تحدثنا في الجزء الأول عن تعريف المحتوى البصري وأنواعه وبعض فوائده، وسنتابع الحديث في هذا الجزء عن بقية الفوائد، ونقدم نصائح لإنشاء المحتوى البصري.
فوائد المحتوى البصري على وسائل التواصل الاجتماعي
3. تعزيز الاحتفاظ بالذاكرة
عندما يتعرض جمهورك لوابل مستمر من المعلومات على وسائل التواصل الاجتماعي، من السهل أن تضيع رسالتك بينها. وفي هذه الحالة، يعزز المحتوى البصري الاحتفاظ بالذاكرة ويرسخ رسالتك في ذهن جمهورك حتى بعد مرور وقت طويل على رؤيتهم منشورك. أظهرت الأبحاث أن الصور يتم معالجتها بواسطة الدماغ بشكل أسرع بكثير من النص، ومن المرجح أن يتم تذكرها، حيث تُنقل 90% من المعلومات إلى الدماغ بصرياً، وتجري معالجة الصور في الدماغ بسرعة أكبر 60,000 مرة من النص.
يرجع أحد أسباب زيادة الاحتفاظ إلى أن الصور تنشط الحواس المتعددة في وقت واحد. مما يجعل المحتوى أكثر تأثيراً. فعندما يشاهد المشاهدون صورة جذابة أو يشاهدون مقطع فيديو ممتعاً، فإنهم لا يعالجون المعلومات البصرية فحسب، بل يختبرون أيضاً استجابات عاطفية ويشكلون ارتباطات مع المحتوى. تخلق هذه التجارب الحسية تأثيراً أقوى في الذاكرة وتجعل من الأسهل على المشاهدين تذكر المعلومات في وقت لاحق.
4. تمييز العلامة التجارية
لا يمكن للنصوص البسيطة وحدها أن تنقل دائماً بشكل فعال الشخصية والقيم الفريدة لعلامتك التجارية، ولا يمكنها أن تميزك من المنافسين في المشهد المزدحم لوسائل التواصل الاجتماعي. لكن الصور تساعدك على القيام بذلك.
من خلال الاستخدام الاستراتيجي للعناصر البصرية مثل الشعارات وأنظمة الألوان وأنماط الخطوط والصور، يمكنك إنشاء هوية بصرية متماسكة تعكس شخصية علامتك التجارية وتلامس جمهورك المستهدف.
تساعد العلامة التجارية المتسقة عبر جميع المحتوى البصري في تعزيز هوية علامتك التجارية ومعرفة متابعيك بها. يوفر المحتوى البصري فرصة لعرض نقاط البيع الفريدة وقيم علامتك التجارية بطريقة أكثر إقناعاً. يمكنك استخدام السرد القصصي أو المحتوى الذي ينشئه المستخدم لسرد قصة علامتك التجارية ورسالتها وقيمها بطريقة تلامس قلب جمهورك المستهدف.
5. توسيع نطاق الوصول والظهور
لا تعرف الصور حدوداً عندما يتعلق الأمر بتوسيع نطاق الوصول والظهور على وسائل التواصل الاجتماعي. وعلى عكس المحتوى القائم على النص، والذي قد يتطلب الترجمة أو يواجه صعوبة في الوصول إلى جمهور عالمي، فإن للصور جاذبية عالمية ويمكنها تجاوز الحواجز اللغوية والثقافية. لذا، لا عجب أن المحتوى البصري يحقق أداءً أفضل من المحتوى القائم على النص من حيث مقاييس الوصول والتفاعل. أظهرت الدراسات أن المنشورات التي تحتوي على صور تحصل على مستويات أعلى من التفاعل، بما في ذلك الإعجابات والمشاركات والتعليقات، مقارنة بالمنشورات النصية فقط.
وفقاً للإحصاءات، فإن التغريدات التي تحتوي على صور أو مقاطع فيديو تحصل في المتوسط على زيادة بنسبة 35% أو 28% في إعادة التغريد، على التوالي. كما أن المحتوى على الويب الذي يحتوي على صور بصرية أو مقاطع فيديو يحقق أداءً أفضل، حيث يتلقى في المتوسط ما يصل إلى 94% من المشاهدات.
6. تحسين جذب المتابعين
يجذب المحتوى البصري المستخدمين ويشجعهم على التفاعل مع علامتك التجارية. إحدى الطرائق الأساسية التي يحسِّن بها المحتوى البصري جذب المتابعين هي جعل ملفاتك الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر جاذبية بصرياً.
تساعد الصور ومقاطع الفيديو والرسوم البيانية الجذابة في إنشاء ملف شخصي متسق وجذاب بصرياً يبرز وسط كم هائل من المحتوى. إذا صادف مستخدمو وسائل التواصل الاجتماعي ملفك الشخصي ووجدوه جذاباً بصرياً، فمن المرجح أن يكونوا مهتمين ومحفزين للضغط على زر المتابعة لرؤية المزيد من محتواك في صفحاتهم.
7. قابلية المشاركة
يعد المحتوى البصري بطبيعته أكثر قابلية للمشاركة من المحتوى النصي، حيث يسهل على المستخدمين استيعابه في غضون ثوانٍ. عندما يشارك المستخدمون المحتوى البصري مع شبكاتهم، فإنهم يعززون رسالتك ويوسعون نطاق وصولك إلى جماهير جديدة لا تعرف علامتك التجارية.
أكثر من 92% من الأشخاص الذين يشاهدون مقاطع الفيديو على الأجهزة المحمولة سينتهي بهم الأمر إلى مشاركتها مع الآخرين. ويمكن لهذا التأثير التسويقي من خلال التوصية الشخصية أن يعزز نطاق وصولك بشكل كبير ويجذب تدفقاً مستمراً من المتابعين الجدد مع مرور الوقت.
نصائح لإنشاء محتوى بصري عالي الأداء
إن فهم أهمية المحتوى البصري على وسائل التواصل الاجتماعي شيء، وتطبيقه بنجاح شيء آخر. لإنشاء محتوى بصري عالي الأداء يجذب انتباه جمهورك ويحقق النتائج، من الضروري اتباع نهج استراتيجي والاستفادة من أفضل الممارسات التي تناسب جمهورك المستهدف.
1. تعرف إلى جمهورك
أولاً وقبل كل شيء، ابدأ بفهم جمهورك وخياراته المفضلة. أجرِ بحثاً شاملاً لتحديد أنواع المحتوى البصري التي تناسب شريحة العملاء المستهدفة. ضع في اعتبارك عوامل مثل العمر والجنس والاهتمامات وعادات التصفح لتخصيص إستراتيجية المحتوى البصري بحسب خيارات جمهورك المفضلة وسلوكاته.
2. حدد أهدافك
بعد أن فهمت نوع مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي الذين ينجذبون إلى عملك، حان الوقت لتوضيح أهدافك من المحتوى البصري. سواء كنت تسعى لزيادة الوعي بالعلامة التجارية، أو زيادة عدد الزيارات إلى موقعك الإلكتروني، أو تعزيز التفاعل، فإن وجود أهداف محددة بوضوح يساعد في توجيه عملية إنشاء المحتوى والتأكد من توافق العناصر البصرية مع أهدافك التسويقية الشاملة.
3. فكر خارج المألوف
بعد ذلك، ركز على إنشاء محتوى جذاب بصرياً يبرز بين المنافسين. استثمر في الصور ومقاطع الفيديو والرسومات عالية الجودة التي تجذب الانتباه وتوصل رسالتك بفعالية. انتبه إلى التفاصيل مثل التأليف ولوحة الألوان وأنماط الخطوط لإنشاء محتوى متماسك وجذاب بصرياً يعزز هوية علامتك التجارية.
في هذه الحالة، قد تجد تخطيط المحتوى مفيداً. فهو يساعدك على رسم عملية إنشاء المحتوى، وتحديد أهداف وغايات واضحة، وتحديد جمهورك المستهدف، وجدولة المحتوى لضمان الاتساق والملاءمة.
4. اسرد قصة
لا تقلل من قوة السرد القصصي في محتواك البصري. استخدم السرد القصصي، والحكايات، والاستجداء العاطفي للتواصل مع جمهورك على مستوى أعمق، وترسيخ محتواك في ذاكرتهم.
سواء كنت تشارك قصص نجاح العملاء، أو تسلط الضوء على رحلة علامتك التجارية، أو تعرض الجانب الإنساني لنشاطك التجاري، يمكن للسرد القصصي أن يساعد في إنشاء اتصال عاطفي أقوى مع جمهورك، وتعزيز تفاعلهم مع محتواك.
في الختام
المحتوى البصري في التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليس مجرد توجه عابر، بل هو عماد استراتيجيات التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يجذب الجمهور، ويزيد التفاعل، ويبني العلاقات بطرائق لا يمكن للنص وحده فعلها.
من الأشياء التي يجب وضعها في الاعتبار أن المحتوى البصري ليس حلاً يناسب الجميع. فقد تجد بعض الشركات أن مقاطع الفيديو هي أفضل محتوى بصري يجب إنشاؤه بانتظام، بينما يختار آخرون الصور الثابتة.
لذا، جرِّب صيغاً وأساليب ورسائل مختلفة لتكتشف ما يناسب جمهورك ويحقق أفضل النتائج لعلامتك التجارية. لا تنسَ أن تتتبع وتحلل باستمرار أداء محتواك البصري باستخدام رؤى مستندة إلى البيانات لتطوير استراتيجيتك وتحسينها بمرور الوقت.