"خوارزمية فيسبوك تكرهك". قد يبدو هذا الكلام أشبه بنظرية المؤامرة، لكنَّه حقيقي. دعنا نبيِّن لك لماذا.
لقد استمر نطاق الوصول الطبيعي (عدد الجماهير التي تصل إليها منشوراتك باستخدام الوسائل المجانية المُتاحة) لصفحتك التجارية بالانخفاض انخافضاً سريعاً خلال السنوات القليلة الماضية. ألقِ نظرةً فقط على حركة البيانات الواردة عن طريق الإحالات القادمة من فيسبوك خلال الشهور الستة الماضية:
بلغت نسبة الأشخاص الذي يشاهدون منشوراتك في عام 2012 16% من المتابعين، وقد انخفضت النسبة إلى 52% في العام الماضي وحده.
هذا سيءٌ تماماً، أليس كذلك؟
كيف يُفترَض إذاً أن تتعامل مع هذه المشكلة؟ ما الإجراء المختلف الذي تستطيع اتِّخاذه للوصول إلى كل المتابعين الذين عملت بجدٍّ للحصول عليهم؟
إحدى الاستراتيجيات المفضلة بالنسبة إلي، إلقاء نظرةٍ على الإجراءات التي تتخذها أفضل صفحات فيسبوك، والاقتداء بالمناهج التي يتَّبعونها.
لن يكون من المفيد اتِّباع التكتيكات التي يتبعونها بحذافيرها، بيد أنَّ في إمكانك تركيز الاهتمام على الإجراءات التي يجيدون القيام بها، بعدها تستطيع تطبيق الإجراءات نفسها على نفسك.
إليك بعض أفضل الصفحات التجارية في فيسبوك، والتي تستطيع البدء بتحليل أدائها والاقتداء بالاستراتيجيات التي يتَّبعونها:
1. فيسبوك:
لن تكون هذه مقالةً في التسويق دون نصيحةٍ مميزة نبدأ بها المقالة.
تحظى صفحة فيسبوك في موقع فيسبوك بـ 189780591 إعجاباً (وما زال العدد في ازدياد).
ليس من المُستغرب أنَّ أعضاء فريق فيسبوك مضطلعون على خفايا المنصة، فقد بدأت القصة من عند الشخص الذي ابتكر كل شيء. يشارك مارك زوكربيرج في العملية، فيَبُثُّ فيديوهاتٍ مُباشرةً عبر فيسبوك يستضيف فيها جيري ساينفيلد.
لماذا يُعَدُّ هذا مهمَّاً؟ لأنَّ بث الفيديوهات بثَّاً مباشراً عبر فيسبوك يُعَدُّ أفضل إجراءٍ يُتَّخَذ للتغلب على خوارزمية فيسبوك التي تحرمك من القدرة على الوصول إلى الجمهور باستخدام الطرق المجانية المُتاحة.
أوَّلاً، يُفضِّل المُستخدِمون الفيديوهات بشكلٍ عام، وهي تحتل المرتبة الثالثة في قائمة أنواع المحتوى التي يريد المُستخدمون أن يشاهدوا مزيداً منها.
ما أنواع المحتوى التي تريدون أن تروا مزيداً منها مستقبلاً؟ |
منشورات وسائل التواصل الاجتماعي 45%. |
المقالات الإخبارية 44%. |
الفيديوهات 43%. |
الدروس التي تُقدَّم عبر الإنترنت والألعاب التعليمية 33%. |
المقالات أو الأدوات التفاعلية 31%. |
المحتوى الذي يتطرَّق إلى الأبحاث 31%. |
التدوينات 29%. |
الأشكال الطويلة من المحتوى المرتبط بالتجارة أو العمل 21%. |
الأشكال الطويلة من المحتوى المرتبط بالثقافة الشعبية أو الأخبار 17%. |
التدوينات الصوتية 17%. |
ثانياً، إنَّ التفاعل مع فيديوهات البث المباشر يفوق كثيراً التفاعل مع الفيديوهات العادية، حيث تُظهر بيانات فيسبوك نفسها أنَّ مُعدَّل إكمال فيديوهات البث المباشر يُعَدُّ أعلى من معدل إكمال الفيديوهات العادية، وأنَّها تجذب اهتمام عددٍ أكبر من المتابعين.
يقضي أيضاً الأشخاص الذين يتابعون فيديوهات البث المباشر عبر فيسبوك ثلاثة أضعاف الوقت الذي يقضونه في متابعة أنواع البث الأخرى.
الخبر السار هو أنَّه ليس ضروريَّاً أن تكون مارك زوكيربيرج ولا أن تستقبل ضيوفاً مثل ساينفيلد حتى تدير جلسة حوار فعالة عبر فيديوهات البث المباشر في فيسبوك؛ ابدأ بطرح مواضيع مَرِحة، ففيديوهات البث المباشر ليست حكراً على المواضيع الرسمية والمملة، والجلسة الحوارية التي أُجريَت مع ساينفيلد ليست المثال النموذجي؛ فالناس ينتظرون مزيداً من الحوارات الطبيعية والصادقة.
يُعَدُّ حس الدعابة الطبيعي البعيد عن التكلُّف واحداً من أفضل طرائق الحفاظ على تفاعل الناس، ويُضفي على العلامة التجارية طابعاً إنسانيَّاً في ذات الوقت.
2. ستارباكس:
تأتي ستارباكس في المرتبة الثانية من حيث المتابعين الذين يبلغ عددهم 35431531 متابعاً من مختلف أرجاء العالم.
لقد كانت ستارباكس من أوائل من تَبنَّوا "تقنية التسويق الاجتماعي المحلي المُتنقِّل" (SoLoMo technology). إذ يجمع تطبيقهم الذي يعمل على الهواتف - على سبيل المثال - هذه التوجهات الثلاثة جميعها، فيتيح لك إرسال الطلبات، والتوجُّه إلى المتجر لشراء مشروب، ومشاركة التجربة ببضع نقرات.
لكن من أجمل الميزات التي تقدمها الشركة تطبيق مُحدِّد مواقع المتاجر التفاعلي الموجود في صفحتهم في فيسبوك. إذ في إمكانك مثلاً أن تُظهر مواقع المتاجر مباشرةً من خلال كتابة اسم الوِجهة التي تقصدها.
تستطيع بعد ذلك الضغط على متجرٍ ما لرؤية معلوماتٍ عنه، منها الساعات التي يعمل فيها وعنوانه.
تخيَّل كم يُعَدُّ هذا مفيداً في أثناء قيادة السيارة أو التواجد في مدينةٍ جديدة، إذا لا داعي في هذه الحالة إلى مغادرة فيسبوك وبدء البحث في جوجل.
تُعَدُّ إضافة تطبيقات إلى الصفحة عملاً هيِّناً، بيد أنَّ تطوير تطبيقٍ مُعقَّدٍ كهذا يحتاج إلى بذل بعض الجهود الإضافية.
ألقِ نظرةً على التبويبات الموجودة في صفحتك التجارية، والتي تتضمَّن عادةً الفيديوهات، والمناسبات، والصور، إلخ. تستطيع من هنا اختيار إزالة التبويبات لإفساح المجال لتطبيقٍ جديد حينما يكون جاهزاً.
تندمج صفحة ستارباكس في فيسبوك مع بينترست أيضاً لاستعراض عشرات أشكال المحتوى الذي يتضمَّن كل شيءٍ من الوصفات وحتى حقائق تاريخيَّةٍ عن أنواعٍ معيَّنةٍ من القهوة.
الهدف من هذا الدمج هو البقاء في صفحة فيسبوك، إذ يمكنك أن تقضي ساعاتٍ في تصفح المحتوى هنا. هذا يعني أنَّ في إمكان الجمهور أن يقوم بعديدٍ من عمليات التفاعل في كل مرَّةٍ يضغط أحدهم فيها على واحدةٍ من هذه الميزات الجديدة. وإذا كان ثمَّة شيءٌ واحدٌ تحبه خوارزمية فيسبوك، فهو التفاعل.
3. نوتيلا:
تُعَدُّ شوكولا نوتيلا المُنتَج المُفضَّل لجميع الناس، حيث بلغ عدد متابعي صفحة الشركة في فيسبوك 31985113 متابعاً.
لكنَّ نوتيلا لديها مشكلة. إنَّها شهية بكل تأكيد، لكن ليس كل الناس يعرفون ماذا يفعلون بها، أو حتى كيف يستخدمونها.
لقد عانَت شركة جيلو (Jell-O) المشكلة نفسها قبل أكثر من 100 عام، إذ شعر المستهلكون ببعض الحيرة حينما طُرِح المُنتَج أول مرَّةٍ في عام 1904. لقد كان المُنتَج مادَّةً غريبة لا تشبه أي شيءٍ رآه الناس قَطُّ في ذاك الوقت. لهذا السبب، وضعت الشركة كتاب وصفاتٍ لاستعراض استخدامات المُنتَج المتعددة.
لم تتطرَّق الوصفات الموجودة في الكتاب إلى المنتَج وحده فقط، بل إلى جميع الوجبات الشهية التي يمكن تناولها معه. بمعنى آخر، ركَّز الكتاب الاهتمام على النتيجة عوضاً عن تركيزه على المُنتَج نفسه. لقد أبلى هذا النهج بلاءً حسناً، وساعد الشركة في الحصول على مبيعات بقيمة مليون دولار في عام 1906 بعد طرح الكتاب.
أرأيت؟ التسويق بالمحتوى ليس جديداً أبداً.
لقد تبنَّت نوتيلا النهج نفسه من خلال تقديم جميع أنواع الوجبات المُبهِجة التي تستعرض استخدامات المُنتَج المُتعددة.
ستلاحظ أيضاً أنَّ هذا المنشور يشبه المنشورات التي تُعرَض في إنستغرام. إنَّه من إعداد شخصٍ محترفٍ في التقاط الصور بلا شك، لكنَّ الزاوية و"المشهد" يجعلانه يبدو مثل لقطةٍ تُصوِّر أسلوب الحياة، ويقدِّم أفضل أداءٍ يمكن أن يُقدَّم حينما يتعلق الأمر بالحصول على متابعين جددٍ في إنستغرام.
يتميَّز حساب نوتيلا أيضاً بالفيديوهات التي يضيفها إلى صفحته:
على الرغم من أنَّ التوصُّل إلى أفكارٍ مثيرةٍ مرتبطةٍ بمنتجٍ كهذا وتقديمها عبر فيديوهات البث المباشر في فيسبوك قد يكون مهمَّةً صعبة، إلَّا أنَّهم يقدمون ثاني أفضل محتوىً من خلال الفيديوهات التجارية.
4. زابوس:
من المثير للدهشة أنَّ زابوس لا تمتلك إلَّا 2215007 متابعاً في فيسبوك.
لقد قلت أنَّ هذا مثيرٌ للدهشة لأنَّ خدمة الزبائن التي يقدمونها لا تضاهيها خدمة، إذ إنَّهم يردون على استفسارات الزبائن خلال ساعة في أي وقتٍ من أوقات اليوم.
لكن إليك المثال الأفضل الذي لا يمكن أن يضاهيه مثال: لقد زرتُ صفحتهم لأرى إن كان من الممكن أن أرى مثالاً عن هذا المنشور، وهناك في الأعلى كان يوجد عملية التواصل هذه التي جرت بين زابوس وزبونة تُدعى أنجيلا:
"أنجيلا: فقط عبر الإنترنت؟
زابوس: للأسف، لا نمتلك أبداً أيَّ متاجر على أرض الواقع. لكنَّنا نوفر الشحن المجاني والإعادة المجانية إذا جربتهم، عملية الإعادة سهلة وتتمُّ دون تكاليف.
أنجيلا: نعم لقد اشتريت من قبل. كنت أفكر فقط إن كان من الممكن أن أعثر على أحذية من نوعية دي آر شوالز في متجرٍ لم أراه.
زابوس: لقد بحثتُ في بعض المتاجر الموجودة على أرض الواقع. دي آر شوالز تُباع في متاجر فيموس فوتوير، وكولز ماسيز، وتارجيت، وغيرها".
بصراحة، لقد كان السؤال الذي طرحته آنجيلا حول المتاجر الموجودة على أرض الواقع (وهي متاجر لا يمتلكها زابوس) سؤالاً عشوائيَّاً وغير ملائم، وقد كان من الممكن ألَّا نلوم زابوس لو أنَّها تجاهلت هذا السؤال أو لم تعره الاهتمام.
لكنَّ الشركة لم تفعل ذلك، وإذا قرأت آخر تعليقٍ ستلاحظ أنَّ زابوس تحمَّلت عناء البحث عن متاجر مادية لا تعمل عبر الإنترنت فيها الحذاء الذي كانت تبحث عنه آنجيلا.
بمعنى آخر، كانوا فعلاً يُزكُّون المنافسين، وهذا أمرٌ غير معقول. تمانع معظم الشركات مساعدة المنافسين بهذه الطريقة، لكنَّني معجبٌ بما فعلته زابوس هنا، وأنصحك أن تزكي منافسيك إذا كان ذلك مناسباً.
الهدف النهائي هو إسعاد المُستخدم، وحينما تساعده، سيتذكر هذه المساعدة ويعود إليك، حتى لو كان هذا يعني أنَّك تخليت عن الصفقة الأولى.
5. ثريدليس:
ثريدليس هي، من الناحية العملية، شركة قمصان (تيشيرتات) ذات تصاميم فريدةٍ من نوعها يقدمها فنانون مستقلون. تحظى صفحة الشركة إلى حد الآن بـ 895181 إعجاباً.
نلاحظ هنا أمرين مهمَّين: أوَّلهما أنَّ ثريدليس تعقد شراكاتٍ مع مصممين وتروِّج لهم مجاناً أمام جمهورها الكبير.
إنَّ تعرُّف جزءٍ بسيط من جمهور صفحة ثريدليس في فيسبوك، والذين يبلغ عددهم أكثر من 800 ألف، إلى فنانٍ مغمورٍ يحاول أن ينشر اسمه في سوق العمل يعطي هذا الفنان دافعاً كبيراً.
لكن ثاني هذين الأمرين المهمَّين هنا هو أنَّ ثريدليس تحصل على بعض المحتوى الخاص المميز دون أن تدفع قرشاً واحداً.
يستطيع الفنان أن يقدم مهاراته مقابل الدعاية التي يحتاج إليها بشدة، مما يوفر لـ ثريدليس آلاف الدولارات التي كان يمكن أن تنفقها للحصول على محتوىً مشابه عن طريق توظيف أشخاص يعملون داخل الشركة.
يُعَدُّ هذا مكسباً لكِلا الطرفَين.
فيما يلي مثالٌ رائعٌ آخر يقدمه الفنان فو ماريا:
يعجب التشارك في إنتاج محتوىً كهذا الجمهور والمتابعين الذين يُحسًّون أنَّ في إمكانهم التعرف إلى هؤلاء المُصمِّمين شخصيَّاً.
ستخطو ثريدليس بعد ذلك الخطوة التالية، وستقوم بدمج متجرها مع حساب فيسبوك حتى يتمكَّن الزبائن من التنقُّل بينهما حينما يشاهدون شيئاً يثير إعجابهم (دون الحاجة إلى مغادرة فيسبوك).
تستطيع مثلاً الضغط على زر "التسوق" (Shop) والتنقُّل مباشرةً ضمن قائمة المُنتجات.
تستطيع الانتقال إلى مشاهدة كل مُنتَج وحده، ثم الضغط على الرابط الذي ينقلك إلى الموقع الإلكتروني.
يمنحك هذا فائدتَين إضافيَّتَين كبيرتَين:
- تستطيع مراقبة الزيارات التي مصدرها الإحالات لترى كم حجم العمل الذي تحصل عليه عن طريق فيسبوك.
- تستطيع أيضاً استخدام ميزة "الجماهير المُخصصة" (custom audiences) لمراقبة عدد المشاهدات التي تنالها المنتجات والبدء بإطلاق إعلانات عبر فيسبوك تساهم في تحويل الزبائن المحتملين إلى زبائن فعليين.
لن يُسَرَّ الجزء الأكبر من المعجبين الجدد في فيسبوك حينما يرونك مثلاً تروِّج منتجاتك وخدماتك بلا توقف. تُعَدُّ "الجماهير المُخصَّصة" واحدةً من أفضل الميزات المنسية في إعلانات فيسبوك والتي يمكن من خلالها حل هذه المشكلة.
عوضاً عن إظهار المحتوى نفسه للجميع، يتيح لك فيسبوك تقسيم الأشخاص المختلفين إلى فئات اعتماداً على حجم تفاعلهم سابقاً مع العلامة التجارية. تستطيع أن تعرف مثلاً مَن مِن الجمهور أُعجِب بمنشوراتك، أو مَن زار موقعك الإلكتروني، أو مَن زار صفحات منتجاتٍ مُحدَّدة. يمكنك بعد ذلك استخدام الإعلانات الديناميكية من أجل عرض المنتجات المناسبة على الأشخاص الذين عبَّروا عن اهتمامهم بمنتجٍ ما حتى يرجعوا إلى شرائه.
6. أل. أل. بين:
تمتلك العلامة التجارية التي تنتج ألبسةَ تُرتدى في الهواء الطلق 751573 متابعاً.
تتَّبع أل. أل بين عديداً من التكتيكات نفسها التي تطرقنا إليها في الأعلى، بيد أنَّ ثمَّة أمرين يميِّزانها: أوَّلهما رابط "الوظائف الشاغرة" (Open Jobs) الموجود في أسفل قائمة التبويبات لديهم.
دعنا نكون صريحين، تستخدم معظم الشركات تقريباً وسائل التواصل الاجتماعي للبحث عن موظفين مُحتمَلين. تبلغ مثلاً نسبة مديري التوظيف الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي لانتقاء الموظفين 76% في مجال تكنولوجيا المعلومات.
لكنَّ 53% من مديري التوظيف يحاولون أن يروا فقط إن كان هذا المرشح يتمتع بما يكفي من "الاحترافية"، بينما يعترف 21% من المديرين الآخرين أنَّهم "يبحثون عن أسبابٍ تبرر لهم عدم تعيين المرشح".
يستخدم هؤلاء وسائل التواصل الاجتماعي لاستبعاد المرشحين فقط، وهذا ما يجعل أل. أل. بين مثالاً مميزاً. تريد الشركة استعراض شخصيتها (بصفتها علامةً تجاريَّةً تتميز بالشفافية)، واستخدام حساباتها في مواقع التواصل الاجتماعي لتشجيع أشخاصٍ جدد على التقدُّم إلى الوظائف.
عوضاً عن محاربة التوجهات العامة، تبنَّت الشركة هذا التوجُّه واستخدمته طريقةً لضم موظفين مميزين إليها.
لم تقف أل. أل. بين عند هذا الحد، إذ إنَّ لديهم في صفحتهم قسماً مخصصاً للمستخدمين يستعرض صور كل ما يحدث مع الجمهور وفي أثناء المناسبات. إذاً، هُم لا يكتفون بعرض صور المنتجات مثلما قد تفعل بعض الشركات الأخرى.
انظر إلى تعويذة الدب الموجودة في يمين الصورة، ليس لدي أدنى فكرة عن ماهيتها أو مَن تكون، لكنَّها بكل تأكيدٍ ليست من الثياب التي تنتجها إل. إل. بين.
الفكرة أنَّ حسابات الشركات في فيسبوك ليست في عديدٍ من الأحيان سوى أدواتٍ أخرى من أدواتها الإعلانية. لكنَّ الزبائن يدركون ذلك، ويكتشفون كم هو مزيف، ويتجاهلونها تجاهلاً تامَّاً.
لكنَّ أل. أل. بين تصرفت بذكاء، وسمحت بدمج المحتوى التسويقي مع المحتوى غير التسويقي حتى يبدو ما تقدمه حقيقيَّاً ويُحِسَّ الجمهور بذلك.
تُعَدُّ أل. أل. بين متجاوبةً بشكلٍ مذهلٍ أيضاً، وتَرُدُّ على الرسائل خلال ساعةٍ في معظم الأحيان.
تُعَدُّ سرعة الرد على الرسائل واحدةً من أفضل طرائق إنشاء روابط شخصية مع الزبائن، وهذا يمكن أن يصنع الفارق كله حينما يحين وقت دفع المال بالنسبة إليهم.
7. ستيلا آند دوت (Stella & Dot):
أخيراً وليس آخراً، يبلغ عدد متابعي حساب ستيلا آند دوت 482820 شخصاً.
يُعَدُّ نموذج عمل ستيلا آند دوت مختلفاً عن جميع النماذج الأخرى التي تطرقنا إليها إلى حد الآن. إنَّها شركة تسويقٍ شبكي، لذلك فإنَّ مندوبي المبيعات لديهم هم زبائنهم أيضاً. يحظى التسويق الشبكي في بعض الأحيان بسمعةٍ سيئة، لكنَّه يمكن أن يكون فعالاً بشكلٍ مذهل حينما يُؤدَّى بطريقةٍ صحيحة.
يحول التسويق الشبكي أفضل الزبائن إلى أفضل مندوبي المبيعات، هذا يعني أنَّ هؤلاء الأشخاص يستطيعون غالباً تأسيس علاقةٍ متينةٍ مع الزبائن الجدد الآخرين (أمتن من العلاقات التي يؤسسها مندوبو المبيعات الذين يعملون من داخل الشركة).
تستخدم ستيلا آند دوت فيديوهات البث المباشر في فيسبوك لعرض برامجها التي يستطيع الناس مشاهدتها من أجل التسلية، أو حتى من أجل التعلُّم، حتى يروا كيف يؤدون هذا العمل.
ترى في المثال أعلاه كيف يؤدي المنشور عمله في تحديد التوقعات التي تبيِّن أين سينعقد البث المباشر ومتى سينعقد. إذ إضافةً إلى إثارة مشاعر الترقُّب، يستطيع الفيديو أيضاً إثارة مزيدٍ من مشاعر الحماسة عند بدء العرض.
يستطيع المسؤول عن البث التفاعل مع الجمهور من الدقيقة الأولى من خلال أسئلةٍ حِواريَّةٍ مباشرة؛ حيث توفر فيديوهات البث المباشر في فيسبوك للشركات أيضاً (ولأصحابها) طريقةً مثاليَّةً لإطلاع الزبائن على ما يجري خلف الكواليس.
تساعد هذه النظرة التي يلقيها الزبائن على ما يجري داخل الشركة في تمتين العلاقة مع الزبائن.
تتيح ستيلا آند دوت إمكانية التسوق بشكلٍ مباشر عن طريق صفحة فيسبوك.
تستطيع التحقق من كل منتجٍ وحده، مثلما هو الحال في آخر مثال من أل. أل. بين، ومراقبة عمليات البيع التي جرت عبر فيسبوك، وإنشاء إعلانات خاصة بمجموعات محددة من الجماهير.
تعرض الشركة أيضاً محتوىً من حساباتها الأخرى في مواقع التواصل الاجتماعي، مثل إنستغرام، حتى لا يكون ثمَّة حاجة إلى مغادرة فيسبوك، وهذا يحافظ على تفاعل الناس معه أطول مدَّةٍ ممكنة.
يعرض قسم المجتمع لديهم أيضاً محتوىً من إنتاج المستخدمين يبيِّن كيف يبدو الزبائن الحقيقيون الآخرون (على عكس النماذج المزيفة المدفوعة).
تُعَدُّ الواقعية هي المهيمنة في أيامنا هذه، حيث يفضِّل 63% من الناس العلامات التجارية الموثوقة أكثر من العلامات المزيفة.
وقد استثمرت ستيلا آند دوت الخصلة الأساسية التي ميزتها عن عديدٍ من شركات المجوهرات الأساسية؛ وهي زبائنها الأوفياء.
الخلاصة:
ما تزال القدرة على الوصول إلى جمهور فيسبوك آخذةً في التضاؤل. إنَّها مشكلة، فقد بذلت كل ذلك الجهد حتى يصبح هؤلاء جمهورك في المقام الأول، وليس مقبولاً أن تدفع المال للإعلانات من أجل الوصول إليهم مرَّةً أخرى. مع الأسف، هذا هو الواقع الذي نعيشه اليوم.
لكنَّ الحال لن يكون كذلك بكل تأكيد إذا استطعت تعزيز التفاعل مع الصفحة، وتحويل الجمهور إلى زبائن متحمسين وأوفياء. لكنَّك لحسن الحظ لست مضطراً إلى تضييع كثير من الوقت في التفكير في الإجراءات المُجدية وغير المُجدية. تستطيع عوضاً عن ذلك الاقتداء بما تفعله أفضل الصفحات التجارية في فيسبوك، فقد مهدت هذه الصفحات الطريق أمامك، وأدَّت كل التجارب، وارتكبت كل الأخطاء التي كان من الممكن أن ترتكبها.
قد لا تكون قادراً بلا شكٍّ على تطبيق الاستراتيجيات التي تتَّبعها علامةٌ تجارية يعمل فيها أشخاصٌ متعددو الجنسيات ويبلغ رأس مالها عدة ملايين من الدولات بحذافيرها، لكنَّك لست مضطرَّاً إلى ذلك؛ فأهم أمرٍ هو أن تَعِيَ لماذا يفعلون ما يفعلون حتى تتمكَّن من تعديل النهج نفسه ليلائم صفحتك التجارية.
ما هي الصفحة التجارية المفضلة بالنسبة إليك في فيسبوك، وما أكثر ما يثير إعجابك بها؟