يُعَدُّ المحتوى ضرورياً للوصول إلى جمهورك المستهدف ونجاح عملية التسويق، وفي هذا المقال سنتعمَّق في أنواع مختلفة من المحتوى ونوضح عملية إنشاء المحتوى بالتفصيل.

ما هو إنشاء المحتوى؟

هو عملية إنشاء أشكال مختلفة من الوسائط التي تناسب جمهورك المستهدف، ويتطلب ذلك خطوات متعددة، بدءاً من توليد فكرة أولية إلى ترويج جزء منشور من المحتوى بالاستعانة بعدد من الخبراء.

على سبيل المثال، غالباً ما يحدد استراتيجيو المحتوى أفكار الموضوعات ذات الصلة التي تتوافق مع أهداف التسويق، ويحوِّل الكتَّاب ومنتجو الفيديو والمبدعون الآخرون هذه الأفكار إلى أجزاء مثيرة من المحتوى.

أهمية إنشاء المحتوى:

يُعَدُّ إنشاء المحتوى أمراً أساسياً لضمان حصولك على ما تحتاج إليه للوصول إلى العملاء المحتملين؛ وذلك لأنَّه جزء ضروري من عملية تسويق المحتوى التي تمثل استراتيجية طويلة الأمد تشمل تطوير المحتوى ونشره عبر القنوات للوصول إلى جمهورك المستهدف وإدماجه، وهذا يساعد على:

  1. تنمية الوعي بالعلامة التجارية.
  2. التفاعل مع مجموعات مختلفة عبر الإنترنت.
  3. الاحتفاظ بالعملاء الحاليين.
  4. تثقيف العملاء المحتملين.
  5. بناء المصداقية.
  6. تحسين ترتيب موقع الويب في صفحات نتائج البحث المجاني.

قد يكون تحسين الترتيب في البحث المجاني عن طريق المحتوى مفيداً للوصول إلى العملاء المحتملين تحديداً، ويمكنك القيام بذلك من خلال تحسين محركات البحث (SEO) الذي يتضمن إنشاء موقعك على الويب ومحتواك وتحسينهما لتحتل مرتبة أعلى في نتائج بحث جوجل (Google).

أنواع المحتوى:

من المفيد إنتاج أنواع مختلفة من المحتوى لزيادة وصولك، وإليك بعضها:

1. المقالات:

تُعَدُّ المقالات طريقة رائعة لتثقيف القرَّاء (وغالباً ما تمثل الجزء الأكبر من محتوى موقع الويب)، وتساعد المقالات أيضاً على زيادة الوعي بالعلامة التجارية والترتيب في نتائج البحث وولاء العملاء.

من الهام التوصل إلى أفكار جديدة للمقالات وتنفيذها بإتقان، وتجعل المقالات محتواك متميزاً عن محتوى الآخرين، وإليك بعض أفكار المقالات لإلهامك:

  • محتوى بسيط: الإجابة عن الأسئلة المتكررة التي يطرحها المبتدئون في مجال عملك.
  • محتوى معقد: توفير محتوى أكثر تطوراً للمحترفين المتمرسين.
  • المقارنات: المقارنة بين الحلول أو المنتجات أو الخدمات المتعددة.
  • قائمة الاختيارات: مشاركة أفضل الموارد حول موضوع معين.
  • أدلة إرشادية: تقديم إرشادات مفصَّلة للعمليات الهامة.
  • الأخبار: مشاركة الإعلانات حول آخر مستجدات الشركة والمنتجات والجوائز وغيرها.

بإمكانك إضافة بعض أو كل أنواع المقالات هذه إلى موقعك على الويب.

2. الرسوم البيانية:

الرسوم البيانية هي تمثيلات مرئية لنقاط البيانات أو السرد، فقد تؤدي الرسوم البيانية أداءً جيداً في نقل المعلومات المعقدة أو البيانات الضخمة بطريقة سهلة الفهم، كما أنَّها تساعد على تقليل حجم النصوص الكبيرة، وتجري مشاركتها عادةً على وسائل التواصل الاجتماعي وتشير إليها مواقع أخرى.

يمكنك البحث عن البيانات المثيرة للاهتمام ذات الصلة بمجال عملك وتمثيلها باستخدام الرسوم البيانية، أو البحث عن الإلهام من الرسوم البيانية الشائعة في مجالات العمل الأخرى.

للرسوم البيانية أشكال مختلفة، وإليك بعض الأفكار لتحفيز إبداعك:

  • شرح العملية: تقسيم عملية معقدة تتعلق بمجال عملك أو منتجك.
  • توجهات الصناعة: استخدام البيانات لتوضيح التوجهات الحالية في مجال عملك.
  • تاريخ الشركة: سرد قصة شركتك وإنجازاتها الرئيسة.
  • الأسئلة الشائعة: تحويل أشيع الأسئلة إلى رسوم بيانية.
  • المخططات البيانية: توفير البيانات الرقمية باستخدام مخططات شريطية ودائرية، وغيرها.
  • الخرائط: تقديم بيانات ومعلومات عن مكان العمل باستخدام خرائط بسيطة أو مخصَّصة.

3. مقاطع الفيديو:

قد تكون مقاطع الفيديو عبارة عن أجزاء مستقلة على موقع "يوتيوب" (YouTube) أو موقعك على الويب، لكن يمكنها أيضاً تحسين محتوى النص؛ إذ يشير 45% من المسوقين وأرباب الأعمال حسب أحد الاستطلاعات حول تسويق المحتوى إلى أنَّ الفيديو هو شكل المحتوى الأكثر فاعلية.

يمكن إضافة معلومات إلى مقاطع الفيديو باستخدام البيانات الوصفية، مثل الوسوم والأوصاف، ومع ذلك، قد تكون إمكانية البحث عن مقاطع الفيديو محدودة مقارنة بالنصوص.

يمكنك إعادة توظيف المقالات الحالية وتحويلها إلى محتوى فيديو، ويمكن للمؤسسين والمديرين التنفيذيين أيضاً نشر مقاطع فيديو قصيرة على وسائل التواصل الاجتماعي لمشاركة أفكارهم.

إليك بعض أفكار محتوى الفيديو التي يجب وضعها في الحسبان:

  • شرح المفاهيم: شرح المنتج أو الخدمة أو المفهوم بإيجاز.
  • العروض التوضيحية للمنتج: استعراض للمنتج أو الخدمة يشمل ميزاته وفوائده.
  • دراسات الحالة: تسليط الضوء على عملاء راضين يشاركون تجاربهم.
  • البرامج التعليمية: مشاركة تعليمات مفصَّلة حول كيفية أداء مهمة معينة أو اكتساب مهارة.
  • خلف الكواليس: عرض لمحة عن الأعمال الداخلية للشركة.
  • الرسوم المتحركة: سرد قصة باستخدام الرسوم المتحركة.

4. المدونة الصوتية:

توفِّر المدونات الصوتية تواصلاً عميقاً مع المستمعين من خلال سرد القصص والمناقشات، فإنَّها تساعد على بناء قاعدة جماهيرية مخلصة، ويجب ألا يكون إطلاق مشروع المدونة الصوتية أمراً شاقاً؛ لذا حدد الموضوعات التي تثير شغفك أنت وجمهورك، ثم خطط للمحتوى مقدَّماً، وقرر ما إذا كنت ستدعو ضيوفاً أم ستعمل بمفردك، ومدة الحلقات، وغير ذلك.

بعد تسجيل الحلقات، يمكنك نشرها على أدلة المدونات الصوتية، مثل "آبل بودكاست" (Apple Podcasts)، و"سبوتيفاي" (Spotify)، و"جوجل بودكاست" (Google Podcasts)، ويجب عليك الاستفادة من التغذية الراجعة للمستمعين لتحسين محتواك.

إليك بعض أفكار المدونات الصوتية:

  • مقابلات الخبراء: تشمل خبراء مجال العمل وقادة الفكر والمؤثرين.
  • قصص النجاح: سرد كيف حققت النشاطات التجارية المرتبطة بموضوع مدونتك الصوتية النجاح.
  • جلسات أسئلة وأجوبة: ركز على الإجابة عن الأسئلة المقدَّمة من جمهورك.
  • توجهات الصناعة: تسليط الضوء على الموضوعات الشائعة والتقنيات الناشئة في مجال تخصصك.
  • حلقات النقاش: إشراك الخبراء في حلقة نقاش حول موضوع محدد.
  • الآراء: مناقشة الكتب والأفلام والأحداث المتعلقة بموضوع المدونة الصوتية.

5. منشورات مواقع التواصل الاجتماعي:

يمكِّن محتوى وسائل التواصل الاجتماعي العلامات التجارية من الوصول إلى أكثر من 4.5 مليار مستخدم، حتى يتمكنوا من التواصل مع جماهير مختلفة وتلبية خياراتهم المفضلة.

توفِّر التعليقات والإعجابات والمشاركات والرسائل المباشرة فرصة للتفاعل مع الجماهير وتعزيز الشعور بالانتماء إلى المجموعة، وتحتوي كل منصة على نوع محتوى معين ناجح.

على سبيل المثال، "تيك توك" (TikTok) معروف بمقاطع الفيديو القصيرة الممتعة، في حين تتميز منصة "إنستغرام" (Instagram) بالصور عالية الجودة، وتجمع هذه المنصات أيضاً بيانات المستخدمين، ويمكن للعلامات التجارية الاستفادة من هذه البيانات لتحسين محتواها.

يمكنك أيضاً إعادة استخدام بعض محتوى مدونتك في وسائل التواصل الاجتماعي، على سبيل المثال، يمكن تحويل المحتوى الرائج الذي يركز على تحسين محركات البحث (SEO) إلى مقاطع فيديو توضيحية قصيرة ومشاركتها عبر حسابات وسائل التواصل الاجتماعي.

جرِّب أنواعاً مختلفة من محتوى وسائل التواصل الاجتماعي لمعرفة أيها يحقق أفضل أداء، وإليك بعض الأفكار لمساعدتك في هذا الصدد:

  • ترويج المحتوى: مشاركة الروابط إلى المحتوى المنشور على موقعك على الويب.
  • خلف الكواليس: نشر صور أو مقاطع فيديو لمكان عملك أو العملية الإبداعية.
  • تسليط الضوء على المنتجات: شرح فوائد أحدث منتج أو خدمة لديك.
  • المحتوى الذي ينشئه المستخدم: إعادة مشاركة الصور ومقاطع الفيديو والمراجعات التي أنشأها عملاؤك.
  • استطلاعات الرأي والاستبيانات: جمع الآراء أو الأفكار من جمهورك.
  • المحتوى الموسمي: التعليق على الاحتفاءات والأعياد الحالية.
  • اقتباسات ملهمة: مشاركة الرسائل والاقتباسات التحفيزية مصحوبةً برسومات جذابة.
  • الهدايا: إجراء مسابقات على وسائل التواصل الاجتماعي لمكافأة متابعيك.
  • البث المباشر: إجراء جلسات أسئلة وأجوبة مباشرة وتسليط الضوء على الأحداث.

6. المحتوى التفاعلي:

يشجع المحتوى التفاعلي المستخدمين على التفاعل مع محتواك، وهذا ما يؤدي إلى إنفاقهم مزيداً من الوقت على موقعك، ومتابعتك على وسائل التواصل الاجتماعي، ويؤدي ذلك إلى زيادة الوعي بالعلامة التجارية ومساعدتهم على الاقتراب من إجراء عملية شراء.

يضيف المحتوى التفاعلي أيضاً قيمة فورية، مثل الحسابات التفاعلية واستطلاعات الرأي والخرائط التفاعلية، ومن المرجح أن تضع المواقع الأخرى رابطاً للمحتوى التفاعلي.

إحدى طرائق تصور المحتوى التفاعلي هي التفكير في احتياجات جمهورك، وكيف يمكنك تلبية هذه الاحتياجات بطريقة لا يستطيع المحتوى غير التفاعلي القيام بها.

للمحتوى التفاعلي أشكال عدة، ومنها:

  • الاختبارات والاستطلاعات: تمكين الزوار من معرفة مزيد من المعلومات عن أنفسهم أو عن عملائهم وموظفيهم من خلال سلسلة من الأسئلة.
  • الحسابات التفاعلية: تساعد المستخدمين على العثور على قيمة عددية لعملية أو عملية شراء معينة.
  • الندوات التفاعلية عبر الإنترنت: تمنح الحاضرين الفرصة للتعليق وطرح الأسئلة في الوقت الحقيقي.
  • الخرائط التفاعلية: السماح للمستخدمين بالتركيز على مناطق جغرافية مختلفة لاكتشاف معلومات محددة.

في الختام:

لقد تحدَّثنا في هذا الجزء من المقال عن تعريف إنشاء المحتوى وأنواعه، وسنتابع الحديث في الجزء الثاني والأخير عن كيفية تطوير عملية إنشاء المحتوى وأدواته.