هذه المقالة مأخوذة عن المدونة ميريام إليس (Miriam Ellis)، والتي تُحدِّثنا فيها عن تحسين محركات البحث المحلية.

أتمنى عاماً جديداً مليئاً بالنجاحات لجميع الشركات وخبراء تحسين محركات البحث المحلية، وأقدِّم خالص مشاعر التعاطف مع كل الأزمات التي عانيناها خلال عام 2020، والتي لن تُمحى من ذاكرتنا بسهولة، ومع ذلك كله، خرجنا منها بدروس هامة كفيلة بتطوير عملنا وشركاتنا.

أرى غالباً أنَّ أكثر الأفكار المتعلقة بتحسين محركات البحث المحلية تميزاً تنبثق من القصص التي يرويها زملاؤنا وأصدقاؤنا من وحي تجاربهم؛ لذا جمعتُ لك في هذه المقالة بعضاً من هذه التجارب، إلى جانب نصائحي وتوقعاتي الشخصية للعام المقبل.

4 دروس مستقاة من حياة خبراء تحسين محركات البحث المحلية:

حينما فرضتْ علينا الظروف في العام الماضي أن نتباعد عن بعضنا بعضاً بشكل لم يسبق له مثيل، تعلَّمتُ دروساً لن أنساها من السبل التي استطاع من خلالها أصحاب المشاريع المحلية تجاوز الحدود للحفاظ على تواصل المجتمعات؛ لذا طلبتُ من أربعة رواد أعمال رائعين مشاركة قصة شخصية حصلت معهم مع مشروع محلي تعاملوا معه قبل اندلاع جائحة فيروس كورونا وخلالها، وفي أثناء استمتاعك بقراءة هذه الحكايات الصغيرة، حاوِل تحديد ستة عوامل مشتركة بينها:

1. أماندا جوردان (Amanda Jordan)، وهي مديرة البحث المحلي في وكالة "لوكوموتيف" (LOCOMOTIVE)

"إنَّ أحد أفضل المشاريع التي تعاملتُ معها قبل عام 2020 وخلاله هو "مطعم بيت" (Pete's Diner)؛ حيث اكتشفته بالصدفة حينما مررتُ بجانبه في أثناء قيادة السيارة، ولكنَّ مشروعهم كان قائماً منذ عقود؛ وقبل اندلاع الجائحة، كنا نتناول أنا وزوجي الإفطار مع والديه كل يوم سبت في مطعم محلي مختلف؛ فأصبح ذلك المطعم أحد الأماكن المفضلة التي اعتدنا التردد إليها؛ وذلك لأنَّ طعامهم كان شهياً، وقريباً للغاية من منزلنا، كما كانوا يبيعون نوعاً نادراً وعالي الجودة من زيت الزيتون، والذي كنا نشتريه بكميات كبيرة في أثناء تواجدنا في المطعم.

وحينما اندلعت جائحة فيروس كورونا، قررنا أن نبذل قصارى جهدنا لمواصلة دعم المشاريع المحلية، لقد تمكَّن مطعم "بيتز" (Pete's) من التكيف مع الظروف التي فُرِضت علينا من خلال توفير خدمات الطلب والتوصيل عبر الإنترنت دون رفع الأسعار بشكل كبير، أو المساس بجودة الطعام.

وأنصحُ في مطلع عام 2021 بأن تستمر المشاريع المحلية في تقديم خدمات التوصيل والطلب عبر الإنترنت حتى بعد انتهاء الجائحة، وذلك من خلال استخدام ميزة "منشورات غوغل" (Google Posts) كي يبقى العملاء على اطلاع دائم بالعروض الخاصة أو الخدمات أو المنتجات الجديدة التي تقدِّمها".

2. جون فونغ (John Vuong)، وهو مؤسس شركة "لوكال سيو سيرتش" (Local SEO Search Inc)

"لقد اكتشفتُ مطعمي المفضل، الذي يقدِّم حساء "فو" الفيتنامي قبل ثلاث سنوات؛ حيث كنت أبحث عن مكان قريب من منزلي، وتديره عائلة، ويقدِّم طبق الحساء الفيتنامي المفضل لدي الذي من شأنه أن يذكرني بطفولتي (فقد هاجرت عائلتي من الفيتنام إلى كندا).

وكما يفعل الكثير من خبراء تحسين محركات البحث، وجدتُ المطعم على محرك بحث "غوغل" (Google)؛ فدائماً ما أتحقق من سمعة المطاعم من خلال الاطلاع على مراجعات الناس عبر الإنترنت، وحينما دخلتُ إلى المطعم للمرة الأولى، أدرك أصحابه أنَّني زبون جديد؛ لذا أخذوا يشرحون لي عن طبيعة عملهم، والأطباق الشهيرة التي يقدِّمونها.

كما عملوا على بناء علاقة شخصية أساسها الألفة معي من خلال إخباري بأسمائهم، وسؤالهم عن اسمي؛ حيث شعرت بلمسة شخصية تغمر المكان، ولم يخيِّبوا أملي أبداً، فقد كان الطعام شهياً، وكانت الخدمة سريعة، وبالإضافة إلى ذلك قدَّموا لي طبقاً مجانياً من الحلوى؛ لقد كان ذلك كفيلاً بجذب اهتمامي.

لقد كنت أتردد إلى المطعم هذا كل أسبوع قبل اندلاع الجائحة، ولم أزره لما يزيد عن ثلاثة أشهر تقريباً حينما طُبِّق قرار الإغلاق العام لأول مرة، ولكن حينما عدتُ إلى زيارته، شعرتُ بالسعادة عندما رأيتهم يطبِّقون جميع التدابير الوقائية اللازمة كي يشعر العملاء والموظفون بالأمان، كما لاحظتُ ازدياداً هائلاً في طلبات الوجبات الخارجية.

أعتقد أنَّ أفضل نصيحة تسويقية محلية يمكنني تقديمها لعام 2021 هي الاهتمام بالعملاء؛ لذا اصغِ إليهم باهتمام، وافعل كل ما بوسعك لإرضائهم، وعامِل كل عميل وكأنَّه فرد من عائلتك، واغمرهم بالحب، دون أن تتوقع أي شيء في المقابل، وستجني ثمار خيرك من حيث لا تدري".

3. نيكي موزيير (Niki Mosier)، وهي رئيسة قسم تحسين محركات البحث في شركة "تو أوكتوبرز" (Two Octobers)

"لقد كنتُ أتردد دوماً إلى مقهى قريب من منزلي، وخاصةً لأتناول الكعك المحلى المعد منزلياً الذي كانوا يقدِّمونه أيام الجمعة، إنَّ الأسباب التي جعلتني زبونةً دائمةً في ذلك المقهى هي موقعه القريب الذي كان يبعد مسافة شارعين من مكان إقامتي، وجودة الطعام، وخدمة العملاء.

لقد كان المقهى يقدِّم خدمة توصيل سريعة، وهو أمر مذهل؛ فمن منا لا يرغب بأن تصل إلى منزله قهوة أيرلندية وبعض الكعك المحلى الطازج صباح كل يوم جمعة؟ كما أضافوا أنواع وجبات أخرى يمكن أن تطلبها أيضاً، مثل عجينة البسكويت، والوجبات، وفطيرة عيد الشكر؛ بالإضافة إلى أنَّهم أقاموا شراكةً مع مصنع المشروبات في نهاية الشارع؛ لذا فكِّر خارج الصندوق، ولا تتردد في الخروج عن المألوف، وركِّز على خدمة العملاء، وسيظلون مخلصين لك".

4. غاريت سوسمان (Garrett Sussman)، رئيس قسم التسويق في شركة "غريد أس" (Grade.us)

"اكتشفتُ سلسلة متاجر البقالة "ويغمانز" (Wegmans) لأول مرة حينما أخبرني والدي عنها؛ فقد أبدى إعجابه بالمخبوزات الخاصة، وجودة المنتجات، والتشكيلة المتنوعة من المنتجات التي تحمل العلامات التجارية التي يقدِّمها، لقد جذب المتجر اهتمامي بعد زيارتي الأولى له؛ فقد أُعجِبتُ بالشطائر الجاهزة، ووجبات السوشي الطازجة، والتصميم الواسع والمفتوح للمتجر، إلى جانب أنَّه كان يبعد حوالي خمس دقائق فقط عن شقتي في ذلك الوقت.

ومنذ ذلك الحين، تعرَّفتُ أكثر على العلامة التجارية، وأُعرب عن تقديري للفلسفة التي تتبعها السلسلة؛ حيث يضعون سعادة الموظف أولاً، ثم رضا العميل ثانياً، وأنا أرغب بزيارة متجر يعتني بموظفيه؛ وحتى أنَّهم استثمروا حوالي 5 ملايين دولار لتقديم منح دراسية للموظفين.

وفي عام 2020، كانوا من أول متاجر البقالة الذين تكيفوا مع الجائحة من خلال تطبيق سياسات ارتداء الكمامات، والواقيات الزجاجية للحماية من الرذاذ، والتباعد الاجتماعي، كما رفعوا أجور موظفيهم في شهر آذار بمقدار 2.00 دولار في الساعة، ووضعوا معقمات لليدين عند مداخل المتجر منذ وقت مبكر للغاية.

إنَّ النصيحة المتعلقة بالتسويق المحلي التي أرغب بأن أُقدِّمها لهم هي استخدام ميزة "منشورات غوغل" (Google Posts) باستمرار؛ فإضافة منشور مرةً كل شهرين أفضل من لا شيء، كما أنَّها تُعدُّ فرصةً لجذب المزيد من العملاء إلى متاجر البقالة الخاصة بهم".

6 قواسم مشتركة لتعزيز استراتيجية تحسين محركات البحث المحلية لعام 2021:

هل لاحظت أوجه التشابه بين هذه القصص الأربع؟ فحينما قسَّمتُها إلى موضوعات تخص تحسين محركات البحث المحلية، إليك ما لاحظته:

1. تحتل المشاريع المحلية التي تلبي الحاجات الأساسية الصدارة

حينما طلبتُ من كل من أماندا (Amanda)، وجون (John)، ونيكي (Niki)، وغاريت (Garret) مشاركة قصة عن مشروع مفضَّل لديهم، اختاروا مشاريع تلبي حاجةً أساسيةً من حاجات الناس، وهي الطعام؛ حيث يُعدُّ الأكل أهم الأنشطة الجوهرية، كما تبين في الآونة الأخيرة.

إنَّ أبرز فكرة استنتجتها من عام 2020، والتي ستكون مفيدةً في عام 2021 أيضاً، هي أنَّ إنشاء مشروع يلبي الاحتياجات الأساسية للمجتمع يُعدُّ أكثر الاستراتيجيات حكمةً في عالم ريادة الأعمال.

سواء كنت تعدِّل نموذج عملك ومخزوناته، أم تخطط لإطلاق مشروع جديد هذا العام، أم تقدِّم النصائح لرواد الأعمال المحليين؛ تعلَّم كيفية تحديد حاجات المجتمع الجوهرية، وإعداد خطة عمل تمنح فيها الأولوية لهذه الحاجات الأساسية لا للكماليات.

2. يمكن أن يعثر الناس على مشروعك المحلي بطرائق عديدة

ينبغي أن يعثر الناس على مشروعك أولاً كي تتمكن من إتمام معاملات تجارية محلية معهم؛ ففي القصص التي شاركها رواد الأعمال الأربعة معنا:

  • عثرت أماندا (Amanda) على المطعم في أثناء قيادة سيارتها.
  • اطَّلع جون (John) على قوائم ومراجعات الناس في محرك البحث "غوغل" (Google).
  • كانت نيكي ترغب (Niki) بالعثور على مكان قريب من مكان عملها.
  • سمع غاريت (Garret) عن المتجر من أحد أفراد عائلته من خلال التسويق الشفوي.

إنَّ تواجدك الدائم إلى جانب عملائك يعني أن يكونوا قادرين على العثور على مشروعك سواء عبر شبكة الإنترنت أو خارجها، أم من خلال التجول بالسيارة أو مشياً على الأقدام، أم عبر المنصات الإلكترونية الخاصة بالمشاريع المحلية، أم عن طريق التسويق الشفوي، ينبغي أن تشمل استراتيجية ترويج مشروعك جميع هذه النقاط.

3. يمكن أن تقدِّم المشاريع المحلية أنواعاً عديدةً من القيم

ستحقق المشاريع المحلية التي تسوِّقها فرصةً أكبر للنجاح حينما تتمكَّن من اكتشاف ما يقدِّرُه الزبائن أكثر؛ حيث يمكنك أن تجد الكثير من الأمثلة في القصص الأربع التي شاركها الزملاء في الأعلى:

  • توفُّر مجموعة متنوعة من الخيارات، كزيت الزيتون بالنسبة إلى أماندا (Amanda)، والمخبوزات بالنسبة إلى غاريت (Garret)، والحساء الفيتنامي بالنسبة إلى جون (John)، والقهوة الأيرلندية بالنسبة إلى نيكي (Niki).
  • تميُّز جميع الخدمات بالجودة العالية؛ فجميع الأطعمة لذيذة للغاية.
  • مدى تناسب موقع المشروع مع الزبائن؛ فالجميع كان يرغب بمكان قريب من منزله.
  • مدى التقارب بين الزبائن والعلامة التجارية؛ حيث يفضِّل جون (John) مكاناً تديره عائلة، ويرغب غاريت (Garret) بالتعامل مع متاجر تهتم بموظفيها، بينما تحبُّ نيكي (Niki) المتاجر التي تتعاون مع بعضها بعضاً، وتود أماندا (Amanda) التعامل مع العلامات التجارية التي تحافظ على جودة منتجاتها وخدماتها دون أن ترفع الأسعار كثيراً.
  • قدرة العلامة التجارية على التكيف؛ حيث استطاعت جميع العلامات التجارية الأربع تطبيق إجراءات السلامة لتتمكن من الاستمرار في خدمة الزبائن.

في هذا العام، اكتشِف أكثر ما يقدِّره عملاؤك، وعملاؤك المحتملون، وحدِّد هدفاً مشتركاً تسعى لتحقيقه معهم.

4. تكسبك القدرة على التكيف مع جائحة فيروس كورونا ولاء العملاء

نجحت المشاريع الأربعة، التي سلَّط المساهمون الضوء عليها، في التغلب على هذه الأزمة القاسية من خلال إجراء تغيرات تستحق الثناء ليتمكَّنوا بذلك من مواصلة خدمة الناس بأمان، مثل:

  • تطبيق سياسات وقائية جديدة.
  • استخدام التجارة الرقمية.
  • تقديم خدمة التوصيل للمنازل.
  • مضاعفة خدمة الطلبات الخارجية.
  • زيادة أجور الموظفين.
  • تجربة أفكار جديدة، كتقديم حقائب وجبات.
  • إنشاء شراكات جديدة مع مشاريع زميلة.

إنَّ اتخاذ أقصى احتياطات السلامة، وتوصيل الطلبات إلى العملاء، وتسهيل الشراء عبر الإنترنت، وتجربة أفكار جديدة، جميعها أمور لا بدَّ أن تطبِّقها خلال عام 2021.

5. تستطيع العلامات التجارية المحلية تقديم المزيد من الخدمات

عند سؤالي خبرائنا عن نصيحة واحدة يرغبون بتقديمها للمشاريع التي يفضِّلونها بشأن تحسين محركات البحث المحلية في عام 2021، أجابوا بما يأتي:

  • الحفاظ على جميع أساليب المبيعات والخدمات الجديدة، حتى بعد انتهاء الجائحة.
  • مواصلة استخدام خدمة "منشورات غوغل" (Google Posts) كقناة تواصل مع العملاء.
  • الاهتمام الشديد باحتياجات العملاء المتغيرة.
  • منح خدمة العملاء الأولوية دائماً.
  • إحاطة العملاء بالحب والاهتمام.

6. يُعدُّ العنصر البشري أهم عامل لنجاح تحسين محركات البحث المحلية

هذا هو الجزء الذي أُفضِّله من القصص؛ وذلك لأنَّه يسلط الضوء على محاولة المشاريع التجارية في أن تُؤنِس وحدتنا، على الرغم من التباعد الذي فُرِض علينا.

  • وجدت أماندا (Amanda) مكاناً تشعر فيه العائلة بأنَّها موضع ترحيب؛ حيث حوَّلوه إلى مساحة يستطيع الناس بمختلف أعمارهم قضاء الوقت فيها.
  • وجدت نيكي (Niki) مكاناً أضفى طابعاً من المرح على الحياة من خلال الحس الإبداعي الذي يتمتع به العاملون فيه.
  • لم يجد جون (John) مكاناً يقدِّم طبقه المفضل منذ طفولته فحسب، بل أخذ الموظفون الوقت في بناء علاقة شخصية معه.
  • وجد غاريت (Garrett) مكاناً يشعر بالراحة في التسوق فيه، بسبب الاهتمام الصادق بجميع الموظفين.

لقد عثر كل مشروع منهم على طريقة تمكَّنوا عبرها من تحطيم وهم التباعد في ظل جائحة كورونا، وذلك من خلال جعل الزبائن يشعرون بأنَّهم أفراد لهم قيمتهم في المجتمع، كما يمكن أن تطبِّق أي شركة محلية تسوُّقها في عام 2021 الاستراتيجية ذاتها بالتأكيد.

تنبؤاتي ونصائحي بشأن تحسين محركات البحث المحلية في عام 2021:

1. سيصبح موقعك الإلكتروني الخاص بمشروعك المحلي أكثر أهميةً من أي وقت مضى

من الصعب تصديق أنَّني شعرتُ بضرورة نشر مقال يتناول سبب حاجتك إلى موقع إلكتروني قبل ثلاث سنوات فقط، والذي كتبته رداً على الرأي القائل بأنَّ كثرة انتشار صفحات نتائج محركات البحث، التي لا تتطلب النقر على أي رابط، يجعل المواقع الإلكترونية عديمة الفائدة.

لا أحد يستطيع أن يدَّعي ذلك في عام 2021؛ حيث توضِّح الإحصاءات الحديثة الصادرة عن تقرير "المرونة الرقمية للشركات الصغيرة" (Small Business Digital Resilience Report)، الذي أعدَّه موقع "موكسترا" (Moxtra) أسباب ذلك:

  • يقول 66% من الناس الذين استُطلِعت آراؤهم إنَّ جائحة فيروس كورونا زادت من احتمال تعاملهم مع الشركات الصغيرة والمتوسطة في المستقبل (وقد رأيت أرقاماً أعلى من هذه في استطلاعات أخرى).
  • شهد عام 2020 نمواً بمعدل 30% في المستهلكين الذين يطالبون بتوفير إمكانات رقمية لتيسير إجراء المعاملات التجارية (كالتجارة الإلكترونية ، والاجتماعات عن بُعد).
  • وقال 84% من الناس إنَّهم سيبحثون عن علامة تجارية أخرى يمكن أن تلبي احتياجاتهم عبر الإنترنت في حال لم تتوفر هذه الإمكانات (إنَّ 84% هي نسبة كبيرة للغاية).

وصلت المبيعات الرقمية المحلية إلى أوجها في عام 2021؛ لذا ينبغي أن يكون العثور على أفضل مزود لخدمة التجارة الإلكترونية على رأس أولويات جميع العلامات التجارية ذات الصلة، فلا تشغل بالك كثيراً بشأن صفحات نتائج محركات البحث، التي لا تتطلب النقر على أي رابط.

صحيح أنَّ موقع "غوغل" (Google) أنشأ محرك بحث خاص للتسوق، وحتى طوَّر فلتر "المتاجر المجاورة" (nearby) في عام 2020، ولكن ركِّز على جذب أكبر قدر ممكن من حركة مرور البيانات إلى موقعك الإلكتروني هذا العام؛ حيث سيكون ذلك بمثابة همزة وصل بين تحسين محركات البحث المحلية والمجانية أكثر من أي وقت مضى؛ لذا حان الوقت لأن تضاعف الشركات التي تركِّز على المستوى المحلي اكتساب المهارات الأساسية.

كما أنَّني أُتابع باهتمام انتشار الأجهزة والتطبيقات الطبية التي تراقب معدل ضربات القلب، وضغط الدم، والأعضاء الحيوية الأخرى؛ حيث يحظى التطبيب عن بعد بانتشارٍ هائل، الأمر الذي ينبغي أن ينتشر في الخدمات المهنية الأخرى أيضاً لتعزيز راحة العملاء من خلال إجراء الاجتماعات عن بُعد بكل أمان، حينما لا تكون المواعيد المباشرة وجهاً لوجه ضرورية.

لا أعتقد أنَّ هناك أحد يستمتع بالجلوس لساعات طويلة في غرفة الانتظار للتحدث إلى محاسب أو استشاري أو مصرفي؛ لذا ينبغي تطوير المواقع الإلكترونية الخاصة بتقديم الخدمات المهنية في عام 2021 لتوفير إمكانية الحجز عبر الإنترنت لأكبر عدد ممكن من الاجتماعات عن بُعد.

2. عودة موظفي التوصيل لتسليم كافة المنتجات

لقد كنت أتوقع عودة بائع الحليب منذ سنوات عديدة، وقد تحولت توقعاتي هذه إلى حقيقة في عام 2020؛ حينما اشترك آلاف العملاء في الصيف الماضي لتقديم طلبات شراء دائمة مع شركة "ألبنروز" (Alpenrose) لمنتجات الألبان في منطقة "بورتلاند" (Portland)، بعد 40 عاماً من غياب خدمة التوصيل.

استثمرت الإدارة الجديدة للشركة القديمة في قافلة من الشاحنات، والسائقين، وصناديق التوصيل التي تحمل اسم العلامة التجارية، وحتى بسكويت خاص لإطعام الكلاب التي قد يصادِفونها على طول الطريق، ومع تزايد نجاحها، بدأت الشركة في إقامة شراكات مع العلامات التجارية المحلية الأخرى لتقديم جميع أنواع المنتجات؛ حيث تلقُّوا دعم وثناء السكان المحليين، إلى جانب إجراء العديد من الصفقات التجارية.

أعتقد أنَّ الأمر الأساسي في هذه القصة هو أنَّ شركة "ألبنروز" (Alpenrose) تُدير توصيل الطلبات من الإمكانات التي تمتلكها الشركة، ولا تستعين بمصدر خارجي ثالث، لتفقد ما يعادل ثلث عائداتها؛ لذا ينبغي أن تقدِّم الشركات خدمة التوصيل للعملاء إذا كان بمقدورهم ذلك.

بالإضافة إلى ذلك، إنَّني أحثُّ وكالات التسويق الرقمي على إجراء محادثات بنَّاءة مع العملاء في الربع الأول من العام حول المشكلات التي ترافق إسناد تجربة العملاء إلى شركة أخرى؛ إذ يقول أصحاب المطاعم ومحلات البقالة إنَّ الاستعانة بشركة أخرى لتكون وسيطاً بينك وبين عملائك يُعدُّ أمراً مكلفاً للغاية، وضرباً من المجازفة، وهذا يعني أنَّ المشكلة الأساسية التي عليك حلها في العام المقبل هي توظيف سائقين من داخل الشركة.

حينما أنظر في عام 2021 وما بعده، فإنَّني أستمد جلَّ إلهامي من تأمل الماضي؛ حيث كانت تجول الشاحنات الملأى بالمنتجات المتنوعة الشوارع، وتخرج السيدات إلى الشرفات لشراء الخضروات؛ لذا اطلب من كبار السن أن يخبروك عن ذكرياتهم لتستلهم أفكاراً وفرصاً جديدةً في عام 2021؛ وذلك لأنَّ الناس تعمل على إحياء جميع العادات القديمة، ويرغب جميع العملاء الذين اختبروا خدمة التوصيل بأن يستمر ذلك حتى بعد انتهاء الجائحة.

ولكن ثمة مشكلة واحدة أحتاج إلى مساعدة في حلها؛ ألا وهي أنَّني حينما أتوقع استمرار انتشار خدمة التوصيل، وأنظر إلى ما كانت عليه الأمور في الماضي، أجد أنَّه لا بدَّ أن يكون في المنزل شخص ما ليستلم الطلبات المعرَّضة لأن تفسد.

لم يواجه أي أحد تلك المشكلة خلال العام الماضي؛ إذ كان 42% من القوى العاملة الأمريكية يعملون في المنزل في شهر حزيران من عام 2020، ولكن مَن سيكون متواجداً في المنزل ليجلب اللحوم ومنتجات الألبان قبل أن تفسد حينما نعود إلى أماكن عملنا الرسمية بعد انتهاء هذه الأزمة؟

هل ستستدعي عودة رجل التوصيل الحاجة إلى توفير صناديق الثلج أو ثلاجات صغيرة على شرفة كل منزل مثلاً؟ آملُ أن يثير ذلك خيال المخترعين.

3. تنبُّؤاتي فيما يتعلق بالتسويق عبر البحث المحلي

إنَّ حل مسألة المبيعات الرقمية المحلية وخدمة التوصيل هما أبرز مهمَّتَين سأركِّز عليهما في العام المقبل، ولكن إليك أيضاً قائمةً بالتطورات التي أتوقع أنَّنا سنشهدها في الاثني عشر شهراً القادمة:

  1. ستطلق منصة غوغل (Google) ميزة "كور ويب فايتالز" (Core Web Vitals) قريباً، وسيؤثِّر ذلك في المشاريع المحلية، ولكن حتى وقت قريب من عام 2019، أفادت ثلث الشركات الصغيرة أنَّها لا تمتلك موقعاً إلكترونياً على الإطلاق (ومن ثم لا تستطيع الاستفادة من أي ميزة تقدِّمها "غوغل" (Google) مؤخراً).

بينما توضِّح صفحات نتائج محركات البحث المحلية أنَّه من الممكن تصنيف الشركات المحلية التي لا تمتلك موقعاً إلكترونياً، إلا أنَّ غياب الوسائل الرقمية أثَّر تأثيراً سلبياً للغاية في العلامات التجارية الصغيرة؛ فحتى إنشاء موقع إلكتروني مجاني سيكون أفضل من عدمه في العام المقبل.

  1. ستستمر منصة "غوغل" (Google) في الترويج لتطبيق "غوغل ماسيجينغ" (Google Messaging) بشكل أكبر، وسيتوجب على العلامات التجارية والشركات تحديد ما إذا كانت ستدعو العملاء إلى التواصل بهذه الطريقة، ولن أتفاجأ أن تلغي غوغل (Google) خدمة "الأسئلة والإجابات" (Questions and Answers) إذا أُطلِق هذا التطبيق تماماً.
  2. ستتبلور خطة شركة "غوغل" (Google) في شراء منصة "بوينتي" (Pointy) بشكل أكبر كعامل أساسي في استراتيجيتها لتحسين مستقبل التعاملات التجارية المحلية؛ إنَّني أؤمن أنَّ فرصة "غوغل" (Google) الأكبر في تحقيق النمو تكمن في تسهيل التسوق المحلي عبر الإنترنت من خلال واجهة خاصة، وأتوقع أن تتضح خطتهم أكثر بحلول نهاية عام 2021.
  3. ستبقى خدمة "المراجعات" (Reviews) التي تقدِّمها شركة "غوغل" (Google) خدمةً أساسيةً للغاية؛ إلا أنَّ المستخدمين سيواجهون بعض الصعوبة ما لم تعمل المنصة على تفحُّص جودة المراجعات والاستجابات للأسئلة والإجابات من برنامج "لوكال غايدز" (Local Guides)، فلن نشهد تبدداً هائلاً في ثقة المستخدمين قد يهدد هيمنة خدمة مراجعات "غوغل" (Google) في عام 2021؛ ولكنَّ المراجعات غير المرغوب بها والمحتوى الرديء سيتسببان في تراجع هذه الثقة بوتيرة بطيئة ومتفاقمة ما لم تُعالِج المنصة هذا الأمر.
  4. إذا أطلقت شركة "أبل" (Apple) محرك البحث الخاص بها هذا العام، سترحب شركات تحسين محركات البحث المحلية بتوفرِّ خيار آخر يخفف حاجتهم إلى التركيز على استخدام خدمات "غوغل" (Google)؛ لذا إذا كنت عميلاً في الشركة بالفعل، فستكون في طليعة الناس الذين سيستفيدون من هذه الخدمة؛ ولكنَّ نطاق التحسين في محرك بحث "أبل" (Apple) يستحق اهتمامك لتكون من أوائل المستخدمين.
  5. سيبلغ انتشار تطبيق "نيكست دور" (Nextdoor) للأعمال المحلية مداه، وآمل أن يشجِّع الشركات على تطوير المزيد من الحلول الملائمة للوكالات؛ حيث إنَّ التطبيق عبارة عن منصة تهدف إلى تعزيز التفاعل الاجتماعي بين الجيران، أو الأشخاص الذين يعيشون بمنطقتك.
  6. 7. قد يحتاج مقدمو الخدمات الطبية والشخصية المحليون إلى توسيع دائرة التوظيف (على الأقل مؤقتاً)؛ فبمجرد أن تأخذ شريحة كبيرة من الناس لقاح فيروس كورونا الفعَّال بحق، سيسارع العملاء إلى حجز جميع المواعيد التي كانوا يأجِّلونها في أثناء الإغلاق العام؛ لذا آن الأوان لتبحث عن برامج حجز مواعيد فعالة، والاطلاع على الخيارات التي يقدِّمها موقع "غوغل" (Google) أيضاً؛ وذلك لأنَّ سمعتك عبر الإنترنت ستتأثر بقدرتك على مقابلة العملاء في الوقت المناسب بمجرد أن يصبح ذلك آمناً.
  7. ستتميز العلامات التجارية المحلية التي تعي أهمية بناء تقارب مع الناس؛ إذ سيكون تركيز الاهتمام على ما يثير اهتمام العملاء هاماً للغاية في العام المقبل، وسترتبط سمعة الشركات ارتباطاً أكبر بالإجراءات التي تتخذها تحقيقاً للمصلحة العامة؛ سواء من خلال الأنشطة التي تقدِّمها العلامة التجارية، أم التحالف مع حركات اجتماعية وبيئية كبرى، أم تقديم الدعم الدؤوب للبرامج المحلية للتخفيف من حدة الفقر أو نشر ثقافة التنوع والمساواة والاندماج.

الخلاصة

يُعدُّ عام 2021 من أصعب الأعوام للتنبؤ بالمستقبل التسويقي؛ فمن منا كان قد توقَّع الأزمات القاسية التي حلَّت علينا في عام 2020؟ ولكن مع ذلك، حينما أرى أمل تطوير لقاح، إلى جانب استطلاعات الرأي العديدة التي تشير إلى مدى رغبة الناس في دعم المشاريع المحلية، أعتقد أنَّ ثمة سبب يدفع للتفاؤل بوجود فرص حقيقية في المستقبل.

لقد ذكَّرَنا عام 2020 بمدى ارتباطنا وحاجتنا لبعضنا بعضاً في توفير أساسيات الحياة اليومية، وتلقِّي الدعم والتشجيع والأمل؛ حيث يستفيد الجميع من العيش في مجتمعات مستدامة ومزودة بالموارد الكافية، وإذا كان في إمكان علامتك التجارية أو شركتك المساعدة في ذلك؛ فإنَّ المستقبل بين يديك.