لقد أصبحنا جميعاً مراسلين اليوم، وذلك مع انتشار استخدام ميزة "بيريسكوب" (Periscope) على منصة "تويتر" (Twitter) و"القصص" (Stories) على منصة "إنستغرام" (Instagram) وخدمة "البث المباشر" (Live) على منصة "فيسبوك" (Facebook)؛ فقد أصبح الجميع قادرين على نشر بث مباشر لما يفعلونه عبر شبكاتهم الاجتماعية، وذلك يغير طريقة استخدامهم الشبكات الاجتماعية، وهذا يؤثر في العلامات التجارية.
لم تتبنَّ الشركات البث المباشر تماماً؛ وذلك لأنَّه محفوف بالمخاطر، ونحن نعيش في وقت يمكن أن تسبب بعض الدعاية السيئة ضرراً كبيراً، ومع ذلك، سيكون من الحكمة أن تستكشف العلامات التجارية كيف لها أن تستثمر التسويق عبر البث المباشر للوصول إلى المستهلكين بذكاء، بواسطة القنوات الاجتماعية التي يفضلونها.
مخاطر البث المباشر
تحتاج العلامات التجارية اليوم جداً إلى التحكم بكل جانب من جوانب صورتها العامة؛ لذا حتى إذا جهزت الشركة كل التفاصيل قبل بث الفيديو المباشر على منصة "فيسبوك" (Facebook)، ما تزال هناك فرصة لحدوث مشكلة.
لا يحتاج المراهق إلى أن يقلق بشأن مخاطر ظهور شيء لم يخطط له في الفيديو المباشر أو ما إذا كانت الصورة غير واضحة لبضع ثوانٍ، ولكنَّ الأخطاء نفسها يمكن أن تؤدي إلى ردود فعل سلبية فورية في حال ارتكبتها علامة تجارية كبرى.
فرص البث المباشر
قد يبدو لك عدم القدرة على تعديل كل لقطة من الفيديو أمراً محفوفاً بالمخاطر، وأنت محق في ذلك، لكن نظراً لحماسة الزبائن لاستخدام المحتوى المباشر، يجب على العلامات التجارية أن تتقبل هذا الأسلوب الجديد وتبدأ باستخدامه.
أحد الخيارات الآمنة نسبياً هو إجراء بث مباشر مع خبير المنتج يشرح فيه كيفية استخدام عرض علامة تجارية معينة، على سبيل المثال، يمكن لشركة لمعدات الغولف أن تستعين بأحد مؤيديها ليمدح مجموعة جديدة من المعدات ويقدِّم نصائح عن أفضل طرائق استخدامها.
كي يجذب هذا النوع من الفيديو الزبائن، يجب على العلامات التجارية السماح للمشاهدين بالتعليق مباشرة وطرح الأسئلة على الشاشة، ومن الواضح أنَّ هذا الأسلوب له مخاطره، ولكن مع وجود فريق اجتماعي يقظ وقواعد للإبلاغ عن المحتوى غير المناسب، يمكن للشركات ضمان تلقِّي تعليقات ملائمة من الجمهور وتسهيل التواصل بين العلامة التجارية والمستهلك.
الإعلان للمشاهدين المباشرين
يسمح البث المباشر للعلامات التجارية بالتواصل مع المستهلكين بطرائق جديدة وجذابة، وهو فرصة لتطوير طرائق جديدة للإعلان للمشاهدين المباشرين، على سبيل المثال، يمكن لشركة طيران التسويق أن تُجري بثاً مباشراً للأشخاص المهتمين بالطائرات وإخبارهم أنَّها ستجري جولة فيديو مباشرة لطائرة حديثة، ثم يمكن لها عرض إعلان قبل أو حتى في أثناء البث المباشر والوصول إلى جمهور من المؤكد أن يكون مهتماً بموضوعاتها.
من العوائق الصغيرة أنَّ المنصات الاجتماعية لا تسمح حتى الآن بعرض الإعلانات خلال الفيديو، ولكن من الواضح أنَّ تزويد العلامات التجارية بالقدرة على القيام بذلك سيفتح أبواباً جديدة.
نهج محتمل آخر هو عقد اتفاق بين العلامة التجارية والمنصة الاجتماعية يضمن مشاهدة عدد معين من متابعيها لبث الفيديو المباشر، ومن ثمَّ ضمان الوصول إلى جمهور كبير في كل عرض مباشر.
مستقبل البث المباشر
من الواضح أنَّ التسويق بالبث المباشر سيستمر في النمو بسرعة؛ إذ تقول شركة "فيسبوك" (Facebook) إنَّ 1 من كل 5 مقاطع فيديو تمت مشاركتها على الموقع أصبحت الآن مباشرة، وإنَّ هناك عدداً هائلاً من مستخدمي ميزة "القصص" (Stories) على منصة "إنستغرام" (Instagram) يبلغ 250 مليوناً. يجب أن تسارع العلامات التجارية التي تريد استثمار ميزة البث المباشر إلى وضع استراتيجياتها الآن واغتنام الفرصة للتواصل وجهاً لوجه مع المستهلكين.