تحدَّثنا في الجزء الأول من المقال عن هيكلية الفريق الناجح ومرونته، وسنتحدَّث في هذا الجزء عن كيفية إدارته والتحديات التي تواجه الفِرق العاملة عن بُعد.
كيفية بناء فريق تسويق مرن
2. الاستعانة بمصادر خارجية
يمكنك تحقيق أقصى قدر من المرونة مع إعداد فريقك الأساسي عن طريق إضافة طبقة ثالثة من البدلاء، المستقلين والعاملين بعقود مؤقَّتة، وهؤلاء هم المحترفون الذين لا تحتاج إليهم دائماً والذين يقدِّمون الخدمات الأساسية عندما تحتاج إليها؛ لذا لنفترض أنَّ لديك حملة تسويق محتوى جديدة تحتاج إلى إعدادها وإطلاقها وتحتاج إلى مجموعة من المحتوى الجديد في الشهرَين المقبلَين.
يمكنك الاتصال بالكتّاب والمصممين ومحرّري الفيديو وأي شخص آخر تحتاج إليه لبدء هذه الحملة، وعند الانتهاء من العمل، تنتهي مَهمَّة البدلاء، ويمكنك الاتصال بهم مرة أخرى لاحقاً، وفق الحاجة.
يمنحك هذا المرونة التي تحتاج إليها لاغتنام الفرص الجديدة ونشر الحملات في أسرع وقت ممكن، أو في اللحظة المناسبة، وهناك طريقة رائعة أخرى لاستخدام الطبقة الثالثة من البدلاء وهي تجربة استراتيجيات جديدة دون الحاجة إلى موظفين بدوام كامل، فمثلاً قد يرى فريق الاستراتيجية مقاطع فيديو مراجعة المنتج فرصة لاستقطاب العملاء المحتملين.
قد تشير البيانات إلى أنَّك بحاجة إلى إنتاج مراجعات فيديو منتظمة لزيادة عدد الزيارات وجذب المزيد من العملاء المحتملين على أساس شهري، ولكن بدلاً من إنشاء فريق لإنتاج الفيديو، استعِنْ بموظفين مستقلين لاختبار هذه البيانات، وتحقَّقْ من أنَّ استراتيجية تسويق الفيديو الجديدة تتمتع بإمكانات حقيقية.
إذا سارَتْ الأمور على ما يرام وكنت بحاجة إلى فريق متفرِّغ من مراجعي المنتجات، فيمكنك دائماً ضمَّ هؤلاء المستقلين إلى فريقك الأساسي، ولكن ليس هناك أي ضغط للقيام بذلك؛ إذ يمنحك فريق البدلاء مرونة كاملة لاختبار الاستراتيجيات وتوسيع نطاقها.
كيفية إدارة فريق تسويق مَرِنٍ
لقد استكشفنا فوائد فريق التسويق المرن والهيكل المطلوب لتأسيسه، ومع ذلك من الهام أيضاً أن نفهم أنَّ إدارة فريق مرن تتطلب اتِّباع نهج مختلف عن المنهجية التقليدية الثابتة.
في الأساس، عليك أن تتبنَّى فلسفة الإدارة المرنة.
هناك ستة جوانب رئيسة عليك معالجتها عند إدارة فريق تسويق مرن:
- ثقافة الفريق: إنشاء ثقافة مرنة داخل فريقك، بدءاً من المستوى الأعلى.
- عقلية تعتمد على البيانات: علم البيانات هو العقل المدبِّر لفريق التسويق الفعَّال، فهو يكشف عن الفرص والمخاطر والأهداف إضافة إلى إثبات نجاحاتك.
- العمل عن بُعد: حتى لو كان فريقك الأساسي يعمل داخل الشركة، فأنت بحاجة إلى إتقان العمل عن بُعد للحصول على أفضل النتائج من المستقلين وتحقيق أقصى قدر من المرونة.
- التعاون: كلما زادت مرونتك، أصبح التعاون أكثر أهمية وصعوبة، خاصة عندما يحتاج أعضاء الفريق الأساسي والمستقلون إلى العمل معاً.
- الأتمتة: أتمِتْ كل مهمَّة لا تحتاج إلى تدخُّلٍ بشري لتعزيز كفاءة الفريق المَرِن.
- الاختبارات: كما هو الحال مع أية فلسفة تعتمد على البيانات، تحتاج إلى اختبار الأفكار الجديدة والتحقق منها مع تحسين الممارسات الحالية باستمرار للحصول على أفضل أداء.
قبل كل شيء، إذا كنت ستتبع هذا النهج المَرِن في هيكلة الفريق، فيجب عليك إرساء ثقافة عمل تدعمه، من المستويات العليا إلى المستويات الدنيا، فقد يكون تنفيذ العمل عن بُعد والتعاون الرقمي أمراً صعباً، خاصة إذا كان فريقك الأساسي يعمل داخل الشركة.
قد تتبنِّى ثقافة أكثر مرونة داخل المكتب وتسمح للأشخاص بالعمل من المنزل في كثير من الأحيان، أو ربما تعتمد العمل عن بُعد بسبب جائحة عالمية، وفي كل الحالات، عليك أن تتكيَّف مع الطريقة التي يفكِّر بها قادة فريقك في العمل اليومي.
أحد التحديات التي ستواجهها بسرعة هو الإنتاجية عندما يكون فريقك متصلاً باستمرار، وعلى الرغم من أنَّ أدوات، مثل سلاك (Slack) تعدُّ أدوات تواصل ممتازة، إلَّا أنَّها قد تكون مزعجة عندما تُصدَر الإشعارات باستمرار، ولحسن الحظ، هناك أدوات يمكنك استخدامها لإلغاء المقاطعات في منصة سلاك مع الاحتفاظ بجميع مزايا المنصة.
التحدي الآخر الذي ستواجهه هو عدم القدرة على التوقف عن العمل بعد انتهاء ساعات العمل، وهذه أكبر صعوبة للعمل عن بُعد، وعندما يصبح فريقك أكثر مرونة وتصبح ساعات العمل أكثر مرونة، يصعُب على أعضاء الفريق أن يشعروا بأنَّهم لا يعملون، ويمكن للتوتر والإرهاق وجميع أنواع العوامل التي تقتل الروح المعنوية أن تظهر بسرعة؛ لذا من الهام أن يتَّخذ المسؤولون في عملك خطوات للتخفيف من هذه المشكلة.
إمَّا أن تحدِّد ساعات عمل محدَّدة أو تسمح للعاملين عن بُعد بتحديد ساعات عملهم الخاصة بحيث تعرف متى يكونون متاحين وتحترم خصوصيتهم عندما لا يكونون متاحين.
التحديات التي تواجه الفِرق العاملة عن بعد
- إدارة المشروعات.
- التعاون عن بُعد.
- تتبُّع المهام والإنتاجية.
- العمل من مواقع ومناطق زمنية مختلفة.
- التعامل مع الاختلافات اللغوية والثقافية.
- المحافظة على الثقة.
- تعزيز الإنتاجية.
- التغلب على المشتِّتات.
- الحفاظ على الدافع.
- الكف عن العمل بعد ساعات الدوام.
التحديات التي تواجه العاملين عن بعد
إذا كنت جديداً في العمل عن بُعد، فسيستغرق الأمر بعض الوقت للتكيُّف، لكنَّ هذا مجرد مثال آخر على سبب نجاح فِرق التسويق المرنة، وطالما أنَّ ثقافة التجريب تبدأ من الأعلى، فستختبر وتجد العمليات الصحيحة التي تناسب فريقك وتتكيف مع التحديات الجديدة عند ظهورها.
في قلب كل فريق تسويق، توجد مجموعة التقنيات التي تساعدهم على إنجاز المهام بأكثر الطرائق كفاءة، وعموماً كلَّما كان الفريق أكثر مرونة، زادت الأدوات التي يحتاجون إليها للحفاظ على المرونة مع زيادة الإنتاجية أيضاً، وواحدة من العقبات الرئيسة التي تعوق أداء فريق التسويق هي الوقت الذي يستغرقه إطلاق الحملات الجديدة.
يؤدي إخراج الاستراتيجيات من المرحلة المفاهيمية وإطلاقها بسرعة إلى اغتنام الفرصة بدلاً من التخلف عن الركب.
في الختام
الموضوع الرئيس في هذه المقالة هو أنَّ فِرق التسويق الحديثة يجب أن تكون مرنة وجاهزة للتكيف بسرعة، ويمنحك هيكل الفريق الذي ناقشناه في هذه المقالة الأساس الذي تحتاج إليه لتوسيع فريقك وتطويره وفق الحاجة، بحيث تكون لديك دائماً الموارد اللازمة لتحقيق أهدافك المتغيرة.
وبفضل هيكل الفريق هذا وثقافة العمل المرنة ومجموعة الأدوات المناسبة، سيكون فريقك جاهزاً لاغتنام الفرص الجديدة عند ظهورها.