يعرف المسوِّقون أهمية صفحات الهبوط التي ينتقل إليها الزوار عند النقر على أحد الإعلانات، أو على زر الدعوة لاتِّخاذ إجراء، وقد تكون صفحة الهبوط هي نفسها الصفحة الرئيسة لموقع الويب.
بصرف النظر عن كيفية وصول الزوار إلى صفحة الهبوط، فإنَّها تشجعهم على التحول إلى عملاء مُحتمَلين أو دائمين، وهذا يجعلها أحد أهم مكونات استراتيجية التسويق الرقمي.
ما هي صفحة الهبوط؟
هي صفحة موقع ويب ذات غرض محدَّد، الهدف منها هو تحويل الزوار إلى عملاء مُحتمَلين، وعلى الرغم من وجود عدد من صفحات الهبوط، فإنَّ الهدف هو نفسه، وهو اكتساب مزيد من العملاء المُحتمَلين.
تحتوي صفحات الهبوط على استمارات عملاء مُحتمَلين تطلب من الزوار إدخال معلومات التواصل مقابل شيء ذي قيمة، يُعرَف باسم العرض، والآن، فكر في حمايتك لمعلوماتك الشخصية، فما الذي يدفع هؤلاء إلى إعطائك معلومات التواصل؟ هنا تبرز أهمية صفحة الهبوط؛ إذ تُقنِع صفحة الهبوط الموجَّهة والمُعدِّة بإتقان الزوار بمنحك معلومات التواصل.
ما هي أهمية صفحة الهبوط؟
لِمَ تنشئ صفحة فريدة وتطلب من الزوار ملء استمارة بدلاً من استخدام صفحتك الرئيسة أو صفحة "حول" (About)؟ بعد قراءة هذا المقال، من المُحتمَل أن تتمكن من الإجابة عن هذا السؤال بنفسك.
مع ذلك، الإجابة المختصرة هي: تزيل صفحة الهبوط عوامل التشتيت، مثل خريطة تصفح موقع الويب، والروابط الأخرى، والخيارات البديلة حتى تتمكن من الاستحواذ على انتباه الزائر بالكامل وتوجيهه إلى استمارة العملاء المُحتمَلين بغية تحويله إلى عميل دائم.
الآن، بعد أن فهمت أهمية صفحة الهبوط، سنتناول أفضل ممارسات إنشاء صفحة الهبوط التي تضمن تحويل زوار موقعك على الويب إلى عملاء.
أفضل ممارسات إنشاء صفحة الهبوط:
1. صياغة عنوان يركز على الفوائد:
يجب أن يعطي العنوان الزوار فكرة عما ينتظرهم في غضون ثوانٍ من وصولهم إلى صفحة الهبوط، وإلا سيغادرون الموقع على الفور، فأول ما يقرأه الزوار هو العنوان الرئيس؛ لذا احرص على أن يعبِّر بوضوح وإيجاز عن قيمة صفحة الهبوط والعرض الذي تقدِّمه، واكتب عنواناً واضحاً ومباشراً لإقناع الزوار بتصفح صفحتك.
2. اختيار صورة توضح العرض:
لا غنى عن إضافة الصور إلى صفحة الهبوط، فيجب أن توضح الصور كيف سيشعر الزوار بعد تلقِّيهم العرض، وبعض الصور أفضل من غيرها؛ لذا يجب عليك دائماً إجراء اختبار يدلك عليها.
3. كتابة نص جذاب ومقنع:
لن يحقق العنوان والصورة الغاية المنشودة دون كتابة نص مقنع، فيجب أن يكون النص واضحاً وموجزاً ويوجِّه زوار موقعك إلى الإجراء الذي تريد منهم اتخاذه؛ لذا استخدم ضمير المخاطب في النص لإدماج الزوار.
نصيحة مهنية:
استفد من الذكاء الاصطناعي في إنشاء مسودة للنص وتحسينه ليتماشى مع أسلوب علامتك التجارية.
4. وضع استمارة العملاء في الجزء المرئي من الصفحة:
احرص على أن تكون استمارة العملاء متاحة بسهولة، لا أن يبحث عنها الزوار في صفحة الهبوط، وتعني عبارة "الجزء المرئي من الصفحة" أنَّه لا يتعين على الزوار التمرير للوصول إلى الاستمارة؛ وإنَّما يجب أن يروها فور وصولهم إلى صفحة الهبوط، فقد يكون العرض هو استمارة أو رابط إلى الاستمارة؛ لذا يُستحسن تصميم الصفحة بحيث يبقى العرض ظاهراً حتى مع التمرير إلى أسفل الصفحة.
5. إضافة دعوة إلى اتخاذ إجراء:
يمكن القول إنَّ عبارة الدعوة إلى اتخاذ إجراء (CTA) هي أهم عنصر في صفحة الهبوط كونها تشجع التحويل، فيجب أن يكون زر الدعوة إلى اتخاذ إجراء بارزاً؛ أي يجب عليك استخدام لون يتباين مع العناصر الأخرى في الصفحة، فكن واضحاً بشأن ما تريد أن يفعله الزوار؛ أي اكتب عبارة واضحة، مثل "إرسال" أو "تنزيل" أو "الحصول عليه الآن".
6. تقديم عرض يتعلق بمنتجاتك:
عُدَّ صفحة الهبوط جزءاً من رحلة العميل المُحتمَل إلى عرضك النهائي: منتجك أو خدمتك، فعرضك هو الشيء الذي تقدِّمه مقابل المعلومات الشخصية للعميل المُحتمَل، ولا يكفي أن يُقنع عرضك الزوار بتقديم معلومات التواصل؛ إذ يجب أن يكون ذا صلة بنشاطك التجاري أيضاً.
لنفترض أنَّك تبيع حوافر الخيول، فقد يكون عرضك شيئاً من قبيل "10 طرائق بسيطة لتحديد حجم حوافر حصانك"؛ لأنَّك في النهاية ستطلب من ذلك العميل المُحتمَل شراء الحوافر من عندك، وفي هذا المثال، لن تتمكن من اكتساب العملاء المُحتمَلين بتقديم عرض يتعلق بالزراعة العضوية؛ لأنَّ ذلك يضعهم على مسار مختلف.
7. طلب المعلومات الضرورية فقط:
يجب عليك جمع أكبر قدر ممكن من المعلومات عن عميلك المُحتمَل، لكن يعتمد مقدار ما تطلبه على عوامل عدة، وهي مدى معرفتهم بك، وموقعهم في رحلة المشتري، ومدى ثقتهم بك.
اطلب أقل قدر ممكن من المعلومات التي تحتاج إليها في استمارة العملاء المُحتمَلين لتسهيل إقناعهم بإدخال بياناتهم، ويكفي الاسم والبريد الإلكتروني لرعاية عميل مُحتمَل جديد.
8. إزالة الروابط:
لصفحة الهبوط هدف واحد فقط، وهو تحويل الزوار إلى عملاء مُحتمَلين؛ لذا أزل أي روابط لها هدف مختلف، بما في ذلك الروابط الداخلية لصفحات أخرى في موقعك على الويب لكيلا تصرف انتباه زوار موقعك عن عبارة الدعوة إلى اتخاذ إجراء.
9. التوافق مع الأجهزة المحمولة:
مثل أيَّة صفحة أخرى على موقع الويب، يجب أن تكون صفحة الهبوط متجاوبة لتوفير تجربة عرض ملائمة على الأجهزة المحمولة؛ لذا امنح زوار موقعك كل فرصة ممكنة للتحويل بصرف النظر عن كيفية عرض صفحتك، ويمكنك استخدام أداة "هبسبوت" (HubSpot) لتحقيق هذا التوافق.
10. تحسين محركات البحث:
من المؤكد أنَّك تستطيع توجيه الزوار إلى صفحة الهبوط عن طريق رسائل البريد الإلكتروني ومنشورات وسائل التواصل الاجتماعي وطرائق التسويق الأخرى، لكن يجب أيضاً تحسين صفحتك باستهداف الكلمات المفتاحية في حملاتك المدفوعة والبحث المجاني.
عندما يبحث شخص ما عن كلماتك المفتاحية، يجب أن يجد صفحة الهبوط، وبالمثل، عندما تستهدف كلمات مفتاحية بإعلانات مدفوعة، يجب أن تكون هذه الكلمات موجودة في صفحة الهبوط.
11. إنشاء صفحة شكر:
صفحة الشكر هي المكان الذي ترسل إليه العملاء المُحتمَلين بعد ملء الاستمارة، فيمكنك إظهار رسالة شكر في نفس الصفحة أو عدم الشكر أصلاً، لكن لا يُنصَح بهذا.
تخدم صفحة الشكر ثلاثة أغراض أساسية:
- تقديم العرض الذي وعدت به (عادةً تنزيل فوري).
- إثارة اهتمام عميلك المُحتمَل الجديد بمحتوى إضافي ذي صلة.
- الإعراب عن شكرك لاهتمامهم، وهذا يشجعهم على التحول إلى عملاء.
في الختام:
لقد تحدَّثنا في هذا الجزء من المقال عن تعريف صفحة الهبوط وأهميتها وأفضل الممارسات لإنشائها، وسنتحدَّث في الجزء الثاني عن كيفية تصميمها ونقدِّم نصائح عن كتابة النص فيها.