صناعة المحتوى هي عماد التسويق وبها توصل رسالتك إلى العالم وتروِّج علامتك التجارية أو منتجك أو خدمتك.
لكي تحصل على نتائج، يجب أن يحب جمهورك المحتوى الذي تنشره. ولتحقيق ذلك، عليك أن تفهم وجهات نظرهم وما يحبون قراءته.
لذا، لكي تنجح في صناعة المحتوى، يجب ألا تقتصر معرفتك على كيفية التقاط صورة، أو كتابة مقال، أو تصوير مقطع فيديو؛ أنت بحاجة إلى مواكبة التوجهات السائدة ومعرفة تقنيات البحث.
تابع القراءة لتعرف كيف يمكنك العمل في هذا المجال المثير وسريع الخطى. نقدم لك في هذا المقال بعض الخطوات والنصائح لمساعدتك على التميز من البداية.
أنواع صنَّاع المحتوى
لا تقتصر صناعة المحتوى على النموذج المكتوب، ما يعني وجود عدة أنواع من صنَّاع المحتوى. في مجال التسويق الرقمي، يتولى صنَّاع المحتوى إدارة أقسام رقمية مختلفة. في حين أنَّ بعض الشركات توظف صانع محتوى لإدارة نوع معين من الوسائط، فقد توظف شركات أخرى صانع محتوى لإدارة جميع الوسائط. إليك بعض أنواع صنَّاع المحتوى مع الوصف الوظيفي لكل منهم:
1. كاتب محتوى
يكتب كتَّاب المحتوى نصاً أصلياً جذاباً يمكن استخدامه في منصات مختلفة. وغالباً ما يُكلَّف هؤلاء بكتابة نصوص لقنوات التسويق المختلفة للشركة، مثل وسائل التواصل الاجتماعي والبريد الإلكتروني. ومع ذلك، المدونات هي أكثر ما يستخدمه كتَّاب المحتوى.
2. مصوِّر فيديو
مهمة مصور الفيديو تصوير مقاطع الفيديو وتحريرها، وتقع على عاتقه مسؤولية توافق محتوى الفيديو مع معايير الشركة. صارت يوتيوب (YouTube) المنصة المفضلة عند صنَّاع محتوى الفيديو، ولكن مع تزايد نشر محتوى الفيديو على منصات، مثل إنستغرام (Instagram) وفيسبوك (Facebook) وتيك توك (TikTok)، صار لزاماً على مصور الفيديو نشر المحتوى في هذه المنصات كافة.
3. مصور فوتوغرافي
يرجع الفضل في كل الصور التي نراها في وسائل التواصل الاجتماعي ومواقع الويب إلى المصورين. يستثمر هؤلاء مهاراتهم في تصوير صور جذابة تحكي قصصاً أو تلتقط جمال العالم من حولهم. من الموضة والجمال إلى الطعام واللياقة البدنية، ستجد مصورين في عديد من المجالات المختلفة. مع قدرتهم على تمييز الصور الإبداعية، يتعين عليهم أيضاً التقاط الصور التي يطلبها عملاؤهم منهم، ما يعني أنَّهم قد يضطرون إلى تصوير منتجات تجارية خالية من الإبداع.
4. مُضيف مدونات صوتية
تعد المدونات الصوتية طريقة رائعة لنشر الرسائل. يتعين على المُضيف أداء دور الوسيط المحايد بين الضيف والمستمعين، وهو مسؤول عن إجراء المقابلات والتعليق لتقديم مادة مفيدة للمستمعين.
من أهم مسؤوليات المُضيف محاورة الضيوف وطرح أسئلة هامة لإبقاء المقابلة ممتعة. يستعمل مضيف المدونات الصوتية في الغالب أفكاراً مكتوبة، ولكن هذا غير مجدي كونه يضطر أحياناً إلى ارتجال الأسئلة. ومع ذلك، يفيده هذا في معرفة المزيد عن ضيوفه والتعرف إلى أشخاص بارزين.
5. مؤثر على وسائل التواصل الاجتماعي
لدى المؤثرين على وسائل التواصل الاجتماعي عدد كبير ومخلص من المتابعين يستثمرونهم في ترويج المنتجات والخدمات أو نقل رسائلهم. كلما زاد عدد المتابعين، زاد تأثيرهم.
إليك أمثلة عما يستطيع هؤلاء فعله:
- نشر الصور في إنستغرام أو فيسبوك.
- إنشاء مقاطع فيديو على يوتيوب.
- عرض بث مباشر على تويتش (Twitch).
- استضافة المدونات الصوتية.
- كتابة مقالات.
- استضافة ندوات عبر الإنترنت.
- تقديم جلسات كوتشينغ فردية عبر الإنترنت.
الخطوات الأساسية للنجاح في صناعة المحتوى
سواء قررت التركيز على الفيديو أم المقالات أم المدونات الصوتية، تساعدك الخطوات الآتية في تحقيق النتائج التي تنشدها. مع أنَّك لا تحتاج بالضرورة إلى إكمال الخطوات بهذا الترتيب الدقيق، ثمة أشياء معينة، مثل تحديد جمهورك المستهدف، عليك القيام بها أولاً قبل الانتقال إلى الخطوة الآتية:
1. تحديد جمهورك
معرفة جمهورك المستهدف أمر بالغ الأهمية لنجاح محتواك واستراتيجية التسويق. تحتاج العلامة التجارية إلى محتوى ملائم ومبتكر لإثارة اهتمام الجمهور، ولكن هذا لا يكفي، إذ عليك الحفاظ على هذا الاهتمام. ومعرفة جمهورك سيسهل عليك هذا الأمر.
2. اختيار منصة
تكمن فائدة استخدام منصات التواصل الاجتماعي في عدد مستخدميها الكبير. لنأخذ فيسبوك على سبيل المثال الذي يضم أكثر من 2 مليار مستخدم نشط. وتبدو الصورة متشابهة إلى حد بعيد بالنسبة لموقع يوتيوب (مع 2.6 مليار مستخدم)، وواتساب (مع أكثر من 2 مليار مستخدم)، وإنستغرام (مع ما يقدر بنحو 2 مليار مستخدم). لذا، تعد وسائل التواصل الاجتماعي أفضل مكان للبدء كونها تحوي هذه الأعداد الغفيرة.
من الحسن أن تنشط على جميع المنصات لزيادة التعريف بعلامتك التجارية، ولكن اختيار منصة واحدة أو اثنتين يساعدك على تركيز جهودك وطاقتك في مصدر واحد. ففي النهاية، ما من فائدة من استخدام سنابشات (Snapchat)أو تيك توك، إذا كان جمهورك المثالي من أصحاب الأعمال التجارية بين الشركات (B2B).
بالإضافة إلى ذلك، هذه المنصات مختلفة من حيث نوع المحتوى الذي يُنشر فيها. يختص ووردبريس (WordPress) مثلاً في المقالات، بينما يختص يوتيوب بمقاطع الفيديو.
فيما يأتي بعض الأمثلة عن المنصات الاجتماعية والرقمية التي يستخدمها صنَّاع المحتوى لزيادة مدى وصولهم إلى جمهورهم المستهدف:
● يوتيوب
يعد يوتيوب مثالياً لنشر مقاطع الفيديو. يستثمر صنَّاع المحتوى هذه المنصة في نشر مجموعة واسعة من مقاطع الفيديو الإرشادية والتعليمية وتقييمات المنتجات ومقاطع فتح العلبة (unboxing videos) وما أشبه ذلك. إضافة إلى أنَّ منصة يوتيوب متعددة الاستخدامات، فهي أحد الأشكال الرائدة للترفيه الرقمي أيضاً. يفضِّل المستخدمون الذين يعانون ضيق الوقت مشاهدة مقطع فيديو قصير على قراءة مقال طويل.
● إنستغرام
ما من شيء أسرع وأسهل للفهم من مقاطع الفيديو إلا الصور، فالصورة أبلغ من ألف كلمة، وهذا ينطبق تحديداً على إنستغرام. في بعض الأحيان، لا يمكنك كتابة كل ما تريد نشره، وفي مثل هذه الحالة تغنيك الصور.
يمكن للشركات أيضاً استخدام المنصة لترويج منتجاتها أو بيعها مباشرة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن القول إنَّ أكبر ميزة في إنسنتغرام هي سهولة مشاركة المنشورات، مما يجعلها منصة مثالية للتفاعل.
● فيسبوك
تعد منصة فيسبوك خياراً مرناً للشركات كونها تتيح لها التسويق بطرائق متنوعة، مثل نشر المقالات القصيرة ومشاركة القصص وإعادة نشرها ومحتوى الفيديو وغير ذلك الكثير، ما يجعلها منصة رائعة لترويج العلامات التجارية والخدمات.
3. تصميم خطة المحتوى
تشبه خطة المحتوى في بعض النواحي خطة العمل، فهي تهيئ العلامة التجارية لسيناريوهات مختلفة وتحدد طريقة التعامل مع كل منها. وأفضل ما في الأمر أنَّها تعزز التنسيق.
إذا كنت تعمل مع فريق تسويق أكبر، فإنَّ خطة المحتوى أمر لا بد منه لأنَّها تسمح للفرق بالعمل معاً بسلاسة، وتضمن اتفاق الجميع. يوجد عدة أدوات برمجية رائعة لإدارة المشاريع مثل أسانا (Asana) وتريللو (Trello) تساعدك في الحفاظ على سلاسة العمل والتواصل المستمر.
يساعد استخدام خطة محتوى فعالة أيضاً في إعداد موضوعات وأحداث كل شهر. على سبيل المثال، إذا كنت ستركز على وسائل التواصل الاجتماعي تحديداً، فيمكنك استخدام قوالب تقويم محتوى وسائل التواصل الاجتماعي. حتى لو كنت تعمل وحدك، فإنَّ التقويم الموحَّد يساعدك على النظر إلى منشوراتك نظرة استراتيجية.
في الختام
لقد تحدثنا في هذا الجزء الأول من المقال عن أنواع صنَّاع المحتوى وقدمنا 3 خطوات لتحقيق النجاح في صناعة المحتوى؛ سنتحدث في الجزء الثاني والأخير منه عن 5 خطوات أخرى ونقدم بعض النصائح.
