أدَّت الشعبية المتزايدة لوسائل التواصل الاجتماعي إلى دخول شركات المحاماة في حقبة جديدة ومثيرة؛ إذ اكتشفت شركات المحاماة الأمريكية الرائدة أنَّها تستطيع اغتنام فرص جديدة لقيادة الفكر وتطوير الأعمال من خلال استثمار أهم مواردها، ألا وهي المواد الفكرية، في القنوات الاجتماعية والرقمية وعمليات التوظيف.
أعدَّت وكالة التسويق الرائدة "غود تو بي سوشال" (Good2bSocial) تقريرَ "مؤشر شركة القانون الاجتماعي" (Social Law Firm Index) السنوي الثالث، الذي يحلل استراتيجيات وسائل التواصل الاجتماعي التي تتَّبعها أكبر 100 شركة محاماة في "الولايات المتحدة".
يقيس المؤشر أداء التسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي والوصول والتفاعل على منصات مختلفة، مع التركيز على كيفية استعمال شركات المحاماة للأدوات الرقمية للتواصل، وتعزيز دورها في القيادة الفكرية.
سنستعرض في هذا المقال مقتطفاً من التقرير، الذي يقدِّم نظرة جوهرية عن كيفية استثمار الشركات الأفضل أداءً لمنصات التواصل الاجتماعي الأكثر شعبية لشركات المحاماة.
الهدف من كل منصة
اكتشف مسوِّقو وسائل التواصل الاجتماعي مع مرور الوقت أنَّ منصات معينة تخدم أهداف مختلفة خدمة أفضل، وأنَّ فاعلية بعض القنوات الإعلامية في الوصول إلى العملاء المحتملين أكبر من غيرها، وتمكَّنت أفضل الشركات في التقرير من اكتشاف كيف لها أن تستثمر كل من هذه المنصات المختلفة في تحقيق جوانب محددة من استراتيجية اتصالات صادرة متنوعة، وكيفية استعمال كل منها لزيادة حركة البيانات الواردة وتنمية شركاتها.
منصة "تويتر" (Twitter)
أصبح موقع "تويتر" (Twitter) منصة مستعملة جداً بين شركات المحاماة والمحامين لتنمية علاقات تتسم بالمصداقية وتوسيع شبكاتهم توسيعاً كبيراً؛ إذ بفضل فورية النشر والتفاعل على المنصة، وسهولة إعادة تغريد التعليقات الصادرة والأخبار، وتوليد تعليقات مجانية، يتيح موقع "تويتر" (Twitter) أفضل فرص لتوسيع مقدار الوصول والتفاعل مع المتابعين، وتتبع الشركات الأفضل أداءً روتيناً شاملاً للتواصل بانتظام يكون فيه الموقع عنصراً أساسياً.
تساهم حملات موقع "تويتر" (Twitter) الناجحة مساهمة كبيرة في زيادة حركة مرور البيانات إلى موقع شركة محاماة؛ إذ أثبتت أفضل الحملات أنَّ فاعليتها أكبر في جذب الزيارات من أي استراتيجية إعلان أو دفع بالنقرة أو بحث.
في شركات المحاماة الأكثر نجاحاً في استعمال موقع "تويتر" (Twitter)، يغرِّد عدد من المحامين بنشاط مستعملين حساباتهم أو حسابات شركاتهم، ويصقلون ويعززون صورتهم بصفتهم قادة فكريين، مع تسليط ضوء إيجابي على العلامة التجارية للشركة ككل.
أهم سبب للتأثير الهائل لموقع "تويتر" (Twitter) هو اعتماد المدونين والمراسلين والصحافة على هذا الوسط؛ وذلك لنشر المحتوى والاسترشاد في الوقت المناسب في أثناء بحثهم، وتأليف مقالاتهم، وتعزيز مصداقيتهم في مجالاتهم.
عادةً ما يجذب المحامون النشطون بنجاح على موقع "تويتر" (Twitter) مزيداً من الانتباه إلى شركاتهم عبر نشر اقتباسات أو إشارات أو قصص كاملة تظهر عبر الوسائط الرقمية وغير الرقمية الأخرى. وبهذه الطريقة تصبح الشركة ومحاموها مؤثرين في جمهور كبير جداً، وهذا يزيد من وصول المحتوى الذي يقدِّمونه عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
منصة "لينكد إن" (LinkedIn)
موقع "لينكد إن" (LinkedIn) هو الأهم عالمياً للتسويق الاحترافي، ودوره الأساسي هو التوعية بالعلامة التجارية للشركة وسمعتها، وكذلك العثور على الموظفين.
اكتشفت الشركات الأفضل أداءً أنَّ موقع "لينكد إن" (LinkedIn) يسمح لها بإنشاء صفحات عرض لمجالات عمل محددة واستضافة مجموعات منظمة عن موضوعات أو مسائل محددة، وقد تترأس الشركات الكبرى مجموعات متنوعة عدَّة، تمثل مجالات ممارسة محددة، وتسعى كلها إلى تحقيق هدف واحد هو تعزيز دور القيادة الفكرية للشركة.
منصة "فيسبوك" (Facebook)
تطوَّر موقع "فيسبوك" (Facebook) لخدمة الموظفين والمجتمع، ومع أنَّ هذه العناصر أساسية بالنسبة إلى أي شركة، لكنَّ الشركات أدركت أنَّه لا يساعد على تطوُّرها أو إنتاجيتها، ومن ثمَّ مع أنَّ العلامة التجارية والشكل والمظهر تقع ضمن نطاق التسويق، إلا أنَّ موقع "فيسبوك" (Facebook) أصبح قناة مخصصة لإدارة الموارد البشرية والعلاقات المجتمعية.
وأثبت أنَّه منصة فعالة جداً في عرض الثقافة داخل الشركة، والتعبير بإبداع عن طموحات وتوقعات قسم التوظيف. تستعمل الشركات الذكية هذه الشبكة الشعبية جداً لعرض صورة عن واقع العمل ضمنها، وكذلك لإثبات ارتباطاتهم والتزامهم بالقضايا المحلية والمنظمات الخيرية.