في عالم الأعمال اليوم الذي يتسم بالتنافسية، من الهام التميز عن الآخرين وجذب انتباه الناس، وإحدى الطرائق الفعالة لتحقيق ذلك هي سرد قصص مقنعة تلقى صدى لدى الجمهور.
تبحث هذه المقالة في أهمية سرد القصص في إنشاء علامة تجارية شخصية مميزة تساعدك في تحقيق هدفك سواء أكان إيجاد وظيفة جديدة، أم بدء مشروع تجاري، أم مجرد الرغبة في بناء علامة تجارية شخصية.
أهمية سرد القصص في إنشاء العلامة التجارية الشخصية
يساعد سرد القصص في التواصل مع الآخرين وتقوية العلاقات واكتساب الثقة والمصداقية وإبراز العلامة التجارية.
يقول أحد مؤسسي موقع "ريفينيو غيكس" (RevenueGeeks)، "آدم وود" (Adam Wood): "يسهل على المرء تذكُّر القصص أكثر من تذكُّر مجموعة من الحقائق أو الإحصاءات؛ لأنَّ القصص تترك أثراً في الجمهور، وتثير مشاعرهم، وتلمس اهتماماتهم. وينطبق الأمر ذاته على قصة العلامة التجارية الشخصية"؛ حيث تعطي من خلالها للناس لمحة عن نفسك، وعن المبادئ التي تمثلها، والسمات التي تميزك.
لكن، يجب سرد القصة المناسبة بطريقة تثير إعجاب الجمهور، وتتوافق مع علامتك التجارية الشخصية، وتعكس شخصيتك وصدقك مع نفسك، وتبرز الصفات والخبرات التي تميزك في سوق العمل أو مجال اختصاصك.
قال "جيك سميث" (Jake Smith)، مؤسس شركة "بيرسينيلايزد نمبر بليتس" (Personalized Number Plates): "لا يكفي أن تذكر في القصة إنجازاتك فقط؛ بل يجب أن تعطي فكرة عن شخصيتك، والسبب الذي يجعلك المرشح المناسب للوظيفة. لذا، ينبغي أن تصيغ قصة تتوافق مع علامتك التجارية الشخصية لترك أثر عميق في نفوس الناس".
لنفترض أنَّك تخرجت حديثاً، وتود العمل في مجال التكنولوجيا. تستطيع سرد قصة في سيرتك الذاتية وخطاب التقديم لترك انطباع شخصي يعلق في الأذهان، بدلاً من إدراج مهاراتك وخبراتك فقط. اذكر مثلاً قصة عن مشروع عملت عليه في الجامعة، أو عن تجربة شخصية أثارت اهتمامك في مجال التكنولوجيا، أو عن اهتمامك بالتكنولوجيا منذ الصغر، وكيف تعلمت البرمجة بنفسك في المرحلة الإعدادية، كما يمكنك التحدث عن مشروع مدرسي أنشأت فيه أنت وفريقك تطبيقاً على الأجهزة المحمولة ساعد في حل مشكلة. يسهم هذا في عرض مؤهلاتك ومهاراتك التقنية من جهة، ويبرز شغفك وحماستك للعمل في هذا المجال من جهة أخرى، لتثبت قيمتك للشركة.
استخدام سرد القصص في بناء علامة تجارية شخصية قوية
يساعد سرد القصص في إنشاء علامة تجارية شخصية تبقى عالقة في أذهان الناس، ويتيح التواصل مع الآخرين وتقوية العلاقات واكتساب الثقة والمصداقية. تستطيع أن تستفيد من السرد القصصي في إنشاء السير الذاتية وخطابات التقديم وحتى في الفعاليات الاجتماعية ومنصات التواصل الاجتماعي مثل "لينكد إن" (LinkedIn).
تجدر الإشارة إلى بعض النقاط الهامة التي يجب وضعها في الحسبان عند استخدام سرد القصص في إنشاء العلامة التجارية الشخصية. أولاً: يجب أن تنسج قصة مناسبة تعرِّف فيها عن نفسك، وتذكر المبادئ التي تتمثل بها، والسمات التي تميزك. قد تكون قصة عن تجربة مررت بها أو إنجاز حققته، أو عن قيمك وشغفك.
بعد اختيار القصة، يمكنك استخدامها في الترويج لعلامتك التجارية عن طريق ذكرها في سيرتك الذاتية أو خطاب التقديم، أو وضعها في ملفك الشخصي على "لينكد إن" أو استخدامها لتقديم نفسك في الفعاليات الاجتماعية. في ما يلي، بعض النصائح لاستخدام السرد القصصي في إنشاء العلامة التجارية الشخصية وتحقيق التميز:
- تحلَّ بالصدق في سرد قصة العلامة التجارية الشخصية؛ لأنَّها يجب أن تعكس شخصيتك.
- تجنَّب العموميات، واستخدم أمثلة وحكايات محددة لتكون قصتك قريبة من الناس وترسخ في أذهانهم.
- احرص على ترويج نفس القصة من خلال نشاطاتك الرامية لتعزيز علامتك التجارية الشخصية جميعها.
4 نصائح لاستخدام القصص في إنشاء العلامة التجارية الشخصية على منصة "لينكد إن"
منصة ''لينكد إن" هي إحدى أشهر المنصات لبناء العلاقات المهنية، وهي أداة فعالة لبناء العلامة التجارية الشخصية. في ما يلي، 4 نصائح لاستخدام القصص في إنشاء العلامة التجارية الشخصية على هذه المنصة:
- أدرج قصة العلامة التجارية الشخصية في قسمي العنوان والملخص على المنصة؛ لأنَّهما أول قسمين يراهما الناس عند الاطلاع على ملفك الشخصي على "لينكد إن".
- شارك خبراتك وإنجازاتك بما يتلاءم مع قصة علامتك التجارية الشخصية.
- شارك محتوى ذا قيمة مثل: المقالات وأي محتوى آخر يعكس قصة علامتك التجارية الشخصية، ويعزز سمعتك باعتبارك خبير في مجالك.
- استخدم العناصر المرئية مثل: الصور ومقاطع الفيديو لسرد قصة علامتك التجارية الشخصية.
كن صادقاً في قصتك، وانشرها من خلال الوسائل كافةً، التي تستخدمها للترويج لعلامتك التجارية، وأظهر إبداعك عند مشاركة قصتك على "لينكد إن".
مثال من الواقع عن دور سرد القصص في إنشاء العلامة التجارية الشخصية
اكتشف الشاب "إحسان" شغفه بكتابة المحتوى التسويقي بطريقة غير متوقعة، فقد بدأ مساره المهني متدرباً في قسم الميكانيكا في شركة "يونيليفر" (Unilever)، لكنَّه أدرك أنَّ هذا المجال لم يكن مناسباً له. كان إحسان يتصفح موقع "يوتيوب" (YouTube) ذات يوم حين عثر على مقطع فيديو حول كتابة المحتوى التسويقي، فأدرك على الفور أنَّها المهنة التي لطالما كان يبحث عنها.
ترك إحسان التدريب في الشركة والتحق بدورة تدريبية في كتابة المحتوى التسويقي، وأصبح كاتب محتوى تسويقي ناجح يعمل لصالح شركات كبيرة.
إنَّ قصة إحسان هي مثال رائع لكيفية استخدام السرد القصصي في إنشاء علامة تجارية شخصية قوية. تعلَّم من قصة إحسان، واستخدم السرد القصصي للتقرّب من الناس وإظهار خبراتك ومهاراتك لهم. عندما تروي قصة علامتك التجارية الشخصية، ستتمكن بلا شك من التميز.
صعوبات استخدام القصص في إنشاء العلامة التجارية الشخصية
قد يخشى المرء فكرة إبراز نفسه على الملأ، وإخبار الناس بقصة علامته التجارية الشخصية، وربما تساوره مشاعر الشك الذاتي والخوف من ألا تكون قصته مثالية.
قال "برام جانسن" (Bram Jansen)، رئيس تحرير موقع "في بي إن أليرت" (vpnAlert): "تدفعنا وسائل التواصل الاجتماعي والإنترنت إلى مقارنة أنفسنا بالآخرين والشعور بالحاجة لسرد قصة مثالية. لكن، يكمن جمال رواية القصص للترويج للعلامة التجارية الشخصية في القدرة على مشاركة تجاربنا ووجهات نظرنا المميزة وعيوبنا".
في ما يلي، بعض النصائح للتغلب على هذه الصعوبات:
- تجنَّب سرد قصة علامتك التجارية الشخصية دفعة واحدة؛ بل شاركها تدريجياً لإثارة حماسة الآخرين.
- شارك قصتك مع صديق أو منتور تثق به، واسأله عن رأيه بها بصراحة، مما يساعدك في تحديد الجوانب التي تحتاج إلى التحسين، ويمنحك الثقة لمشاركة قصتك مع جمهور أوسع.
- تقبل عيوبك واروِ قصة علامتك التجارية الشخصية بصدق؛ لأنَّها تعكس فرادة رحلتك، وهذا ما يجعلها مميزة.
- تدرب على سرد قصة علامتك التجارية الشخصية لتشاركها بكل أريحية وثقة.
ينصح "شون ستيفنز" (Sean Stevens)، مدير جامعة "إيميرس إديوكيشن" (Immerse Education)؛ "لا تبالغ في التفكير في الأمر، فالجميع قادر على إنشاء علامة تجارية شخصية قوية عن طريق سرد قصص صادقة ومميزة لا تُنسى.
في الختام
قد تتردد في مشاركة قصة علامتك التجارية الشخصية، ولا تعرف كيفية وصف نقاط قوتك وقيمك بفعالية، لكن اعلم أنَّ الصدق والشجاعة لإخبار الناس بقصتك هما مفتاح التميز والنجاح في سوق العمل.