سأتناول في هذه المقالة كيفية التعامل مع الزيادة المفاجئة في حركة مرور البيانات في صفحة معينة على موقعك، والاستفادة منها، بما في ذلك كيفية تحديد مصدرها، والتعامل مع ذلك الاهتمام المتزايد، والذي قد يبدو أمراً إيجابياً في ظاهره.

ملاحظة: هذه المقالة مأخوذة عن مديرة فريق التعلُّم جو كاميرون (Jo Cameron)، والتي تُحدِّثنا فيها عن تجربتها في التعامل مع ارتفاع حركة مرور البيانات.

قد تَحسَبُ أنَّ الارتفاع هذا هو بالضبط ما تسعى إليه أنت وعملاؤك، ولكن لا يتوقف الأمر على الزيادة في حركة مرور البيانات فحسب؛ بل يتطلب ارتفاعاً في معدل تحوُّل الزائرين إلى عملاء أيضاً، ومع ذلك، حينما تواجه أمراً كهذا، يمكنك أن تتعلَّم دروساً أخرى، وتطبِّقها على صفحات وجوانب أخرى في موقعك.

ما الذي يسبب ارتفاعاً في حركة مرور البيانات؟

لقد لاحظنا ارتفاعاً حاداً للغاية في عدد الزوار ضمن صفحة معينة خاصة بموقعنا؛ فقد أردنا الذهاب إلى ما هو أبعد من مجرد محاولة فهم سبب ذلك الارتفاع في معدل هذه الزيارات من خلال تحويله إلى فرصة لدعم أهداف شركتنا، فحينما تشهد أمراً كهذا، من المنطقي أن تتساءل أولاً عن السبب الذي يكمن وراء الزيادة في حركة مرور البيانات هذه، والأمر الذي طرأ عليه تغيير، والمعلومات التي تقدِّمها المقاييس التي تجمعها.

ما هي المعلومات التي كانت بحوزتنا؟

أولاً، كان علينا البحث في المقاييس الشهرية بدقة متناهية؛ حيث تحقَّقنا من معدل حركة مرور البيانات في خدمة "تحليلات غوغل" (Google Analytics) لاكتشاف ما إذا كان ما يحدث هو عبارة عن ارتفاع مفاجئ، أو اتجاه ثابت مع مرور الوقت، وينبغي أن أُنوِّه إلى أنَّه عليك أن تفلتر البيانات التي تعرِضها "تحليلات غوغل" (Google Analytics) قبل أن تكون على ثقة تامة من جودتها.

إذاً، لقد لاحظنا وجود اتجاه تصاعدي يعكس النمط الذي تتبعه اتجاهات حركة مرور البيانات السابقة الخاصة بنا؛ حيث رأينا أشكال الخطوط المنحنية (كما يظهر في الصورة أعلاه)، والتي تتطابق بدقة مع أيام الأسبوع وعطلات نهاية الأسبوع، وبالطبع قد تظهر أشكال مختلفة وفقاً لشركتك.

كما تحقَّقنا أيضاً من بيانات الإحالة في "تحليلات غوغل" (Google Analytics)، وقارنَّاها بما كنا نلاحظه قبل ارتفاع بيانات حركة المرور، ونظرنا في آلية دخول حركة مرور البيانات إلى تلك الصفحة، وخروجها منها.

كما بحثنا في ميزة "الموضوعات الرائجة في غوغل" (Google Trends) لمعرفة ما إذا كان بإمكاننا تحديد أي موضوعات بارزة ذات صلة؛ إنَّني أتتبع قسم المساعدة الخاص بنطاق الموقع، والمتصل بـ "تحليلات غوغل" (Google Analytics)؛ حيث يتحكم هذا في إجمالي الزيارات وصفحات الهبوط، كما أنَّها البيانات التي ستراها في "قسم الاكتساب" في "تحليلات غوغل" (Google Analytics).

إذاً، بينما كان ينصب تركيز فريقي على جانب واحد من الموقع فحسب، فإنَّ ذلك أعطاني فكرةً عن النسبة المئوية من عمليات البحث التي تنالها هذه الصفحة مقارنةً بصفحات الهبوط الأخرى، ومن هنا بدأت تتضح الأمور؛ حيث بدأتُ رؤية بيانات صفحة الهبوط مقارنةً مع الكلمات المفتاحية التي تتبعتها، وتصنيفاتها ضمن علامة تبويب التصنيفات في حملتي في الموقع؛ لذا يمكنني أيضاً رؤية حجم البحث، والزيارات التقديرية لكل كلمة مفتاحية تُتَّبع.

كما أدخلنا أيضاً رابط الصفحة التي شهدت ارتفاعاً في حركة مرور البيانات في أداة "مستكشف الكلمات المفتاحية" (Keyword Explorer) لمراجعة الكلمات المفتاحية الأعلى تصنيفاً لعنوان الرابط، ثم أضفنا هذه الكلمات المفتاحية إلى حملتي الحالية لتتبعها مع مرور الوقت.

نحن نعلم أنَّ تحسين محركات البحث وتقاريرها متكررة؛ لذا من خلال إنشاء كلماتك المفتاحية التي تتَّبعها بهذه الطريقة، ستتمكَّن من ملء الفجوات فيما يتعلق بالكلمات المفتاحية التي تسبب ارتفاع حركة مرور البيانات في موقعك.

لقد لاحظنا أيضاً بعض البيانات المثيرة للاهتمام في زر "رضا الزوار" (Visitor Satisfaction)، وهو خيار الإعجاب أو عدم الإعجاب الذي يمكنك تحديده في هذه الصفحة ليشير عموماً إلى ما إذا كان المحتوى مفيداً أم لا.

لقد رأينا أنَّ هناك الكثير من الناس الذين أجابوا بأنَّ المحتوى كان مفيداً بالفعل؛ لذا لا يُعدُّ هذا الأمر إيجابياً بالنسبة لي وإلى فريقي فحسب؛ بل غنياً بالمعلومات أيضاً؛ حيث منحنا فكرةً جيدةً عما إذا كان المحتوى الموجود على هذه الصفحة يتطابق عموماً مع هدف الناس من زيارتها أم لا، لقد ربطنا هذه الأمور جميعها، وتوصلنا إلى بعض الاستنتاجات.

لم يكن يبدو أنَّ حركة مرور الزوار هذه نابعة من مصدر أو حملة معينة؛ بل بدا أنَّه كان يعكس كميةً كبيرةً من اتجاهات حركة المرور السابقة لدينا؛ لذا أعتقد أنَّه من الهام الآن أن أشرح أكثر عن الصفحة التي نحقق بشأنها.

إنَّ الصفحة هي عبارة عن تقديم لمحة عامة عن كيفية استخدام إضافة متصفح "كروم" (Chrome) المجاني الخاص بموقعنا، كما عليَّ أن أُنوِّه على التغييرات الكبيرة التي طرأت خلال العام على حياتنا وعملنا بسبب انتشار فيروس كورونا، والذي أثَّر بشدة على الطريقة التي يقضي بها الناس وقتهم، ويديرون شركاتهم، وغيرها من مجالات حياتنا.

إذاً، بعد أن اطلعنا على البيانات والمقاييس الخاصة بهذه الصفحة، تراجعنا خطوةً إلى الوراء، وتساءلنا عن طبيعة هذه الصفحة، وأثر هذه التغيرات في طلب أدوات كهذه، ونتيجةً لذلك لقد افترضنا أنَّ الارتفاع في حركة مرور البيانات كان جزءاً من زيادة الطلب على الأدوات المجانية.

إنَّ الأداة التي أتكلم عنها هي عبارة عن إضافة مجانية لمتصفح "كروم" (Chrome) تعرِض مقاييس الارتباط لصفحاتك التي تزورها على الويب، كما تحتوي أيضاً على بعض الميزات المفيدة الأخرى، مثل: القدرة على تمييز أنواع مختلفة من الروابط؛ بحيث يمكنها إظهار الروابط الداخلية أو الخارجية على صفحتك، والتحقق من العناصر الموجودة عليها، وغيرها، لقد كانت تقرِّبنا هذه المعلومات التي جمعناها أكثر لفهم سبب حدوث ذلك الارتفاع.

كيف نستفيد من حركة مرور البيانات؟

لم يتوقف الأمر بالنسبة إلينا على مجرد اكتشاف سبب تزايد حركة مرور البيانات؛ بل الاستفادة من ذلك في اتخاذ إجراءات إيجابية؛ لذا قررنا اختبار ما يعزز حركة المرور من هذه الصفحات أو الصفحة بالذات مباشرةً، ليكون ذلك بمثابة اختبار تفصيلي للأداة.

لقد تمكَّن فريق العمل من إضافة هذه التعديلات بسرعة لاختبارها؛ فقد كنا نعلم بالفعل أنَّ هذه الصفحة تقوم بعمل مثالي لمساعدة الناس على فهم كيفية استخدام الأداة؛ لذا أردنا أن نرى ما إذا كانوا مهتمين بأدوات تحسين محركات البحث الأخرى الخاصة بنا، كما أضفنا مدةً أطول إلى هذه الصفحة لمساعدة الناس في تحديد ما يجب عليهم فعله بعد أن يجربوا الأداة.

لقد اكتشفنا أنَّ الناس كانوا متعاونين ومتحمسين لهذا العرض، وأخذوا ينقرون على الروابط لإجراء محادثات مع فريق الإعداد الممتاز لدينا، وللتحقق من الإصدار التجريبي المجاني للأداة لمدة 30 يوماً؛ إذاً بفضل قليل من الجهد الذي بذله فريقي، بدأنا نجمع البيانات حول سلوك الزوار التي يمكن أن تساعدنا بشكل أفضل في اتخاذ القرارات المستقبلية، وإعداد المشروعات.