عبر البريد الإلكتروني خلال فترة زمنية قصيرة؛ بل إنَّ التواصل عبر البريد الإلكتروني يمكن أن يكون أداة قوية إذا كنا على استعداد لمراجعة عملياتنا والتركيز على القيام بالأشياء التي تكسب ردوداً مفيدة وليس مجرد نقرات أو فتح.

على الرغم من كل الاهتمام والأموال التي تُنفَق على وسائل التواصل الاجتماعي، فإنَّ البريد الإلكتروني هو أحد أكثر الأدوات فاعلية للتوعية وبناء تواصل دائم، لكن نظراً للمعلومات الوفيرة المتعلقة بالتوعية عبر البريد الإلكتروني، ربما تتساءل عن سبب حاجتك إلى قراءة مقال آخر عنه.

الإجابة هي أنَّنا يمكننا جميعاً أن نحسن فاعليتنا في استخدام البريد الإلكتروني، سواء للتسويق أم للتواصل، وأظن أنَّ تسويق المحتوى وتحسين محركات البحث يمكن أن يكون أكثر فاعلية من خلال التركيز على تحسين أداء البريد الإلكتروني كما نفعل على وسائل التواصل الاجتماعي، دون الأخذ في الحسبان تخصيص الموارد.

قبل أن أشارك التكتيكات البسيطة والفعالة التي استخدمتها خلال العقد الماضي، أود التنويه إلى ثلاث نقاط:

  1. لست خبيراً في البريد الإلكتروني، ولا أعدُّ نفسي كذلك على الإطلاق.
  2. لن يتناول هذا المقال حقل الموضوع وما يتعلق به من أمور مثل الطول والكلمات وما إلى ذلك، أو معدلات الفتح أو الأوقات المثلى لإرسال رسائل البريد الإلكتروني، وما إلى ذلك.
  3. دفعتني ثلاثة أشياء إلى كتابة هذا المنشور:
  • انتشار التواصل عبر البريد الإلكتروني الذي غالباً ما يكون غير فعال.
  • أهمية البريد الإلكتروني لكبار المديرين الاقتصاديين والمسوقين عموماً.
  • رغبتي في مشاركة بعض العناصر البسيطة التي استخدمتها بنجاح لسنوات.

6 نصائح لزيادة معدل الاستجابة على بريد علامتك التجارية:

1. أخبر المستلم مباشرة كيف يمكن أن تفيده:

بعد التحية الافتتاحية، ادخل مباشرة في صلب الموضوع، وأظهر للمستلم أنَّك تقدِّر وقته وأخبره على الفور ما هي احتياجاته التي لاحظتها وكيف يمكن لعلامتك التجارية أن تلبيها، عبر:

  • اختيار عنوان للبريد الإلكتروني يثير اهتمامه.
  • كتابة افتتاحية قصيرة ومباشرة.
  • تضمين معلومات تتماشى مع سبب قراءته واشتراكه في مدونتك.
  • التحدث بإيجاز.

يمكن لأي علامة تجارية إنشاء بريد إلكتروني كهذا، والخطوة الأولى هي التعاطف مع المستلم، وامتلاك أهداف واضحة للعلامة التجارية واحترام وقت الناس.

2. اجذب انتباه القراء الذين يتصفحون من الجوال بالجملة الأولى:

اعتدنا جميعاً على عناوين الرسائل التي تعد بأشياء لا نجدها في البريد؛ لذا إذا كنت تريد للمستلم أن يفتح بريدك الإلكتروني، فستحتاج إلى حافز مختلف؛ إذ يفتح معظم الناس رسائل البريد الإلكتروني على هاتفهم المحمول، ولجذب انتباههم على جهاز أصغر، يجب أن تتجاهل حقل عنوان البريد وتستخدم الجملة الأولى من البريد الإلكتروني، والتي غالباً ما تظهر أسفل العنوان في تطبيقات الهاتف.

يجب أن تُظهر العلامات التجارية للمستلم أنَّ ما تشاركه سيكون مفيداً له، الأمر الذي يجب أن يكون سهلاً على محترفي محركات البحث الذين يقومون دائماً بتضمين الكلمات المفتاحية في الأسطر القليلة الأولى في الرسالة، سواء كان ذلك منشور مدونة أم بريداً إلكترونياً؛ لذلك في أثناء العمل على عنوان البريد الجذاب، لا تنسَ تضمين الكلمات المفتاحية في الجملة الأولى.

3. دقق البريد نحوياً وإملائياً:

كانت إحدى أولى وظائفي بعد التخرج من الجامعة كاتباً في إحدى الصحف، وكان للمحرر قاعدتان فيما يتعلق بمراسلات البريد الإلكتروني التي يتلقاها:

  • إذا أخطأت في تهجئة اسم المستلم سيتجاهل الرسالة، مهما كان العرض مغرياً.
  • إذا أخطأت في كتابة كلمة في البريد الإلكتروني سيتجاهله.

في السنوات التي تلت ذلك، التقيت بالعديد من الأشخاص الذين يفعلون ذلك أيضاً؛ فالمغزى، لا تركز على الرسالة على حساب احترام الشخص الذي تتواصل معه؛ بل خصص الوقت الكافي لمعرفة من تكتب إليه، فقد يكون ذلك الذي يحدد ما إذا كان سيجيب أم لا.

4. قدَّم حلاً لمشكلة:

إذا كنت جاداً بشأن رغبتك في فتح المستلمين لبريدك الإلكتروني، فأظهر لهم أنَّه يمكنك مساعدتهم على حل مشكلة تعرف أنَّهم يواجهونها، وافتتح بعبارات مثل:

  • "أعلم أنَّك تبحث عن ...".
  • "تواجه العلامات التجارية التحدي الذي تواجهه الآن ...".
  • "يؤدي فريقك أداء ممتازاً، لكن من المحتمل أن يكون عدد المهام يفوق استطاعتهم ...".

عندما تتبع هذا بحل ستجذب انتباه القارئ، فالمفتاح هو أن تُظهر للشخص الذي يقرأ بريدك الإلكتروني أنَّك متعاطف، وأنَّك قضيت وقتاً للعثور على الحل، والأهم من ذلك، أنَّك الشخص المناسب ليتكل عليه.

هكذا حصلت على وظيفتي في الصحيفة، على الرغم من تخصصي في علم الأحياء وعدم امتلاكي خبرة أو تدريباً سابقاً في الصحافة، كتبت للمحرر بريداً إلكترونياَ أظهرت فيه:

  • أنَّني أعرف المشكلات التي كانت الصحيفة تواجهها.
  • أنَّني أعلم أنَّه من المحتمل أن يستبعد شخصاً من تخصص غير الصحافة، ولكنَّني أعتقد أنَّ لديه قصصاً يريد تغطيتها وأستطيع مساعدته على ذلك.
  • أردته أن يعرف أنَّني أحترم العمل والصحافة.

قابلني المحرر بعد قراءة بريدي الإلكتروني وعيَّنني في اليوم نفسه، وأخبرني بعد شهور من تعييني أنَّ كل ذلك كان بسبب بريدي الإلكتروني، فيمكن أن تحقق علامتك التجارية نتائج مماثلة، كل ما يتطلبه الأمر هو القليل من البحث.

5. حدد عبارة تحث المستخدم على اتخاذ إجراء مع توضيح الخطوات التالية:

كانت إحدى أكبر نقاط ضعفي عندما بدأت بتسويق المحتوى هي عبارات الحث على اتخاذ إجراء، فكنت أكتب منشورات تنتهي دونها ودون توجيهات عن الخطوات اللاحقة ليتخذها الأشخاص الذين كانوا يقرؤون، فلا ترتكب خطئي، وأضف في منتصف أو بالقرب من نهاية كل بريد إلكتروني ترسله عبارة حث لاتخاذ إجراء، وحدد الخطوة اللاحقة للمستلم.

6. اعتنِ بالخاتمة:

كنت أعتقد أنَّ عبارة "شكراً لك" (Thank you) أفضل من عبارة "شكراً" (Thanks) في نهاية الرسالة، لكن حسب أحدث الأبحاث من شركة "بوميرانغ" (Boomerang)، تفوقت عبارة "شكراً" (Thanks) من حيث الأداء على كل عبارة ختامية أخرى ما عدا "شكراً مقدماً" (Thanks in advance). فالمغزى هو أنَّك تحتاج إلى التجريب كثيراً لتعرف ما هو الأفضل لك، فابدأ بتجربة عبارات ختامية مختلفة مع تتبع الردود، ومن المحتمل أن تختلف النتائج وفقاً للعبارة.

في الختام:

كما ترى، النصائح التي شاركتها جميعها بسيطة، ويمكن لأي شخص أو أيَّة علامة تجارية تطبيقها في أي وقت، وآمل أن تجرِّب بعضها، ونحن ننفق جميعاً الكثير من الوقت والطاقة على البريد الإلكتروني كل يوم، ومن الحكمة تخصيص بعض الوقت لاكتشاف طرائق للتفاعل مع الناس بشكل أفضل عبر البريد الإلكتروني.