مع انتشار برامج التسويق، والإعلانات المدفوعة، لا يخفى على أحد أنَّ منصات التواصل الاجتماعي لم تعُد مجرد مكان يتواصل فيه الغرباء ويتبادلون الآراء من خلاله فحسب؛ بل تحولت أيضاً إلى مساحة تستخدمها الشركات لتبني علامتها التجارية؛ إذ يمكن أن تقدِّم الحملات التسويقية التي تُنشَئ على وسائل التواصل الاجتماعي الشركاتِ إلى جمهور واسع يمكن أن يتحول أناسٌ منهم إلى عملاء محتملين.

في الواقع، تمتلك "لينكد إن" (LinkedIn)، وهي أوسع شبكة تواصل مهني في العالم، 303 مليون مستخدم نشط شهرياً؛ لذا يتطلب جذب جمهور متفاعل على منصة "لينكد إن" (LinkedIn) إنشاء محتوى جذَّاب، ولكن إن لم تنشر ذلك المحتوى في الوقت المناسب، فلن يرى معظم متابعيك آخر منشوراتك أبداً؛ إذاً كيف يمكنك تحديد وقت النشر الأمثل لجمهورك؟

الحقيقة هي أنَّه لا توجد إجابة صحيحة عن هذا السؤال، ولكن يمكنك الاستفادة من بعض الأبحاث التي تساعدك في وضع افتراضات حول الأوقات المثلى للنشر وفقاً لجمهورك؛ لذا سنتناول في الفقرة التالية أفضل وقت لتنشر على المنصة بما يتوافق وأهداف شركتك أو مشروعك المهني.

الوقت المناسب للنشر على "لينكد إن" (LinkedIn):

يُعدُّ وضع سلوك جمهورك في الحسبان أمراً في غاية الأهمية؛ لذا من الأفضل أن تُجري بعض أبحاث السوق لتتعرَّف أكثر إلى كيفية استخدام جمهورك الإنترنت، أو تحديد شكل شخصية المشتري إذا كنت قد جمعت هذه المعلومات بالفعل.

إذا كان عميلك المثالي هو موظف على رأس عمله، فبوسعنا الافتراض أنَّه لن يمتلك وقتاً ليتحقق مما يُنشر على شبكات التواصل الاجتماعي خلال ساعات العمل؛ ومع ذلك، ثمة فترات زمنية معينة خلال اليوم يتحقق فيها الموظفون من مواقع التواصل الاجتماعي، مثل استراحات الغداء، أو في أثناء الذهاب إلى العمل والعودة منه؛ إذ يمكنك بذلك أن تقدِّر الأوقات المناسبة التي تتوقع بها الوصول إلى معظم العملاء.

كما عليك أن تضع في حسبانك أيضاً الغالبية العظمى لجمهور "لينكد إن" (LinkedIn)، والذين يشملون أناساً محترفين في مجال عملهم، وطلاب الدراسات العليا، وخريجي الجامعات؛ فعادةً ما تبيِّن طريقة استخدامهم للإنترنت أنَّهم مشغولين خلال ساعات العمل الاعتيادية، ولكن خلال الفترات الزمنية التي وَرَد ذكرها؛ عادةً ما يستعد الناس للعمل أو يبدؤون يومهم للتو، أو يكونون في استراحة الغداء.

ولكن إذا كنت ترغب بنشر المحتوى خلال أوقات تتناسب ومجال عملك، فتابِع قراءة المقال لتتعرَّف إلى كيفية اتخاذ قرار بالنشر بناءً على طبيعة شركتك.

أفضل وقت للنشر على  "لينكد إن" (LinkedIn):

قد لا يناسب هذا المنهج جميع الناس، ولكن حقَّق المسوقون نجاحاً على "لينكد إن" (LinkedIn) من خلال النشر من الثلاثاء إلى الخميس، عادةً ما بين الساعة 8 صباحاً حتى 2 ظهراً، وذلك حسب منطقتك الزمنية؛ كما أنَّ أسوأ وقت للنشر يكون في عطلات نهاية الأسبوع، أو خارج ساعات العمل التي تبدأ في الـ 9 صباحاً وتنتهي في الـ 5 مساءً.

ولكن ماذا لو كنت طالب دراسات عليا، وترغب في معرفة الأوقات المناسبة لتتواصل مع قادة الفكر أو مع مسوِّقين يعملون لصالح شركات قائمة على معاملات الشركات (B2B)؟

لا توجد إجابة محددة عن هذا السؤال أيضاً، ولكن لحسن الحظ، يمكن أن يساعدك إجراء بحث حول نوع الجمهور الذي تحاول جذبه وفقاً لمجال عملك إلى اتخاذ قرار مستنير.

أفضل وقت للنشر على "لينكد إن" LinkedIn حسب مجال الشركات:

يفَضَّل أن تَنشر منصات التجارة بين المستهلك والشركة  (B2C)، بين الساعة 11 صباحاً و2 ظهراً؛ وينبغي أن تركِّز الشركات القائمة على التعاملات بين الشركات وشركات البرمجيات على النشر خارج أوقات العمل المعروفة، والتي تكون بين الساعة 9 صباحاً و5 مساءً.

كما يجب أن تنشر شركات الرعاية الصحية ومؤسسات التعليم العالي من الساعة 11 صباحاً حتى الساعة 1 ظهراً، بينما يُنصَح أن تنشر شركات الإعلام ما بين الساعة 8 إلى 10 صباحاً.

كما يمكنك أن تستنتج متى قد تحقق منشوراتك أكبر قدر من التفاعل من خلال مراقبة سلوك المنافسين في مجال عملك، إلى جانب أعضاء الجمهور.

  • شركات البرمجيات والإعلام: يُعتَقد بأنَّ جمهور الشركات الإعلامية يميلون إلى التحقق من وسائل التواصل الاجتماعي الخاصة بهم في الصباح، تماماً كما يقرأ البعض الصحيفة اليومية؛ لذا، من المحتمل أن ينجحوا حينما ينشرون في الصباح بين الإثنين والجمعة، بينما يُنصَح أن تنشر شركات البرمجيات خارج ساعات العمل لتحقيق ذات النجاح.
  • شركات الرعاية الصحية ومؤسسات التعليم العالي: يُقتَرح أن تلقى المنشورات المتعلقة بالشركات أفضل تفاعل بين حوالي الساعة 10 صباحاً وحوالي الساعة 2 مساءً.
  • الشركات القائمة على المعاملات بين الشركات (B2B): يُعدُّ تحليل سلوك مستخدمي الويب أفضل مؤشر لتحديد أوقات النشر، من المرجح أن يكون جمهورهم من المهنيين الآخرين؛ لذا من الأفضل أن تصل منشوراتك إليهم قبل بدء العمل، وفي أثناء ساعات الغداء، وخلال التنقل من وإلى العمل.
  • الشركات القائمة على التجارة بين المستهلك والشركة (B2C): على غرار الشركات القائمة على المعاملات بين الشركات (B2B) تماماً، على الأرجح أن تنال هذه الشركات تفاعل الجماهير عند النشر خارج ساعات العمل، أو في أثناء استراحات الغداء.

إذا نشرت محتوى على منصة "لينكد إن" (LinkedIn) حينما يكون معظم جمهورك غير متصل بالإنترنت، فمن المحتمل أن لا تتلقى عدد المشاهدات والتفاعل التي كنت ترجوها؛ لذا تذكَّر، إذا كنت ترغب في بناء علامة تجارية على "لينكد إن" (LinkedIn)، فمن الضروري أن تعرف متى يفضِّل جمهورك المحدَّد تصفح المنصة، سيكون لديك فكرة أفضل عن كيفية تحديد توقيت منشوراتك في كل مرة ترغب فيها بتحديث متابعيك على المنصة.

في الختام: كم مرة يجب أن تنشر على "لينكد إن" LinkedIn؟

لقد خَلُص البحث الذي أجريناه إلى أنَّه لا ينبغي أن تنشر أكثر من خمس مرات في الأسبوع على المنصة، وأنَّ أول منشورين سيلقيان أعلى نسبة تفاعل؛ لذا، نقترح أن تنشر ما يتراوح بين مرتين إلى خمس مرات في الأسبوع - وفقاً لمجال عمل شركتك، وجمهورك، ونوع المحتوى الذي ترغب في نشره على المنصة - على أن ينصبَّ تركيزك على النوعية لا على الكمية؛ فحينما يتعلق الأمر بالنشر، يجب عليك أن تحرص على أن تتمتع بتفكير مُتروٍّ واستراتيجية ملائمة، وأن يحقق كل جزء من المحتوى الذي تنشره على "لينكد إن" (LinkedIn) الفائدة المرجوة منه؛ فإذا تدنَّت جودة المحتوى الذي تنشره لمجرد أن يصل عدد منشوراتك إلى خمسة، سيؤدي ذلك إلى تدنِّي مستوى التفاعل على المنصة، إذ سيظهر المحتوى الذي تنشره بشكل أقل لمتابعيك؛ حيث تمنح الخوارزمية الأولوية للمحتوى المتقَن، شأنها شأن جميع منصات التواصل الإجتماعي.

لذا، إذا اخترت نشر خمس منشورات أسبوعياً على "لينكد إن" (LinkedIn)، ففكر كيف يمكنك تغيير نوع المحتوى؛ فمثلاً: قد تنشر مقطع فيديو يوم الاثنين، ومقالاً عن قيادة الفكر يوم الثلاثاء، وتشارك منشوراً من مدونةٍ يوم الأربعاء، وتكتب حالةً مميزةً يوم الخميس، وتطلب من المتابعين تقديم تغذيتهم الراجعة في قسم التعليقات.

وكلما حاولت تنمية استراتيجيتك على "لينكد إن" (LinkedIn)، يمكنك أن تكرِّر ذلك، كي تكتشف مع مرور الوقت أنواع المحتوى التي تحقق أفضل تفاعل على صفحة عملك الخاصة.

في نهاية المطاف، تُعدُّ استراتيجية "لينكد إن" (LinkedIn) لعبةً يمتد أثرها؛ لذا اختبر هذه الأساليب، وجرِّب أخرى غيرها أيضاً؛ فجمهورك يتسم بطابع فريد، وقد تكشف عن رؤيتك الثاقبة فيما يتعلق بمحتوى "لينكد إن" (LinkedIn)، ما دمت مستمراً في نشر محتوى متقَن، إلى جانب التفاعل مع منشورات أخرى ترتبط بمجال عملك كذلك.